المشاركات الشائعة

الثلاثاء، يونيو 29، 2010

وظهر هلال انتخابات مجلس الشعب .

   الاصدقاء الاعزاء
     شاءت اقلام المفكرين فى الحزب الوطنى ان نعيش هذا العام  انتخابات مجلش الشورى ؛ ومجلس الشعب ، وقد ودعنا انتخابات الشورى بما لها وما عليها  ولو انهما (اى ما لها وما عليها ) ليسا متساويين ، فما لها قليل وما عليها كثير وكثير . ولكن وهذا قدرنا
 فلابدان نتحمله  ، واليوم ظهرت اولى بوادر ظهور هلال انتخابات الشعب .
  اليوم نشر الاستاذ الدكتور مصطفى الفقى فى جريدة الاهرام مقالا ادعوكم جميعا لقراءته وبعدها نلتقى معه .                                                    

أم المعارك‏..‏ ثمن الديمقراطية

بقلم: د. مصطفى الفقى

كتبت منذ سنوات خمس أصف التجربة الانتخابية التي مررت بها وسميتها‏'‏ بأم المعارك‏'‏ ذلك أنني أظن أن المرء عندما يطرح اسمه للتصويت عليه وإعطاء الثقة فيه‏,‏ فإنه يمر بواحدة من أكثر تجارب حياته صعوبة وإحراجا‏. ‏ فإذا جئنا إلي الانتخابات العامة فإن الأمر يبدو مرهقا للنفس محطما للكبرياء لأنك تضع ذاتك بالكامل في أيدي الآخرين يحددون مسارها ويقررون ما يرون بشأنها ولا يكون لك في الغالب تأثير يذكر علي ما استقر في ضمير الناس وعقيدتهم التي تكونت بشأنك وتحددت حولك بمنطق المتابعة السابقة والوضع القائم والرجاء في المستقبل‏.‏ ولقد كنت قد عقدت العزم علي ألا أدخل معركة انتخابية مرة أخري لأن ذلك يحمل أحيانا في طياته شعورا معقدا يتأرجح بين رأي الإنسان في ذاته ورأي الآخرين فيه بمن فيهم خصومه قبل مؤيديه‏,‏ لذلك أعلنت في مناسبات كثيرة أنني أفكر جديا في ألا أخوض الانتخابات النيابية مرة أخري لأسباب تتصل ببعد الدائرة التي أمثلها وهي مدينة‏'‏ دمنهور‏'‏ العريقة وتوابعها وملحقاتها من قري حولها‏,‏ ذلك أنني مقيم في‏'‏ القاهرة‏'‏ وقد أصبح سفري بالطريق الزراعي كل أسبوع أو أسبوعين أمرا مرهقا للصحة مؤثرا علي التزاماتي الأخري وارتباطاتي الداخلية والخارجية‏,‏ ولعلي أبسط هنا بعض الملاحظات التي تتعلق بالتجربة الانتخابية عموما وما يحيط بها وما ينجم عنها وأوجز ذلك في الملاحظات التالية‏:‏

أولا‏:‏ إن الناخب المصري يعتقد أن نائبه هو موظف لديه يملي عليه فيطيع‏,‏ ويطلب منه فيستجيب‏,‏ بل وينتظر أن تتحقق علي يديه حلول كل مشكلاته العامة والخاصة بدءا من المياه والكهرباء والصرف الصحي وصولا إلي التعيينات والتنقلات وتأشيرات الحج والعمرة والإقامة في المدن الجامعية وقرارات العلاج علي نفقة الدولة وغيرها من عشرات المطالب الصعبة إلي درجة طلب التوصية أحيانا في قضايا منظورة أمام القضاء وهو أمر مستحيل طبعا‏,‏ ولكن عقلية المصري العادي تتوهم أن كل شئ يتم بالاستثناءات وأن‏'‏ الواسطة‏'‏ قادرة علي صنع المعجزات وتلك في النهاية مهمة نائب الدائرة وإلا لماذا انتخبناه؟‏.‏

ثانيا‏:‏ لا يقف الأمر عند هذا الحد بل يتجاوزه إلي الرغبة في بقاء النائب تحت بصر مواطنيه صباح مساء فهو أول من يتقدم صفوف العزاء وتشييع الجنازات وهو أول من يجامل في الأفراح ويحضر‏'‏ عقائق‏'‏ الأطفال حديثي الولادة ولا مانع من أن يجامل في مناسبات‏'‏ ختانهم‏'‏ أيضا‏!‏ فالنائب شخصية أسطورية عليها أن تقوم بكل شئ وفي أي وقت مهما كانت الظروف والتحديات فهو يملك مفاتيح الوظائف كلها ويحمل‏'‏ خاتم سليمان‏'‏ في يمناه و‏'‏يخرج العفريت‏'‏ من‏'‏ القمقم‏'‏ بيسراه فإذا جاءك عشرة يريدون التوظيف وأعانك الله علي توظيف تسعة منهم فإنك لن تسمع كلمة شكر من أيهم ولكن العاشر الذي لم يجد فرصة وظيفة لديك هو الذي سوف يقوم بالشكوي منك والتشهير بك في كل مكان‏.‏

ثالثا‏:‏ إن طبيعة العمل النيابي أنه يعتمد علي ضمير من يتصدي له فهو ليس وظيفة ولكنه رسالة‏,‏ ففي عشرات المرات كنت أستيقظ من نومي بعد منتصف الليل‏'‏ علي رنين المحمول‏'‏ من أحد أبناء‏'‏ الدائرة‏'‏ يطلب أمرا ولا يراعي إطلاقا ساعات النوم فهم أناس بسطاء لم يدرسوا قواعد اللياقة ولا يعنيهم إلا إيجاد حلول لمشكلاتهم المعقدة وظروفهم الصعبة وكثيرا ما اقتحم علي أبناء الدائرة بمكالماتهم علي المحمول أسفاري في الخارج وكنت أرد طائعا راضيا لأن تلك هي رسالتي التي يجب أن أتحملها ما دامت مسئوليتها قد آلت إلي وأشهد الله سبحانه وتعالي أنني لم أتهرب من مكالمة تليفونية واحدة علي امتداد السنوات الخمس الأخيرة بل إن معظم أبناء دائرتي كانوا يكتفون بإرسال‏'‏ رنة تليفونية‏'‏ واحدة وكان علي أن أرد علي صاحب الرقم فورا برغم مشاغلي ومتاعبي بل وهمومي أحيانا‏.‏

رابعا‏:‏ إن المصريين يؤمنون‏'‏ بفلسفة الاستثناءات‏'‏ ويستغرقون تماما في‏'‏ ثقافة الواسطة‏'‏ وما أكثر الحالات التي جاءني أصحابها بمطالبهم ولم يحاولوا فيها من قبل إيمانا منهم أنها تحتاج إلي تدخل الغير مع أن الأمر قد لا يكون كذلك حيث يبدو المطلب بسيطا وتلبيته هي حق لصاحبه‏,‏ والمصريون معذورون في ذلك فالتاريخ الاجتماعي لبلدنا يعزز مثل هذه الصورة في العقل المصري‏.‏

خامسا‏:‏ عندما كان دور الانعقاد البرلماني يشارف نهايته ويدرك الناخبون أن الانتخابات القادمة باتت علي مرمي حجر فإنهم كانوا يصعدون من لهجتهم عند الطلب ويكثفون من اتصالاتهم بنائبهم إيمانا منهم بأنه أحوج إليهم في هذه الفترة أكثر من أي وقت مضي وتلك مسألة مؤسفة كانت تشعرني شخصيا بنوع من الامتهان نتيجة انتظار الأصوات وكنت أقول في نفسي‏'‏ أذل الحرص أعناق الرجال‏'!‏

سادسا‏:‏ إن الانتخابات تقوم علي نوع من‏'‏ التربيطات‏'‏ التي لها محترفوها فهي فن يتصل بفهم الشارع واللعب علي أوتار معينة والتلويح بمكاسب منتظرة بينما واقع الأمر يشير لغير ذلك‏,‏ ولقد آمنت من خلال تجربتي البرلمانية أن فترة الدعاية الانتخابية والتصويت هي فترة ذهبية يصفي فيها المواطنون حساباتهم مع من يريدون كما أن كمية النفاق وحجم المراوغة لو جري توزيعها علي عشرات البشر لكفتهم جميعا‏,‏ فالانتخابات هي لعبة مركبة تحتاج إلي مهارات معينة قد لا يحوزها إلا المهتمون بها‏.‏

سابعا‏:‏ إن أم المعارك تجعل الذي يخوضها مؤمنا بها عارفا بقدر من يتقدم إليها وذلك وضع مثالي لا يتحقق في الغالب حيث المنافسة شرسة والصراع محموم وكل الأساليب متاحة‏,‏ فالانتخابات في بلادنا تستخدم‏'‏ الدين‏'‏ الحنيف عند اللزوم ولعبة‏'‏ المال‏'‏ غالبا بل والمواجهة العصبية التي تصل إلي حد‏'‏ البلطجة‏'‏ أحيانا أخري‏,‏ فالانتخابات فيها محاولات لاغتيال الشخصية وتشويه الصورة والضرب تحت الحزام بلا تردد وقديما قالوا‏'‏ أمران يباح فيهما كل شئ وهما الحب والحرب‏'‏ وأنا أضيف إليهما ثالثا وأعني‏'‏ المعركة الانتخابية‏'‏ فهي بحق‏'‏ أم المعارك‏'.‏

هذه سطور أكتبها من قلبي مباشرة وأنا أودع المعركة الانتخابية بكل ما لها وما عليها كما أنني أبعث في الوقت ذاته برسالة إلي المواطن المصري أقول له إننا نشعر بمعاناتك وندرك متاعبك وندعوك إلي أن تختار النائب الحقيقي الذي يعمل في صمت ويؤمن بأن مهمته هي رسالة سامية تكاد ترقي إلي مستوي أصحاب الغايات النبيلة‏,‏ فما أجمل ابتسامة المواطن البسيط حين تجد له فرصة عمل أو دعوات عجوز وأنت توفر له مسكنا‏,‏ فالكنانة شعبها طيب ورزقها واسع ولكن الفساد فيها بغير حدود‏.‏
   
