المشاركات الشائعة

الأحد، فبراير 28، 2016

( 758 ) قرأتُ فتعجبتُ فعلقتُ ج 2 مقالة الرئيس

صدر العدد الاول فى يناير 20010

   الرئيس السنغافورى لى كوان صاحب نهضتها ..كيف ؟؟
     سوسيليو بامبانغ  جعل اندونيسيا الدولة السابعة اقتصاديا 
   ايام عبد الناصر لم تكن هناك احزاب فبنى السدالعالى وكانت ستينات النهضة 
  

اصدقائى الاعزاء 
بمناسبة قول الرئيس السيسى مخاطبًا الشعب ( ما تسمعوش حد اسمعونى انا ) قرأت للاستاذ اسامة السحيتى الاتى :

   Usama Talaat Elsehaty بصراحة التحفظات التى عرضت على خطاب السيسى وانا شخصيا متحفظ على لغة الخطاب كلة . لكن تحفظ الاستاذ أنور الهوارى بأن خطاب السيسى يعبر عن عقليه مقاول وان الرئيس لا يؤمن بأن إعادة بناء الدولة هو عمل سياسى بالدرجة الاولى . فهذا شىء عجيب ويدل ان الرجل يفكر برأسه كلها ... ارجوك استاذ انور الهوارى التفكير بالدماغ كلها قد يصحبة بعض الهرتلة . حاول ان تستخدم فقط الجزء المختص بالتفكير .
واقول ان فى العصر الحديث هناك مفاجأت تثبت ان الهوارى فقد عقلة قبل ان يسمع خطاب الرئيس
الاولى ان الرئيس لى كوان صاحب نهضة سنغافورة . خرج يوما ونحى كل السياسيين من الدولة وطالب الشعب بدعمه . فكانت
 نهضة سنغافورة هذا الرجل انتقدته المؤسسات الحقوقية فى اوروبا وامريكا واتهموه انه حكم بيد من الحديد وسجن معظم معارضية من السياسيين .
الثانية سوسيلو بامبانغ الذى اتهمتة مؤسسات حقوقوية واوروبية بأنه ديكتاتور وقضى على معارضية والغى السياسة تماما . واليوم اصبحت اندونيسيا فى الترتيب السابع اقتصاديا . المنظمات الحقوقية لم تنتقد 39 مليون خادمة اندونيسية وانتقدت الرجل الذى اعاد بناء اندونيسيا واصدر قرار بإستدعاء كل العاملات فى الخدمة خارج البلاد ووضعهم على كفالة الدولة
يا مولانا السياسة لعبة قذرة افتعلها الغرب ليلهينا فى صراعات داخلية حتى لا نعرف ما هو التقدم الاقتصادى . بقى ان اقول ان الرئيسين عسكريان . وهناك امثلة اخرى

  لمبه سهارى:
  عامل النظافة وابنته
اشعلت مواقع التواصل الاجتماعى
هى فخورة بأبيها ونحن كذلك 
اضافة منى :::
ويمكن اضافة بسيطة للمنتقدين  مقالة السيسى ( عبد الناصر)  انفرد بالحكم  ولم تكن هناك احزاب غير ( الاتحاد الاشتراكى العربى )  يعنى كان فيه احزاب سنوات حكم عبد الناصر ... لأ .
ومع ذلك كانت هناك صناعة الحديد والصلب ( سيارات نصر . عربات سكة حديد .مصانع حربية . وبناء السد العالى وحرب الاستنزاف والوحدة العربية وغيره وغيره ... وعبارة اسمعونى انا بس .... ليه خدها المعارضون على انها تكميم للافواه وكبت للحريات   مثلا انفعل المذيع يوسف الحسينى  وانتفخت اوجاده وبرزت عروق رقبته جراء ارتفاع الضغط  وركب بذلك موجة الانتقاد واصطياد الفرصة فقد أخطأ رئيس البلاد  لدرجة انه نال اعجاب الذين كانوا منن ابرزمنتقديه  ( وهو ما نعبر عنه بعبارة الكيل بمكيالين ــ حسب المصلحة ــ )  ياجماعة  إن كثرة اعداء مصر . اسرائيل . ومن سار فى ركبها . وتَفرّقِ أصحاب الاقلام المعارضة كل واحد بيتبنى وجهة نظر معارضة  بعينها فهذا قلم معارضة يتبنى الاخوان وآخر يتبنى الشيوعيين , وثالث شيعى , ورابع اشتراكى لينينى   ارى  منهم الوطنى ومنهم دون ذلك فاضحوا طرائق قِددا  اذن فلابد ان نقول اسمعوا الرئيس فقط  فله مثلهم وجهة نظر تخص البلد لسبب بسيط انكم اخترتموه  اسمعوه فقط  لانكم ايها المعارضون  لستم على قبلة واحدة ومصلحة واحدة اسمها مصر ومصر فقط ...  اختلفوا فى الطريقة اختلفوا فى الاسلوب لكن لا تختلفوا فى انكم تفضلون مصلحة هذا الشعب المغلوب على امره .