     اصدقائى الاعزاء
     الاستاذ الدكتور / مصطفى الفقى


استاذ ومفكر وعالم وسياسى مخضرم له رؤية فريدة من نوعها فى شتى المجالات وخاصة القانونية والسياسية؛ وهو عندما طرح تجربته السياسية فى الانتخابات الاخيرة طرحها بالصدق المعهود منه ولكن يادكتور اسمح لى طبعا هذا دليل على الا عودة فعلا اليها ؛ولكن اليس هذا محبطا لمن بعدك فهو سوف يخوض فى بركة مليئة نفاق وغيبة ورشوةو خداع وضرب تحت الحزام عموما هو درس لمن يفكر فى الانتخابات .يجعله يفكر مئة مرة قبل خوضها  والسؤال الطبيعى لو انك  كنت ستعود الى دائرتك لخوض جولة اخرى
 هل كنت ستكتب ذلك ؛ ام ان هناك شيئا فى الافق لك ( نسعد لو حدث ) ام انك نادم فعلا على خوض هذه التجربة
                       مع اجمل تحياتى             العربى السمان

الأحد، يونيو 27، 2010

القائد العربى عمرو بن العاص

            عمرو بن العاص زار مصر قبل الفتح اكثر من مرة .


شعب مصر ليس هو الشعب الذى يتحول عن دينه بالقوة ... ما الدليل ؟؟!!

لقاء عمرو مع شماس مصر الذى انقذ حياته مرتين والشماس يرد الجميل.

حقيقة مسئوليته عن الفتنة زمن علىّ ومعاوية.

اصدقائى الاعزاء    تعالوا نعيش سويا مع القائد العربى الاسلامى عمرو بن العاص ؛ من خلال سيدة الكلمة وملكة القلم
الاديبة الاستاذه ( سناء البيسى)

قصة عمرو بن العاص فى مصر

حمامة الأيك هجرت أيكها وطارت إلي معسكر الفارس المغوار الذي حمل الإسلام في ركابه إلي أرجاء المعمورة لتحط فوق خيمته بعد فتح حصن بابليون قبل انطلاق جيوشه لاستكمال مسيرة النور.
لتصل إلي بلاد الصين والروس وقلب أوروبا ومجاهل أفريقيا‏..‏ تحط الحمامة تبني عشها وتضع بيضها وتلقم أفراخها بخيرات منقارها‏,‏ ويأمر ابن العاص جنوده بجمع كل الخيام إلا خيمته كي لا تروع ذات الجناحين التي وجدت في حماه أمانها وأمن أفراخها‏,‏ وكيف لا وهو من قال عنه الرسول صلي الله عليه وسلم‏:‏ أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص‏,‏ وتلتف المدينة الناشئة كالسوار حول المعصم من حول الخيمة المختارة ليغدو اسمها الفسطاط ومعناه الخيمة الكبري التي تشهد علي مدي ما قدمه الإسلام للعرب من حضارة ورقي إنساني‏..‏ ويشهد شاهد من أهلها‏..‏ أهل الفسطاط وبابليون والروضة والإسكندرية وأهل مصر بكذب الأقاويل حول انتشار الإسلام بالقهر‏,‏ فهذا الشعب المصري ليس بالذي يتحول عن دينه ولغته بسبب قهر يتعرض له‏,‏ فقد ظلت الإمبراطورية الرومانية بكل عنفوانها علي مدي ثلاثة قرون من الاضطهاد لم تستطع فيها أن تعيد المصريين للوثنية بعد اعتناقهم المسيحية لدرجة أن الأقباط اتخذوا بداية للسنة القبطية ما يسمي تاريخيا بعصر الشهداء‏,‏ وهو عصر دقلادينيوس تخليدا لما واجهه الأقباط في هذا العصر من أهوال‏,‏ وبعد اعتناق الرومان للمسيحية عجزت الإمبراطورية الرومانية عن تحويل المصريين ليس عن دينهم هذه المرة‏,‏ بل حتي عن مذهبهم المسيحي رغم أربعة قرون أخري من الاضطهاد‏.‏


لم يكن عمرو بن العاص من اخترع عزيمة الإقدام علي فتح مصر‏,‏ فقد كان فتحها في حكم الواقع المفروغ منه منذ سنين‏,‏ لكنه رأي الآية بعينيه‏,‏ وأن الأوان المحتوم قد لاح ليغدو في حكم المعلوم منذ أن تنبأ الرسول صلي الله عليه وسلم جازما لصحابته‏:‏ ستفتحون مصر فهي أرض يسمي فيها القيراط‏,‏ فاستوصوا بأهلها خيرا‏,‏ فإن لهم ذمة ورحما‏,‏ وإذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا جندا كثيفا‏,‏ فذلك الجند خير أجناد الأرض‏..‏ فسأل أبوبكر رضي الله عنه‏:‏ ولم يا رسول الله؟ قال عليه السلام‏:‏ لأنهم وأزواجهم في رباط إلي يوم القيامة‏..‏ لقد رأي عمرو بن العاص مصر بعين العبقرية التي تفسر الحلم بوحي الإلهام‏,‏ وقد كان يزور بيت المقدس في سياحاته التجارية ليصغي إلي حجاجه ورهبانه المقيمين فيه فيسمع أخبارا تنم علي ما في مصر من قلق الرعية وضعف الرعاة‏,‏ وغضب المصريين من الروم‏,‏ وأن الحصون مهملة‏,‏ والدساكر معطلة‏,‏ والجنود يعيشون بين شعب يبغضهم ويجهر بعدائهم‏..‏ ولأنه لم يكن كأي سائح لامتيازه بنفاذ البصر وبلوغه مرتبة الحظوة عند بعض الأمراء الذين كانت له تجارة في بلادهم مثل نجاشي الحبشة الذي ألفه واستقبله بين خاصة أهله ودعاه بالصديق‏,‏ ولأنه كان قد زار مصر في جاهليته مرات ووصل تخومها فلاشك أنه قد علم من أخبارها في جاهليته وبعد إسلامه الكثير‏,‏ ويروي عنه أنه بينما كان يرعي إبله وإبل أصحابه في جبال بيت المقدس إذ أقبل عليه شماس يكاد يهلك من العطش فسقاه عمرو حتي روي وتركه ينام مستريحا إلي جواره‏,‏ وإذ بحية عظيمة تخرج للنائم قتلها عمرو قبل أن تصل إليه‏,‏ فاستيقظ الشماس وشكره قائلا‏:‏ لقد أحياني الله بك مرتين‏:‏ مرة من العطش‏,‏ ومرة من الحية فكم ترجو أن تربح من تجارتك؟ فأجابه عمرو أشتري بعيرا لتكون لي ثلاثة أبعرة‏,‏ فسأله الشماس‏:‏ كم دية أحدكم بينكم؟ فأجابه‏:‏ مئة من الإبل‏..‏ فعاد يسأله عن مقابلها بالدنانير فأجابه بأنها ألف دينار‏..‏ عندها دعاه الشماس للإسكندرية بلده ليعطيه الديتين‏,‏ فعاد عمرو يسأله عن مدة الرحلة فأجابه بأنها شهر يستغرق فيها ذهابه عشرا‏,‏ وإقامته عشرا‏,‏ وعودته في عشر‏..‏ فانطلقا‏..‏ حتي انتهيا في الإسكندرية ليري عمرو في عمارتها وثروتها عجبا‏,‏ ووافق دخوله إليها عيدا يجتمع فيه أمراؤها وأشرافها يترامون بكرة من ذهب يدركون أن من تقع في كمه لا يموت حتي يغدو ملكا عليهم‏..‏ فلما جلس عمرو والشماس علي مقربة من الملعب أقبلت الموعودة تهوي حتي وقعت في كم عمرو ولأنها أبدا لم تكذبهم خبرها تساءلوا عجبا كيف يغدو هذا الأعرابي ملكا علينا؟‏!!‏ وحدث الشماس قومه حديث إنقاذه فجمعوا له المال الذي وعده به ورده مكرما إلي أصحابه‏..‏ تلك إحدي القصص المرجعية لزيارة عمرو للديار المصرية قبل فتحها‏,‏ إلي جانب أخريات منها ما رواه الكندي من أنه كان يحمل تجارته إليها كما يحملها إلي بيت المقدس والشام‏..‏


وليتنا أبناء الأمس عندما لم تكن مياه النيل أزمة ولا مؤتمرا خادعا‏,‏ ولا مطمعا ولا سدا عاليا يكبل ذهب الأرض الأسود ويعوق مسيرة الأزل فيتصدع الشاطئان وتسقط النخلتان ويجف وجه التربة لا يخفي تجاعيد السنين‏..‏ ليتنا أيام عمرو في وصفه مصر للفاروق‏:‏ مصر تربة غبراء‏,‏ وشجرة خضراء‏,‏ طولها شهر‏,‏ وعرضها عشر‏,‏ يكنفها جبل أغبر‏,‏ ورمل أعفر‏,‏ يخط وسطها نهر ميمون الغدوات‏,‏ مبارك الروحات‏,‏ يجري بالزيادة والنقصان‏,‏ كجري الشمس والقمر‏,‏ له أوان‏,‏ تظهر به عيون الأرض وينابيعها‏,‏ حتي إذا عج عجاجه‏,‏ وتعظمت أمواجه‏,‏ لم يكن وصول بعض القري إلي بعض إلا في خفاف القوارب‏,‏ فإذا تكامل في زيادته نكص علي عقبه‏,‏ كأول ما بدأ في شدته‏,‏ وطما في حدته‏,‏ فعند ذلك يخرج القوم ليحرثوا بطون أوديته وروابيه‏,‏ يبذرون الحب‏,‏ ويرجون الثمار من الرب‏,‏ حتي إذا أشرق وأشرف‏,‏ سقاه من فوق الندي‏,‏ وغداه من تحته الثري‏,‏ فعند ذلك يدر حلابه‏,‏ ويغني ذبابه‏,‏ فبينما هي يا أمير المؤمنين ورقة بيضاء‏,‏ إذا هي عنبرة سوداء‏,‏ وإذا هي زبرجدة خضراء‏,‏ فتعالي الله الفعال لما يشاء‏..‏ والذي يصلح هذه البلاد وينميها ألا يقبل قول خسيسها في رئيسها‏,‏ وألا يستأدي خراج ثمرة إلا في أوانها‏,‏ وأن يصرف ثلث ارتفاعها في عمل جسورها وترعها‏..‏ فإذا تقرر الحال مع العمال في هذه الأحوال‏,‏ تضاعف ارتفاع المال‏,‏ والله تعالي يوفق في المبتدأ والمآل‏..‏


ولقد تنال شهادة الأشخاص علي مدي التاريخ بعضا من خدوش أو اعوجاج لصالح أحد الأطراف‏,‏ لكننا أمام الوثائق لابد وأن ننحني احتراما للحقائق المجردة‏,‏ وحول الادعاء بالظلم والقهر الذي وقع علي أهل مصر خلال الفتح العربي ترد شهادة البروفيسور النمساوي جرومان عام‏1930‏ التي يقدم فيها أقدم المستندات في عهد الإسلام‏,‏ حيث تبرز بردية محفوظة في معهد البرديات بفيينا تحمل رقم‏558‏ تسمي بردية اهناسيا وتعود إلي عام‏21‏ هـ عبارة عن عقد شراء بين قائد جيش المسلمين عمرو وأهالي إحدي قري محافظة بني سويف ومحدد في العقد شراء‏55‏ رأسا من الضأن مبينا به ثمن الرأس والتزام القائد العربي بسداد الثمن‏,‏ ويعقب جرومان في محاضرته بالجمعية الجغرافية في مصر علي هذه البردية بقوله‏:‏ ربما تتصورون أن الإسلام انتشر لواؤه بالسيف والطعن‏,‏ علي أن الأسقف يوحنا النيقوسي المسيحي ينقض هذا القول إذ شهد بأن عمرو بن العاص لم يأخذ شيئا من مقتنيات الكنيسة‏,‏ ولم ينهب‏,‏ ولم يأخذ غير الجزية التي اشترط دفعها‏..‏ و‏..‏لم يميز العرب أنفسهم بأرستقراطية يترفعون بها علي أفراد الشعب كما حدث في جميع الحالات التي تعرضت مصر فيها للغزو قبل الإسلام وبعده‏,‏ فلقد ظل الإغريق لثلاثة قرون في مصر يونانا‏,‏ والرومان لستة قرون رومانا‏,‏ والأتراك لخمسة قرون أتراكا‏,‏ وكانوا جميعهم لا يرون في أفراد الشعب إلا عبيدا مكرسين لخدمتهم ــ أدب سيس خرسيس ــ ولكن العرب تمصروا بمجرد اختلاطهم بشعب مصر فانصهر الجنسان انصهارا أنتج الإنسان المصري كما نعرفه اليوم جامعا بين الحسنيين‏:‏ حضارته القومية وحضارة حكامه الجدد‏..‏ ونقطة البداية زرعها عمرو بن العاص عندما شق خليج أمير المؤمنين بين النيل والبحر الأحمر ليغدو ممرا صالحا للتجارة بين مصر والحجاز‏,‏ وبني مسجده الشهير الذي يسمي بالجامع العتيق وبه بيت المال‏,‏ وحلقات درس ووعظ للسيدات تصدرتها في العهد الفاطمي واعظة اسمها أم الخير الحجازية مما يوضح مواصلة رسالة الجامع حتي العهد الفاطمي بعد نشأة الأزهر‏..‏



عمرو بن العاص الذي ولد حوالي عام‏580‏ م ومات وقد أوشك علي المئة وكان الفارق بينه وبين ابنه البكري عبدالله اثنتي عشرة سنة فقط‏,‏ فقد تزوج ولم يزل في أولي عتبات الشباب بفتاة من قبيلته سهم اسمها ريطة بنت منية ابن الحجاج التي أنجبت له ابناه عبدالله ومحمد‏..‏ وإذا ما كانت جملة أوصافه التي خرجت من بطون تاريخ العرب تقول بإنه كان أدعج‏,‏ أبلج‏,‏ ربعة القامة أقرب إلي القصر‏,‏ يخضب بالسواد‏,‏ فإننا عندما نرد الماء صفوا من منابعه سنجد عمرو يصف نفسه بقوله‏:‏ إنني الكرار في الحرب‏,‏ وأنني الصبور علي غير الدهر‏,‏ لا أنام عن طلب‏,‏ كأنما أنا الأفعي عند أصل الشجرة‏,‏ ولعمري لست بالمتواني أو الضعيف‏,‏ بل أنا مثل الحية الرقطاء‏,‏ لا شفاء لمن عضته‏,‏ ولا يرقد من لسعته‏,‏ وإني إذا ما ضربت إلا فريت‏,‏ ولا يخبو ما شببت‏,‏ أشد القوم قلبا وأثبتهم يدا‏,‏ أحمر اللواء وأذود عن الحمي‏..‏ وكان عمر بن الخطاب يقول عن مشية عمرو المتعالية الواثقة‏,‏ حيث يرتدي الجبة الموشاة والعمامة المرصعة ما ينبغي أن يمشي أبوعبدالله إلا أميرا‏,‏ وإلي تلك الإمارة والسلطة ظل سعي عمرو إليهما إلي جانب جمع المال دوما‏,‏ باديا منه في الإسلام كما بدا منه في الجاهلية‏,‏ فلم يعرف له موقف قط نزل فيه باختياره عن الرئاسة‏,‏ وظل طموحه بلا حد حتي أنه كان يعزي نفسه بقوله المأثور عنه‏:‏ إن ولاية مصر جامعة تعدل الخلافة‏,‏ وقضي عمرو خمس سنوات واليا لمصر في خلافة عمر بن الخطاب‏,‏ ويساعده عبدالله بن سعد بن أبي سرح في ولاية الصعيد‏,‏ وعندما تولي عثمان ذهب إليه عمرو ليبايعه في المدينة ويعرض عليه شئون ولايته مؤملا في عزل بن سعد من ولاية الصعيد‏,‏ فأبي عثمان بل اقترح عليه أن يتولي شئون الحرب في مصر ويترك لابن سعد شئون الخراج فأبي قائلا‏:‏ إني إذن كمن يأخذ البقرة بقرنيها ليحلبها غيره وقام عثمان بإقالة عمرو وتثبيت ابن سعد علي ولاية مصر حربها وخراجها‏,‏ وكان أخا لعثمان في الرضاع وليس من دأبه أن يعزل أقرباءه‏,‏ ولم يستكن عمرو بن العاص للعزل وظل يترقب في بيته بفلسطين يوم العودة إلي كرسي مصر الذي يعلم أنه آت لا ريب فيه‏,‏ ويقتل عثمان فيقصد عمرو معاوية بالشام ليرسله إلي مصر علي رأس جيش تعداده ستة آلاف رجل‏,‏ فأقبل عليها فاتحا قبل أن ينالها واليا لا يخفي حبه للمال بل يكشف عنه كلما دعاه داعي الكلام‏..‏ وقد سأله معاوية وقد شاخا وخبت عند كليهما لذات الفحولة وهوس الشباب عما بقي لديه من لذة الدنيا فقال عمرو‏:‏ محادثة أهل العلم وخبر طيب يأتيني من ضيعتي‏..‏ وفي مسامرة أخري للشيخين ــ اللذين وضعهما الشعبي من دهاة العرب الأربعة‏:‏ معاوية‏,‏ وعمرو‏,‏ والمغيرة‏,‏ وزياد‏..‏ فأما معاوية فللأناة والحلم‏,‏ وأما عمرو فللمعضلات‏,‏ والمغيرة للمبادهة‏,‏ وأما زياد فللصغير والكبير ــ عما بقي لديهما من لذات الدنيا فقال معاوية‏:‏ أما النساء فلا أرب لي فيهن الآن‏,‏ وأما الثياب فقد لبست منها حتي وهي بها جلدي فما أدري أيهما ألين‏,‏ وأما الطعام فقد أكلت من لبنه وطيبه حتي ما أدري أيهما ألذ وأطيب‏,‏ وأما الطيب فقد دخل خياشيمي منه حتي لم أعد أدري ما الرياحين وما التمر حنة‏,‏ وما شيء الآن ألذ عندي من شراب بارد في يوم صائف‏,‏ ومن أن أنظر إلي بني وبني بني يدورون حولي‏..‏ فما بقي منك يا عمرو؟‏!‏ فقال ابن العاص‏:‏ مال أغرسه فأصيب من ثمرته وغلته‏!,‏ وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم أدري الناس بحب عمرو للمال قبل أن يعرفه المسلمون أو المشركون بطول المراسي فولاه الإمارة في غزوة ذات السلاسل وقال له وهو يعرضها عليه‏:‏ إني أريد أن أبعثك علي جيشك فيسلمك الله ويغنمك وأزغب لله من المال زغبة صالحة فأجابه عمرو وهو يشفق أن يظن النبي بإسلامه الظنون‏:‏ يا رسول الله ما أسلمت من أجل المال‏,‏ بل أسلمت رغبة في الإسلام فهون النبي ما خامره من الظن ودفع عنه وهمه قائلا‏:‏ يا عمرو نعم المال الصالح للمرء الصالح‏.‏


وقد كان إسلام عمرو مع خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة رضي الله عنهم في وقت واحد‏,‏ وعندما سئل عمرو عن سبب تأخره في دخول الدين الحنيف قال‏:‏ كنا مع قوم لهم علينا تقدم وسن‏,‏ توازي عقولهم الجبال‏,‏ وما سلكوا فجا فتبعناهم إلا وجدناه سهلا‏,‏ فلما أنكروا علي النبي أنكرنا معهم‏,‏ ولم نفكر في أمرنا‏,‏ وقلدناهم‏,‏ فلما ذهبوا وصار الأمر إلينا نظرنا في النبي فإذا الأمر يبين‏,‏ فوقع في قلبي الإسلام‏,‏ وقد وردت في صحيح مسلم قصة إسلامه كما رواها بنفسه‏:‏ فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلي الله عليه وسلم فقلت‏:‏ ابسط يمينك لأبايعك‏,‏ فبسط يمينه‏,‏ فقبضت يدي فقال‏:(‏ مالك يا عمرو؟‏!)‏ قلت‏:‏ أردت أن أشترط‏,‏ قال بماذا؟ قلت‏:‏ أن يغفر لي‏,‏ قال‏:‏ أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله‏,‏ وأن الهجرة تهدم ما قبلها‏,‏ وأن الحج يهدم ما كان قبله؟‏,‏ وما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه‏,‏ وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له‏,‏ ولو سئلت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه‏,‏ وقد أسلم عبدالله بن عمرو بن العاص قبل أبيه وكان اسمه العاص‏,‏ فأسماه رسول الله صلي الله عليه وسلم بعد إسلامه عبدالله‏,‏ وكان له مقام راسخ في العلم واشترك في غزوة العبادلة ودخل أفريقيا وتوفي في مصر سنة ثلاث وستين‏,‏ وكان يكتب ما يسمعه من النبي وله في ذلك‏700‏ حديث ويروي عن حياته‏:‏ زوجني أبي امرأة من قريش‏,‏ فلما دخلت علي‏,‏ جعلت لا أنحاش لها مما بقي بي من القوة علي العبادة‏,‏ فجاء أبي إلي امرأتي يسألها‏:‏ كيف وجدت بعلك؟ قالت‏:‏ خير رجل لم يفتش لي كنفا‏,‏ ولم يقرب لنا فراشا‏,‏ فأقبل علي‏,‏ وعنفني قائلا‏:‏ زوجتك امرأة ذات حسب فأهملتها‏,‏ ثم انطلق يشكوني للنبي فطلبني‏,‏ فأتيته‏,‏ فقال‏:‏ أتصوم النهار وتقوم الليل؟ قلت‏:‏ نعم‏,‏ قال‏:‏ لكني أصوم وأفطر‏,‏ وأصلي وأنام‏,‏ وأمس النساء‏,‏ فمن رغب عن سنتي فليس مني‏..‏ ويذكر عبدالله بن عمرو‏:‏ جمعت القرآن‏,‏ فقرأته كله في ليلة فقال النبي عليه السلام‏:‏ اقرأه في شهر‏,‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي وشبابي‏,‏ قال اقرأه في عشرين‏,‏ قلت‏:‏ دعني أستمتع‏,‏ قال‏:‏ اقرأه في سبع ليال‏,‏ قلت‏:‏ دعني أستمتع‏..‏ فنهاه أن يقرأه في أقل من ثلاث‏.‏


وليس أطول قامة ولا أبلغ مقاما ولا أنفذ بصيرة من الكاتب العملاق عباس محمود العقاد صاحب العبقريات ليأخذنا معه في قراءته للأعماق إلي مفتاح السر وشمس الوضوح في الشخصية التي يضعها تحت مجهره العقادي الذي يعيد الفروع إلي الأصول والشارد إلي جسم الحقيقة‏,‏ وهو عندما قام بقراءته العقادية للصحابي الجليل عمرو بن العاص الذي داوم علي عمله في التجارة والجزارة إلي ما بعد إسلامه وانقضاء صدر من الإسلام وجده معتدا بنسبه لأبيه العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب الذي يرتفع نسبه إلي قريش حيث يفاخر به علي الخلفاء كعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان‏,‏ بينما لم يكن فخورا بنسبه المغمور من جانب الأم النابغة بنت عبدالله التي أصابتها رماح العرب فبيعت مغلوبا علي أمرها بعكاظ‏,‏ علي عكس أم أخيه الأصغر هشام الذي كانت أمه بنت هشام بن المغيرة من كرائم قريش‏,‏ ومن هنا فقد أنسته عصبيته أن الإسلام ينهي عن كراهية الذرية من البنات‏,‏ عندما أنف أنفة الجاهلية حين رأي معاوية يقبل ابنته عائشة قائلا له‏:‏ من هذه؟ قال معاوية‏:‏ هذه تفاحة القلب‏!‏ فقال له‏:‏ انبذها عنك‏,‏ فوالله إنهن ليقربن البعداء‏,‏ ويورثن الضغائن‏..‏


ويتصدي الإمام أبوبكر بن العربي في كتابه القيم العواصم من القواصم ليفند واقعة التحكيم التي يدان فيها عمرو بن العاص بقولهم إنه اجتمع بأبي موسي الأشعري في دومة الجندل للتفاوض الذي أسفر علي أن يخلعا معا عليا ومعاوية‏,‏ فقال عمرو علي سبيل الاحترام للأشعري اسبقني بالقول‏,‏ فتقدمه قائلا‏:‏ إني خلعت عليا كما أخلع سيفي هذا من عاتقي‏,‏ وعقب عمرو‏:‏ إني أثبت معاوية علي الأمر كما أثبت سيفي هذا في عاتقي‏,‏ فأنكره موسي وتفرق الجمع علي اختلاف وشقاق‏..‏ ويرد القاضي بن العربي المالكي بأن كل هذا كذب ومحض افتراء وما جري منه حرف قط‏,‏ وإنما اخترعه المبدعون ليتوارثه أهل الجهارة والبهتان‏,‏ ويأتي بعدهم جمع من المستشرقين المغرضين لترديده للطعن في المسلمين وتصور تاريخهم بأنه مجرد صراع علي السلطة والسيادة والنفوذ‏.‏ وبإخضاع الرواية للنقد والتحليل بجهود الأئمة الثقاة لوحظ أمران‏..‏ ضعف سندها واضطراب متنها‏,‏ وأما سندها ففيه الراويان متهمان في عدالتهما‏,‏ أبو مخنف لوط بن يحيي‏,‏ وأبوجنان الكلبي‏..‏ الأول ضعيف وليس بثقة وقال فيه الإمام أبوحاتم‏:‏ متروك‏,‏ وقال فيه الدارقطني‏:‏ ضعيف‏,‏ وقال فيه ابن معين‏:‏ ليس بثقة‏,‏ وقال فيه ابن عدي‏:‏ محترف في شق الصفوف‏,‏ وقال فيه الذهبي‏:‏ إخباري تالف لا يوثق به‏..‏ أما الثاني أبوجنان الكلبي‏:‏ فقد قال فيه ابن سعيد‏:‏ كان ضعيفا‏,‏ وقال البخاري وأبوحاتم‏:‏ ضعيف‏,‏ وقال عثمان الدارمي‏:‏ ضعيف‏,‏ وقال النسائي‏:‏ ضعيف‏..‏ ذاك من ناحية السند‏,‏ أما من ناحية المتن فهناك أمور كثيرة تبطل رواية التحكيم المزعومة في أن يكون أبو موسي الأشعري ضحية خديعة عمرو منها ما ينافي الحقائق الثابتة عن فطنة الأشعري وفقهه وعلمه مما جعله يتولي الحكم والقضاء في الدولة الإسلامية منذ عهد الرسول صلي الله عليه وسلم‏,‏ فقد استعان به النبي علي زبيد وعدن‏,‏ واستخدمه عمر بن الخطاب علي البصرة وبقي واليا عليها إلي مقتل عمر‏,‏ وكذلك عينه عثمان بن عفان واليا علي الكوفة حتي مقتله‏,‏ وأقره علي رضي الله عنه بعدها‏,‏ ومما يؤكد عدم صحة الرواية ما ذكره الشعبي عن وصية عمر في مواقف الصحابة في الفتن التي كتب فيها ألا يقر عامل أكثر من سنة‏,‏ وأقروا الأشعري أربع سنين‏,‏ ومن مكانة أبي موسي في الفقه والسنة أن عمر قد خصه بكتابه المشهور في القضاء وسياسة الحكم‏..‏ فكيف يتصور غفلته إلي هذا الحد فلا يفقه حقيقة النزاع الذي كلف بالحكم فيه‏,‏ وصدر فيه قرار لا محل له‏,‏ وهو قرار عزل الخليفة الشرعي بدون مبرر يسوغ هذا العزل‏..‏ أما في شأن عمرو بن العاص أحد أذكياء العرب وحكمائهم ألا يكفي أمر الرسول له أن يقضي بين خصمين في حضرته‏,‏ وأنه بشره حيث سأله‏:‏ يا رسول الله أقضي وأنت حاضر؟‏!‏ بأن له إن أصاب أجران وإن أخطأ أجر واحد‏.‏



الوالي والواعظ والوالد والزعيم والفارس والسياسي والفلكي والحكيم عمرو بن العاص الذي لم يترك قضية اجتماعية أو بيئية أو سياسية أو حتي قضية تنظيم الأسرة ورعاية الحيوان إلا وطرقها ناصحا ومرشدا منتهزا في ذلك فترة وقوفه فوق المنبر في أيام الجمع‏..‏ ومن نصائحه المنبرية قوله‏:‏ يا معشر الناس إياكم وخصالا أربعا فإنها تدعو إلي التعب بعد الراحة‏,‏ والضيق بعد السعة‏,‏ والذل بعد العز‏..‏ إياكم وكثرة العيال‏,‏ وانخفاض الحال‏,‏ وتضييع المال‏,‏ والقيل بعد القال‏,‏ فلابد للمرء من وقت فراغ لراحة بدنه‏,‏ وتدبير شأنه‏,‏ وتصفية نفسه من الشهوات‏,‏ ولا يضيع المرء في فراغه نصيب نفسه من العلم فيكون من الخير عاطلا‏,‏ وعن حلال الله وحرامه عادلا‏..‏ يا معشر الناس قد تدلت الجوزاء‏,‏ وارتفعت الشعري‏,‏ وأقلعت السماء‏,‏ وارتفع الوباء‏,‏ وقل الندي‏,‏ وطال المرعي‏,‏ ووضعت الحوامل‏,‏ وأورق الشجر‏,‏ وعلي الراعي حسن النظر‏..‏ فحيي بكم علي بركة الله إلي ريفكم فتنالوا من خيره ولبنه‏,‏ وخرافه وصيده‏,‏ وأربعوا خيلكم‏,‏ وأسمنوها‏,‏ وصونوها‏,‏ وأكرموها‏,‏ فإنها جنتكم من عدوكم‏,‏ وبها تنالون مغانمكم وأنفالكم‏,‏ واستوصوا بمن جاورتم من القبط خيرا‏,‏ وإياكم والمشمومات المعسولات‏,‏ فإنهن يفسدن الدين ويقصرن الهمم‏,‏ وكفوا أيديكم وغضوا أبصاركم فلا أعلمن ما أتاني رجل قد أسمن جسمه وأهزل فرسه‏,‏ واعلموا أنني معترض الخيل كاعتراض الرجال‏,‏ فمن أهزل فرسه من غير علة حططته من فريضته قدر ذلك‏,‏ واعلموا أنكم في رباط إلي يوم القيامة‏,‏ لكثرة الأعداء حولكم‏,‏ ولإشراف قلوبهم إليكم وإلي داركم‏,‏ واحمدوا ربكم معشر الناس علي ما أولاكم‏,‏ وأقيموا في ريفكم ما بدا لكم‏,‏ فإذا يبس العود‏,‏ وسخن العمود‏,‏ وكثر الذباب‏,‏ وحمض اللبن‏,‏ وصوح البقل‏,‏ وانقطع الورد من الشجر‏,‏ فحيي علي فسطاطكم علي بركة الله‏..‏ ووصيتي إليكم ألا يقدمن أحد منكم ذو عيال علي عياله إلا ومعه تحفة لعياله يلهون بها‏,‏ علي ما أطاق من سعته أو عسرته‏..‏ أقول قولي هذا واستحفظ الله عليكم‏..‏


وكمثل حمامة الأيك التي لجأت لخيمة ابن العاص لطلب الأمان بعد فتح حصن بابليون‏,‏ فهناك حمامة مصرية أخري لم تجد سوي خيمة عمرو ملجأ عندما وقعت أسيرة جنوده فحملوها إليه ليرسلها إلي أبيها المقوقس معززة مكرمة‏..‏ أرمانوسة المصرية التي خطر لأبيها أن يزوجها بقسطنتين بن هرقل الأكبر ووارث عرشه الذي ماتت زوجته‏,‏ وأن يزودها بجهاز يغريه بإهمال المتأخرات المتبقية عليه من ضرائب مصر التي لم يدفعها للخزينة الإمبراطورية ــ وكان هرقل في شيخوخته وقتها دائم الندم معذبا بوسواس الخطيئة لعلاقته بابنة شقيقته مرتينة وهو أمر محرم في دينه ــ وإذ استراح قسطنتين للفكرة الغناء بعدما بلغه جمال عروس النيل سليلة رعمسيس خرج إليه موكب العروس في أواخر سنة‏630‏ م يزفها ألفا حارس وتحفها حملة الهدايا والعطايا والجواهر والنفائس من العبيد‏,‏ لكنها ما أن وصلت لحدود مصر مغادرة لها‏,‏ وكادت تعبر القنطرة عند الإسماعيلية‏,‏ حتي بلغتها انتصارات العرب الذين شددوا الحصار علي عريسها هناك في قيصرية فطرحت حلي العرس وزينة الفرح‏,‏ وتقلدت السيف بدلا من الوشاح‏,‏ وتمنطقت بمعدات الهلاك بدلا من أحزمة الذهب‏,‏ ونزلت من مركبتها المطهمة لتمتطي متن جواد أشهب‏,‏ وظلت داخل بلبيس شهرا كاملا تقاوم بضراوة حتي وقعت أسيرة فساقوها لخيمة المنتصر‏..‏ عمرو بن العاص الذي استأذن يوما علي فاطمة رضي الله عنها‏,‏ فأذنت له فسأل‏:‏ ثم علي‏,‏ قالوا‏:‏ لا‏..‏ فرجع‏,‏ ثم استأذن عليها مرة أخري فسأل كذلك‏:‏ ثم علي؟ قالوا‏:‏ نعم‏..‏ فدخل‏..‏ فقال له علي‏:‏ ما منعك أن تدخل حين لم تجدني هاهنا؟ قال‏:‏ إن رسول الله نهانا أن ندخل علي المغيبات‏..‏


عمرو بن العاص الذي أنهي حياته بالحكمة والموعظة الحسنة بقوله لابنه عن الإمامة والحكومة‏:‏ يا بني‏!‏ إمام عادل خير من مطر وابل‏,‏ وأسد خطوم خير من إمام ظلوم‏,‏ وإمام ظلوم غشوم خير من فتنة تدوم‏..‏ يا بني‏!‏ مزاحمة الأحمق خير من مصافحته‏..‏ يا بني زلة الرجل عظام تجبر‏,‏ وزلة اللسان لا تبقي ولا تذر‏..‏ يا بني‏!‏ استراح من لا عقل له‏!‏
     اصدقائى الاعزاء    ارجوا ان تكونوا قد استمتعتم بقدر استمتاعى والى اللقاء
                                   مع اجمل تحياتى .





الاثنين، يونيو 14، 2010

رحل موسى ونَسىَ ربّه عندنا



           قصة السَّامرىّ والعجل
  اصدقائى الاعزاء


فاجأتني ابنة آخى قائلة ببساطة بنت المرحلة الإعدادية ( يعنى إيه السامرى ياعمو ) وكنت مشغولا بقراءة الجريدة فالتفت إليها ووجدتها ممسكة المصحف الشريف ، فعلمت وفهمت السبب ؛ ولكنها أوحت الىّ بفكرة عدد جديد من لمبه سهّارى نجوب فيه أنا وهى وانتم مع قصة اليهود وعنادهم وحبهم للمجادلة وانسياقهم وراء نزواتهم وعشقهم لمخالفة الرأى بأي شكل ، ومن ثمّ كفرهم وقتلهم الأنبياء . تعالوا بنا :

وردت القصة فى سورة الاعراف كلاتى:قال الله تعالى:


﴿وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ، وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ، وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ، قَالَ ابن أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِي الْأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ، وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ﴾.


ووردت فى سورة طه حيث قال تعالى:


﴿وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَامُوسَى، قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى، قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمْ السَّامِرِيُّ، فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ يَاقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطَالَ عَلَيْكُمْ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي، قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ، فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ، أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً، وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَاقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمْ الرَّحْمَانُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي، قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى،قَالَ يَاهَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا، أَلاَّ تَتَّبِعَنِي أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي، قَالَ يَبْنَؤُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إسرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي، قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَاسَامِرِيُّ، قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي، قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً، إِنَّمَا إِلَهُكُمْ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْم﴾.




قصة عبادتهم العجل في غيبة كليم الله ( سيدنا موسى عليه السلام ) عنهم:

يذكر تعالى ما كان من أمر بني إسرائيل، حين ذهب موسى عليه السلام إلى ميقات ربه فمكث على الطور يناجيه ربه ويسأله موسى عليه السلام عن أشياء كثيرة وهو تعالى يجيبه عنها. فعمد رجل منهم يقال له هارون السامري، فأخذ ما كانوا استعاروه من الحلي، فصاغ منه عجلاً وألقى فيه قبضة من التراب، كان أخذها من أثر فرس جبريل، حين رآه يوم أغرق الله فرعون على يديه. فلما ألقاها فيه خار كما يخور العجل الحقيقي. ويقال إنه استحال عجلاً جسداً أي لحماً ودماً حياً يخور، قال قتادة وغيره. وقيل بل كانت الريح إذا دخلت من دبره خرجت من فمه فيخور كمن تخور البقرة، فيرقصون حوله ويفرحون.



﴿فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ﴾، أي ان موسى نسي ربّه عندنا، وذهب يتطلبه وهو هاهنا! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، وتقدست أسماؤه وصفاته، وتضاعفت آلاؤه وهباته.


قال الله تعالى مبيناً بطلان ما ذهبوا إليه، وما عولوا عليه من إلهية هذا الذي قصاراه أن يكون حيواناً بهيماً أو شيطاناً رجيماً: ﴿أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلا نَفْع﴾. وقال: ﴿أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ﴾.


فذكر أن هذا الحيوان لا يتكلم ولا يرد جواباً، ولا يملك ضراً ولا نفعاً، ولا يهدي إلى رشد، اتخذوه وهم ظالمون لأنفسهم، عالمون في أنفسهم بطلان ما هم عليه من الجهل والضلال.


﴿وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ﴾. أي ندموا على ما صنعوا ﴿وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ﴾.


ولما رجع موسى عليه السلام إليهم، ورأى ما هم عليه من عبادة العجل، ومعه الألواح المتضمنة التوراة، ألقاها، فيقال إنه كسرها. وهكذا هو عند أهل الكتاب، وإن الله أبدله غيرها، وليس في اللفظ القرآني ما يدل على ذلك، إلا أنه ألقاها حين عاين ما عاين.


وعند أهل الكتاب: أنهما كانا لوحين، وظاهر القرآن أنها ألواح متعددة. ولم يتأثر بمجرد الخبر من الله تعالى عن عبادة العجل، فأمره بمعاينة ذلك.



ولهذا جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وابن حبان عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس الخبر كالمعاينة"، ثم أقبل عليهم فعنفهم ووبخهم وهجنهم في صنيعهم هذا القبيح فاعتذروا إليه، بما ليس بصحيح، قالوا إنا


﴿حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ﴾. تحرجوا من تملك حلي آل فرعون وهم أهل حرب، وقد أمرهم الله بأخذه وأباحه لهم، ولم يتحرجوا بجهلهم وقلة علمهم وعقلهم من عبادة العجل الجسد الذي له خوار، مع الواحد الأحد الفرد الصمد القهار!.


ثم أقبل على أخيه هارون عليه السلام قائلاً له ﴿يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا، أَلاَّ تَتَّبِعَنِي﴾، أي هلا لما رأيت ما صنعوا اتبعتني فأعلمتني بما فعلوا، فقال: ﴿إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إسرائِيلَ﴾. أي تركتهم وجئتني وأنت قد استخلفتني فيهم.


﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾، وقد كان هارون عليه السلام نهاهم عن هذا الصنيع الفظيع أشد النهي، وزجرهم عنه أتم الزجر.


قال الله تعالى:


﴿وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ﴾، أي إنما قدر الله أمر هذا العجل وجعله يخور فتنة واختباراً لكم، ﴿وَإِنَّ رَبَّكُمْ الرَّحْمَانُ﴾، أي لا هذا ﴿فَاتَّبِعُونِي﴾، أي فيما أقول لكم ﴿وَأَطِيعُوا أَمْرِي، قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى﴾، يشهد الله لهارون عليه السلام ﴿وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيد﴾، أنه نهاهم وزجرهم عن ذلك فلم يطيعوه ولم يتبعوه.


ثم أقبل موسى على السامري ﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ﴾، أي ما حملك على ما صنعت ﴿قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ﴾، أي رأيت جبرائيل وهو راكب فرساً ﴿فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ﴾، أي من أثر فرس جبريل. وقد ذكر بعضهم أنه رآه، وكلما وطئت بحوافرها على موضع اخضّر وأعشب، فأخذ من أثر حافرها، فلما ألقاه في هذا العجل المصنوع من الذهب كان من أمره ما كان.


ولهذا قال: ﴿فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي، قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ﴾، وهذا دعاء عليه بأن لا يمس أحداً، معاقبة له على مسه ما لم يكن له مسه، هذا معاقبة له في الدنيا، ثم توعده في الأخرى فقال: ﴿وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ﴾ - وقرئ ﴿لَنْ تُخْلَفَهُ﴾ ﴿وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا﴾. قال: فعمد موسى عليه السلام إلى هذا العجل، فحرقه قيل بالنار، كما قاله قتادة وغيره. وقيل بالمبارد، كما قاله عليّ وابن عباس وغيرهما، وهو نص أهل الكتاب، ثم ذراه في البحر، وأمر بني إسرائيل فشربوا، فمن كان من عابديه علق على شفاههم من ذلك الرماد ما يدل عليه، وقيل بل اصفرت ألوانهم.


ثم قال تعالى إخباراً عن موسى أنه قال لهم: ﴿إِنَّمَا إِلَهُكُمْ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْم﴾.


وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ﴾


وهكذا وقع. وقد قال بعض السلف: ﴿وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ﴾ مسجلة لكل صاحب بدعة إلى يوم القيامة!


ثم أخبر تعالى عن حلمه ورحمته بخلقه، وإحسانه على عبيده في قبوله توبة من تاب إليه، بتوبته عليه، فقال: ﴿وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.


لكن لم يقبل الله توبة عابدي العجل إلا بالقتل، كما قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمْ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ فيقال إنهم أصبحوا يوماً وقد أخذ من لم يعبد العجل في أيديهم السيوف، وألقى الله عليهم ضباباً حتى لا يعرف القريب قريبه ولا النسيب نسيبه، ثم مالوا على عابديه فقتلوهم وحصدوهم فيقال إنهم قتلوا في صبيحة واحدة سبعين ألفاً!


ثم قال تعالى: ﴿وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ﴾. استدل بعضهم بقوله: ﴿وَفِي نُسْخَتِهَ﴾. على أنها تكسرت، وفي هذا الاستدلال نظر، وليس في اللفظ ما يدل على أنها تكسرت، والله أعلم.


ذكر ابن عباس في حديث الفتون كما سيأتي: أن عبادتهم ... على أثر خروجهم من البحر. وما هو ببعيد، لأنهم حين خرجوا (قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ)، وهكذا عند أهل الكتاب، فإن عبادتهم العجل كانت قبل مجيئهم بلاد بيت المقدس. وذلك أنهم لما أمروا بقتل من عبد العجل، قتلوا في أول يوم ثلاثة آلاف، ثم ذهب موسى يستغفر لهم، فغفر لهم بشرط أن يدخلوا الأرض المقدسة.



(وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ، وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ).


ذكر السدي وابن عباس وغيرهما أن هؤلاء السبعين كانوا علماء بني إسرائيل، ومعهم موسى وهارون ويوشع وناذاب وأبيهو، ذهبوا مع موسى عليه السلام ليعتذروا عن بني إسرائيل في عبادة من عبد منهم العجل. وكانوا قد أمروا أن يتطيبوا ويتطهروا ويغتسلوا، فلما ذهبوا معه واقتربوا من الجبل وعليه الغمام وعمود النور ساطع صعد موسى الجبل. فذكر بنو إسرائيل أنهم سمعوا كلام الله. وهذا قد وافقهم عليه طائفة من المفسرين، وحملوا عليه قوله تعالى: ﴿وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾.     وليس هذا بلازم، لقوله تعالى: ﴿فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ﴾. أي مبلغاً، وهكذا هؤلاء سمعوه مبلغاً من موسى عليه السلام.


وزعموا أيضاً أن السبعين رأوا الله، وهذا غلط منهم، لأنهم لما سألوا الرؤية أخذتهم الرجفة، كما قال تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمْ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ، ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾. وقال هاهنا ﴿فَلَمَّا أَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ﴾.


قال محمد بن إسحاق: اختار موسى من بني إسرائيل سبعين رجلاً: الخير فالخيروالاخير فالاخْيَر، وقال انطلقوا إلى الله فتوبوا إليه بما صنعتم وسلوه التوبة على ما تركتم وراءكم من قومكم، صوموا وتطهروا وطهروا ثيابكم.


فخرج بهم إلى طور سيناء، لميقات وقَّته له ربه، وكان لا يأتيه إلا بإذن منه وعلم. فطلب منه السبعون أن يسمعوا كلام الله، فقال: أفعل.


فلما دنا موسى من الجبل، وقع عليه عمود الغمام حتى تغشى الجبل كله، ودنا موسى فدخل في الغمام، وقال للقوم: ادنوا. وكان موسى إذا كلمه الله، وقع على جبهته نور ساطع لا يستطيع أحد من بني آدم أن ينظر إليه. فضرب دونه الحجاب، ودنا القوم حتى إذا دخلوا في الغمام وقعوا سجوداً، فسمعوه وهو يكلم موسى، يأمره وينهاه: افعل ولا تفعل. فلما فرغ الله من أمره وانكشف عن موسى الغمام أقبل إليهم فقالوا: (يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً). فأخذتهم الرجفة، وهي الصاعقة فأتلفت أرواحهم فماتوا جميعاً. فقام موسى يناشد ربه ويدعوه، ويرغب إليه ويقول: (رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنّاَ) أي لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء الذين عبدوا العجل منا فإنا براء مما عملوا.


وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن جريج: إنما أخذتهم الرجفة لأنهم لم ينهوا قومهم عن عبادة العجل. وقوله: ﴿إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ﴾. أي اختبارك وابتلاؤك وامتحانك. قاله ابن عباس وسعيد بن جبير وأبو العالية والربيع بن أنس، وغير واحد من علماء السلف والخلف، يعني أنت الذي قدّرت هذا، وخلقت ما كان من أمر العجل اختباراً تختبرهم به كما: ﴿قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ﴾. أي اختبرتم.


ولهذا قال: ﴿تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ﴾. أي من شئت أظللته باختبارك إياه، ومن شئت هديته، لك الحكم والمشيئة ولا مانع ولا راد لما حكمت وقضيت.


﴿أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ، وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ﴾. أي تبنا إليك ورجعنا وأنبنا. قاله ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وأبو العالية وإبراهيم التيمي والضحاك والسدي وقتادة وغير واحد. وهو كذلك في اللغة. ﴿قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾. أي أنا أعذب من شئت بما أشاء من الأمور التي أخلقها وأقدرها.



﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾. كما ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله لما فرغ من خلق السماوات والأرض كتب كتاباً فهو موضوع عنده فوق العرش: "إن رحمتي تغلب غضبي" ﴿فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ﴾. أي فسأوجبها حتماً لمن يتصف بهذه الصفات: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ﴾ الآية.


وهذا فيه تنويه بذكر محمد صلى الله عليه وسلم وأمته من الله لموسى عليه السلام، في جملة ما ناجاه به وأعلمه وأطلعه عليه. وقد تكلمنا على هذه الآية وما بعدها في التفسير بما فيه كفاية ومقنع، ولله الحمد والمنة. اصدقائى الاعزاء


الموضوع طويل وغَضَبُ الله عليهم واضحٌ وبين ؛ الدرهم عندهم اهم من من حياة ابنائهم . الخسة طبعهم والخيانة دأبهم ؛ والتجارة عندهم اساسهاالقرصنة والاستيلاء على حقوق الغير ، والربا عندهم قمة العمل الطيب الحلال ، الغاية يبرر الوسيلة حتى لو كانت تقديم بناتهم هدايا لصاحب كلمة او سلطة او مال لسبايا وصويحبات مضاجع ؛ ليس من ورائهم سوى الخسران المبين .


مع اجمل تحياتى                 العربى السمان
















































































الأربعاء، يونيو 09، 2010

تراجعت اوغندا ودعت البشير

 اصدقائى الاعزاء
 لم يمر يوم على تصريح رئيس اوغندا بعدم دعوة الرئيس البشير لحضور مؤتمر القمة الافريقى ..... الا وتراجع عن قراره   والى الخبرتراجعت أوغندا عن قرارها عدم توجيه الدعوة للرئيس السوداني عمر البشير لحضور قمة الاتحاد الأفريقي التي تستضيفها في كمبالا الشهر المقبل. كما أعلنت الأمم المتحدة أن البشير الذي يواجه أمر اعتقال أصدرته المحكمة الجنائية الدولية، دعي أيضا للمشاركة في مؤتمر لمراجعة عمل المحكمة سيعقد في كمبالا هذا الأسبوع.

وكان الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني قال إن البشير استبعد من قائمة المدعوين للقمة السنوية، وهو ما أثار غضب السودان قبل أن تتراجع أوغندا وتعلن أنها وجهت الدعوة إلى البشير.

وأصدرت المحكمة أمر اعتقال للبشير العام الماضي لمواجهة اتهامات بإصدار أوامر بالقتل الجماعي والاغتصاب والتعذيب في إقليم دارفور الواقع غرب السودان، وهو الأمر الذي ينفيه الرئيس السوداني الذي اضطر للحد من رحلاته الخارجية منذ ذلك الوقت.

وبالنسبة لمؤتمر المحكمة الجنائية الدولية الذي يعقد في أوغندا، أشار المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إلى أن جميع الزعماء دعوا للمشاركة، موضحا أن المنظمة الدولية هي التي توجه الدعوات وليس أوغندا.  وكان السودان قد طلب اعتذارا من أوغندا عن تصريحاتها بسبب عدم دعوة البشير، وطالب الاتحاد الأفريقي بنقل القمة إلى مكان آخر.                                                                          لويس اكامبو   
         
أكثر عزلة

في الوقت نفسه، اعتبر متحدث باسم مكتب ممثل الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية أن الرئيس السوداني بات أكثر عزلة، وأنه لن يتمكن من السفر إلى قمة الاتحاد الأفريقي رغم الدعوة لأن موسيفيني قال إنه سيعتقل.                                                                                           رئيس اوغاندوسبق أن طالب الزعماء الأفارقة المحكمة الدولية بتأجيل أي إجراء ضد الرئيس البشير لإتاحة الفرصة لتحقيق السلام في السودان، لكن مذكرة الاعتقال لا تزال سارية، علما بأن البشير هو الرئيس الوحيد في السلطة الذي أصدرت المحكمة أمرا باعتقاله.

ورغم مذكرة الاعتقال، أعيد انتخاب البشير رئيسا للسودان عقب الانتخابات التي جرت في أبريل/نيسان الماضي.
                       وسوف نتابع  مع اجمل تحياتى
                                                      العربى السمان






الثلاثاء، يونيو 08، 2010

غضب سوداني بعد إبلاغ البشير استبعاده من القمة الأفريقية الشهر القادم في أوغندا

عودة نغمة القبض على البشير
اصدقائى الاعزاء عادت الى سطح الاحداث حكاية المذكرة الدولية المقدمة من لويس اوكامبو المدعى الجنائى الدولى بالقبض على الرئيس السودانى عمر البشير
وكانت مذكرة قد ذكرت ان مذابح بشعة حدثت لشعب دار فور مشترك فيها الرئيس البشير العائد الى سدة الحكم بعد اول انتخابات مباشرة منذ عشرين عاما ، وقام البشير بزيارة تحدى للمذكرة التى كانت تنص على ان البشير مقبوض عليه اذاخرج من السودان ؛ ولكن هذا الطرح كان مشروطا بان الدولة المستضيفة له تكون قد وقعت على الاتفاقية فى روما ، والا تكون المذكرة كان لم تكن
وانظروا معى ماذا سيكون رد الفعل فى الدول العربية الصديقة للسودان او الدول التى يهمها الاستقرار فى هذا البلد الشقيق ، ضف الى ذلك ماتم من تعدِ سافر امام اعين العالم للاشقاء من دول العالم والذين كانوا ضمن اسطول الحرية والذى مارست ضده اسرائيل اسلوب القرصنة الدولية بالاعتداء السافر على المدنيين العزل ؛ فى الاسطول وقتل وجرح اصحاب الحق المعومين بشعوب العالم ولا حياة للعرب ولا تحرك لحكوماتهم باستثناء مصر بفتحها المعبر الوحيد لاى اجل غير مسمى لانقاذ الموقف .
اليس هذا هو الكيل بكيالين اننا مع رؤية الا حرار فى كل الدنيا .( لا يفل الحديد الا الحديد ) .

السبت، يونيو 05، 2010

لا يفل الحديد الا الحديد ياعرب

اصدقائى الاعزاء                                    اسرائيل تمارس القرصنة
ايقظت اسرائيل بفعلها المجنون وعدوانها الغاشم وقرصنتها التى حدثت بالاعتداء على اسطول الحرية المسالم وهوفى المياه الاقليمية، والذى كان فى طريق الى غزة حاملا معه المساعدات الانسانية الى شعب محاصر منذ ثلاث سنوات ؛ لا حول له ولا قوة ؛ صحيح ان الحصار لم يفل من عزيمته ولن يفعل ، ولكن دولا ساهمت فى اعداد هذا الاسطول بلغ عددها مايربو على الاربعين دولة من دول العالم ؛ اجتمعت على قلب رجل واحد وتحمل ابناؤها مشاق السفر وغدر العدو الصهيونى المتغطرس ؛ حاملين ارواحهم على اكفهم وليس معهم سوى الله  وعزيمتهم واصرارهم ؛
من اجل هذا وكعادتها لم تر اسرائيل امامها سوف الشىئ الوحيد الذى تفهمه وهو القوة الغاشمة والتجرد من الانسانية ؛ واما اعين العالم ضربت بالرصاص اجسادًا عزل بعد اقتحام حرمة المياه الاقليمية ، وانزلت قواتها من الجو فوق السفن ليلا مثل قطاع الطرق ؛ واللصوص ... قتلت واصابت من ارادت ، ثم ياتى مجلس الامن ليدين العدوان وبفعل امريكا تتحول الادانة الى السؤال عن صحة الاحياء والترحم على الموتى. وحتى لو صدر قرار بالادانة فلن تنفذه دولة بنى صهيون .


والان يا أصدقائى .. تعالوا اولا نذكر بعضنا بالاتى:  الصهيونية .... ماهى ؟؟!! الى اى شىئ تنسب ؟؟!! ... ما استراتيجيتها  واخيرا سنعرض على اهم قرارات مجلس الامن التى صدرت بالادانة لها .
صهيونية (بالعبرية:ציונות) هي حركة سياسية يهودية. كان هدفها الرئيسي إقامة دولة يهودية في فلسطين، وذلك بتشجيع هجرة اليهود في أنحاء العالم كافة إلى فلسطين "إيريتس يسرائيل" حسب التسمية اليهودية التقليدية) وإقامة تجمعات يهودية جديدة في هذه البلاد. وفي آيار/مايو 1948 بدأت الصهيونية في العمل لتحقيق هذا الهدف، بتأسيس "دولة إسرائيل" واعتراف بعض دول العالم بها. أما بعد تأسيس إسرائيل فتستهدف الحركة الصهيونية تعزيز العلاقات بين المجتمعات اليهودية في أنحاء العالم ودولة إسرائيل وتشجيع يهود من بلدان مختلفة لزيارتها والهجرة إليها. 
كلمة "صهيوني" يا اصدقائى قراء لمبه سهّارى مشتقة من الكلمة "صهيون" وهي أحد ألقاب جبل صهيون (الذي يسمى ب"جبل داود" عند المسلمين المقدسيين) والذي يعتبر الأقرب إلى مكان بناء هيكل سليمان في القدس كما هو مذكور في الصحائف المقدسة لدى المسيحية واليهودية وتعبّر كلمة "صهيون" عن أرض الميعاد عند اليهود وعودة اليهود إلى تلك الأرض. واصطلاحا هو ( فكر وحركة سياسية هدفها توحيد اليهود في الشتات وإسكانهم في فلسطين ) وتوجت جهودها بإقامة دولة إسرائيل عام1948 أول من استخدم مصطلح الصهيونية هو ناثان برنباوم الفيلسوف اليهودي النمساوي عام 1890 وتم عقد أول مؤتمر صهيوني في مدينة بال في سويسرا ليتم تطبيق الصهيونية بشكل عملي على فلسطين فعملت على تسهيل الهجرة اليهودية ودعم المشاريع الاقتصادية اليهودية.

الهدف الاستراتيجى :
الهدف الإستراتيجي الأول للحركة كان دعوة الدولة العثمانية بالسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين والإقامة بها.وبعد رفض السلطان ( عبد الحميد الثانى )عرضوا عليه بيع بعض الأراضي الفلسطينية فرفض رفضا تاما فأيقنوا أن العرب لن يتسامحوا في شبر واحد من أراضيها فنظموا عدة تعاملات قذرة مع بريطانيا وبعد تولى مكتب الإمبراطور الألماني مهمة السماح لليهود بالهجرة لدى الدولة العثمانية لكن بدون تحقيق نتائج تذكر. فيما بعد، انتهجت المنظمة سبيل الهجرة بأعداد صغيرة وتأسيس "الصندوق القومي اليهودي" في العام 1901 وكذلك تأسيس البنك "الأنجلو-

فلسطيني"" في العام 1903.  قبيل العام 1917 أخذ الصهاينة أفكار عديدة محمل الجد وكانت تلك الأفكار ترمي لإقامة الوطن المنشود في أماكن أخرى غير فلسطين، فعلى سبيل المثال، كانت الأرجنتين أحد بقاع العالم المختارة لإقامة دولة إسرائيل، وفي العام 1903 عرض هيرتزل عرضاً مثيراً للجدل بإقامة دولة إسرائيل في كينيا مما حدا بالمندوب الروسي الانسحاب من المؤتمر واتفق المؤتمر على تشكيل لجنة لتدارس جميع الأُطروحات بشأن مكان دولة إسرائيل أفضت إلى اختيار أرض فلسطين.


وفى عجالة اصدقائى الاعزاء فى لمبه سهّارى ما قرارات مجلس الامن نذكرها مجملة ثم نعرج على احدها بالتفصيل :
قرارات مجلس الأمن التي تدين الاعتداءات الإسرائيلية هي جملة القرارات الصادرة عن مجلس الأمن من سنة 1948 و التي تدين الاعتداءات الصادرة من الجانب الإسرائيلي، معظم هذه الاعتداءات كانت ضد الفلسطينيين، معظم، إن لم يكن، كل هذه القرارات التي تطلب استجابة من المسؤولين اليهود لم يتم تطبيقها، و جزء منها له أثر كبير على السلام فى هذه المنطقة .
1. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 57 صدر هذا القرار بتاريخ 18 سبتمبر 1948 أعرب فيه مجلس الأمن عن الصدمة العنيفة لاغتيال وسيط الأمم المتحدة في فلسطين الكونت فولك برنادوتنتيجة عمل جبان اقترفته جماعة مجرمة من الإرهابيين في القدس.
2. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 59 الصادر بتاريخ 19 أكتوبر 1948 أعرب فيه مجلس الأمن عن قلقه لعدم تقديم إسرائيل تقريراً عن اغتيال الكونت برنادوت وإقرار واجب الحكومات في التعاون مع موظفي هيئة الرقابة.

3. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 101 الصادر بتاريخ 24 نوفمبر 1953 وفيه يدين مجلس الأمن هجوم إسرائيل على قبية بتاريخ 14-15 أكتوبر 1953.
4. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 237 الصادر في عام 1967 بتاريخ 14 يونيو وفيه يدعو مجلس الأمن إسرائيل إلى احترام حقوق الإنسان في المناطق التي تأثرت بصراع الشرق الأوسط 1967 حيث يأخذ بعين الاعتبار الحاجة الملحة إلى رفع المزيد من الآلام عن السكان المدنيين وأسرى الحرب في منطقة النزاع في الشرق الأوسط.
5. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 و الصادر في سنة 1967 كنتيجة لاحتلال إسرائيل الضفة الغربية و مرتفعات الجولا، و غزة و سيناء حيث ورد فيه ضرورة انسحاب القوات المحتلة من الأراضي التي احتلت في النواع الأخير (حرب 1967).
6. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 248 الصادر في عام 1968 بتاريخ 24 مارس والذي يدين فيه الهجوم العسكري الإسرائيلي الواسع النطاق والمتعمد ضد الأردن و الذي نتج عنه معركة الكرامة.
7. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 249 الصادر في عام 1968 بتاريخ 16 أغسطس يدين فيه الهجوم العسكري الإسرائيلي على الأردن السلط حيث حدث هجومين جويين كثيفين.
8. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 265 لعام 1969 بتاريخ 1 أبريل والذي دان الهجوم الإسرائيلي المدني المتعمد على القرى الأردنية والمناطق الآهلة وتكرار هذا الهجوم السلط.
9. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 271 لعام 1969 بتاريخ 15 سبتمبر يدين إسرائيل لحرق المسجد الأقصى في يوم 21 أغسطسمن سنة 1969 ويدعو فيه إلى إلغاء جميع الإجراءات التي من شأنها تغيير وضع القدس.
10. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 317 لعام 1972 بتاريخ 21 يوليو حيث أعرب مجلس الأمن فيه عن أسفه لتخلف إسرائيل عن إعادة رجال الجيش والأمن السوريين واللبنانيين المخطوفين ودعوتها إلى إعادتهم دون تأخير.
11. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 425 و الصادر في سنة 1978 حيث صدر نتيجة عملية الليطاني، و بعد استيلاء إسرائيل على مناطق في جنوب لبنان، وذلك لأحداث انسحاب إسرائيلي واقامة منطقة عازلة خالية من الفدائيين في جنوب لبنان. دعا القرار إسرائيل إلى الانسحاب، والى إقامة قوة مؤقتة تابعة للامم المتحدة في لبنان (يونيفل).

12. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 468 لعام 1980 بتاريخ 8 مايو يطالب مجلس الأمن فيه إسرائيل (بصفتها القوة المحتلة) بإلغاء الإجراءات غير القانونية و الإبعادات التي اتخذتها ضد رئيسي بلديتي الخليل وحلحول وقاضي الخليل الشرعي.
13. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 469 لعام 1980 بتاريخ 20 مايو يطالب فيه مجلس الأمن مجددًا إسرائيل بإلغاء الإجراءات المتخذة ضد القادة الفلسطينيين الثلاثة، وتسهيل عودتهم فوراً بحيث يمكنهم استئناف الوظائف التي جرى انتخابهم لها وتعينهم فيها.
14. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 573 لعام 1985 بتاريخ 4 أكتوبر يدين مجلس الأمن فيه العدوان الإسرائيلي على تونس، والذي تسبب عن خسائر فادحة في الأرواح بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة، ويحث الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على أن تتخذ تدابير لثني إسرائيل عن أعمال عدوانية مماثلة.
15. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 592 لعام 1986 بتاريخ 8 ديسمبر يشجب مجلس الأمن فيه قيام الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار ضد المدنيين، الأمر الذي أدى إلى وفاة وإصابة عدد من طلاب جامعة بيرزيت. 
16. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 605 لعام 1987 بتاريخ 22 ديسمبر وفيه يشجب مجلس الأمن الممارسات الإسرائيلية التي تنتهك حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة ويطلب من إسرائيل أن تتقيد فوراً وبدقة باتفاقية جنيف المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب.

17. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 607 لعام 1988 بتاريخ 5 يناير يطلب فيه مجلس الأمن أن تمتنع إسرائيل عن ترحيل مدنيين فلسطينيين عن الأراضي المحتلة.
18. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 608 لعام 1988 بتاريخ 5 يناير يطلب من إسرائيل إلغاء أمر ترحيل المدنيين الفلسطينيين وكفالة عودة من تم ترحيلهم فعلاً. 
19. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 611 لعام 1988 بتاريخ 25 أبريل وفيه يدين مجلس الأمن العدوان الإسرائيلي على تونس الذي حدث في 16 أبريل 1988 والذي أسفر عن خسائر في الأرواح البشرية وأدى بصورة خاصة إلى اغتيال خليل الوزير.
20. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 636 لعام 1989 الصادر بتاريخ 6 يوليو يطلب من إسرائيل أن تكفل العودة إلى الأراضي المحتلة لمن تم إبعادهم (ثمانية مدنيين فلسطينيين في 29 يونيو 1989) وأن تكف إسرائيل عن إبعاد أي فلسطينيين مدنيين آخرين. 
21. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 641 لعام 1989 بتاريخ 30 أغسطس يشجب استمرار إسرائيل في إبعاد المدنيين الفلسطينيين (إبعاد خمسة مدنيين فلسطينيين في 27 أغسطس 1989) ويطلب من إسرائيل أن تكفل العودة الآنية والفورية لمن تم إبعادهم.

22. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 672 لعام 1990 بتاريخ 12 أكتوبر يدين أعمال العنف التي ارتكبتها قوات الأمن الإسرائيلية في 8 أكتوبر من عام 1990 في الحرم القدسي الشريف مما أسفر عن مقتل ما يزيد على 20 فلسطينياً، وإصابة ما يربو على 150 شخصاً بجراح (مدنيون فلسطينيون ومصلون أبرياء). 
23. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 673 لعام 1990 بتاريخ 24 أكتوبر يشجب رفض الحكومة الإسرائيلية أن تستقبل بعثة الأمين العام ويحثها على أن تمتثل للقرار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 672 لسنة 1990. 
24. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 681 لعام 1990 بتاريخ 20 ديسمبر يشجب قرار إسرائيل استئناف إبعاد المدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. 
25. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 694 لعام 1991 بتاريخ 24 مايو يشجب إبعاد إسرائيل للفلسطينيين الذي يمثل انتهاكاً لاتفاقية جنيف المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب.
26. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 726 لعام 1992 بتاريخ 6 يناير يطلب من إسرائيل تحاشي قرارات الإبعاد.
27. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 799 لعام 1992 بتاريخ 19 يناير 1992 يدين قيام إسرائيل بإبعاد 418 فلسطينياً إلى جنوب لبنان منتهكة التزاماتها بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1948 ويطلب من إسرائيل أن تكفل عودة جميع المبعدين الفورية والمأمونة إلى الأراضي المحتلة. 
28. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1860 لعام 2009 بتاريخ 8 يناير 2009 الخاص بوقف إطلاق النار بعد الهجوم على غزة (ديسمبر 2008). 

ترى هل بعد ذلك يؤمن جانبها ، الان نحن بصدد وقفة مصرية مع العالم الحر فبعد ان كان معبر رفح الحدودى مع فلسطين يفتح بين الحين والاخر        الان قررت مصر فتح المعبر بدون مدةمحددة ؛ للتضامن الكامل مع فك الحصارالمفروض على ابناء غزة .

ونحن نصدر هذاالعدد من منبركم لمبه سهارى طالعتنا الاخبار ان سفينة المساعدات ( راشيل كورى) فى طريقها الى غزة رغم تهديد اسرائيل لها ؛ وتطلب اسرائيل من السفينة التجه الى ميناء اشدود الاسرائيل بحجة التفتيش ثم تفريغ الحمولة وتفتيشها ثم ارسالها الى غزة .

صديقى العزيز الست معى انه لا يفل الحديد الا الحديد ؛ والحديد هنا اتحاد ابناء فلسطين تحت راية واحدة وبدون ذلك لا حل


              مع اجمل تحياتى
                      العربى السمان                                                                                                                                                                                                                                  الصحفية الفرنسية راشيل كورى