***

إن الافعال التى يقوم بها بعض اعضاء مجلس النوّاب المصرى تُعطل مسيرة الحياة 
النيابية فى مصر وبها يتم شغل النواب فيما لا ينفع ولا يحقق اى فائدة ومن هنا أرى ان مستقبل مجلس النواب ( على كف عفريت ) وهذا ينعكس ايضا على تشكيل المحليات ومن هنا اقول كل من طرح نفسه من الان لدخول معركة المحليات انتظر حتى نطمئن على مجلس النواب فهو الذى سيقر لك القانون ... هل سيستمر ام انه لن يكمل عامه الاول .
لكم احترامى وتقديرى ولمصر الحب كله 

السبت، فبراير 27، 2016

( 319 ) من الموسكى لسوق الحميدية لصباح الحان فريد الاطرش

صدر العددالاول فى يناير 2010




       اصدقائى الاعزاء 



هل يعود الوئام والحب والعلاقة الطيبة


     بين مصر وسوريا مرة اخرى


 البلدان يخوضان ثورة للمطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ، وكلاهما لم تنتهِ فيه فيه الثورة وتصل الى بر الامان ، كلاهما لازال يناضل وان كان النضال الان يختلف من حين الى اخر فمصر تناضل من اجل اتمام  الثورة لاهدافها . محاكمة الرئيس السابق محاكمة فعلية لها نتيجة واضحة شفافة بعيدة عن التحايل القانونى للديب الغدار صفة على مسمى باين ،الاقتصاص للشهداء الذين ضحوا بانفسهم من اجل تمتعنا بالحرية  والكرامة وعلاج المصابين  احسن علاج ، عودة الاموال التى هرّبها شياطين النظام السابق الى الخارج ، كتابة دستور جديد يعبر عن مصر المدنية الديموقراطية  يعبر عن كافة طوائف  الشعب المصرى العظيم .
انتخاب رئيس جمهورية مدنى له صلاحيات قوية يخضع فى جميع قراراته وتصرفاته الى مراقبة نواب الشعب ( النظام المختلط ) . القضاء على كل موظفى الدولة الذين جاؤوا  الى وظائفهم بالواسطة او بالرشوة .
 اما سوريا فلا زال النظام فيها مكابرا ولا يستمع الى راى الشعب السورى او يستجيب لرغبة العرب اشقاؤه فى ترك الحكم فتسبب فى عدد كبير من العالم واقف ضده .
  تحياتى لكم ولمصر الحب كله
                      عربى السمان








الخميس، فبراير 25، 2016

( 757 ) وزير الثقافىة اخطأ فى حق بدران فحرمنا من عطائه

صدر العدد الاول فى يناير 2010


وزير الثقافة بليد فى الحساب
محمد ابو الفضل بدران عمره 57 سنة
هل خاف ان يتولى بدران الوزارة خلفا له ؟؟
حلمى النمنم وزير الثقافة المصرى
 ( يافرحة ما تمت ) 

لم تكن الوقفة الاحتجاجية التي نظمها عدد من العاملين في الهيئة العامة لقصور الثقافة اليوم أمرا طبيعيًا، وإنما تأتي باعتبارها مجرد جزء من ترتيب كبير لأمر ما يتم الإعداد له منذ فترة طويلة في دهاليز وزارة الثقافة، للإطاحة بالدكتور محمد أبو الفضل بدران رئيس الهيئة، الذي سينتهي انتدابه بوزارة الثقافة خلال أيام، حيث تصدرت الهيئة خلال اليومين الماضيين المشهد الثقافي ليس بسبب دورها وما تقدمه من أنشطة هامة دفعت الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى التأكيد على دورها خلال أحد خطاباته الأخيرة، وإنما لأسباب شخصية وصراع خفى بين رجال وزارة الثقافة، على إدارة هذه الهيئة العتيدة.
وظهرت بوادر تلك الأزمات بتسريب خبر عن تولي الفنان أشرف ذكى رئاسة الهيئة، خلفًا للدكتور محمد أبوالفضل بدران، وبعدها تعالت الأصوات ورفضت تولي ذكي لأن وزير الثقافة حلمى النمنم بهذا القرار يعيد رجال النظام الأسبق للوزارة، ثم نفي أشرف ذكي في تصريحات صحفية هذه الأخبار وصفها بالشائعة السخيفة.
محمد ابو الفضل بدران
  رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة  السابق 

وعقب شائعة أشرف ذكى، خرجت فضيحة في غلاف كتاب صادر عن قصور الثقافة "حكاية محمود سامي البارودي شاعر الثورة العرابية"، صدر منذ ايام ضمن سلسلة " حكاية مصر " التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة، للكاتب عاطف فتحي.
الكتاب يتناول سيرة حياة الشاعر محمود سامي البارودي، والدور الوطني الذي لعبه في نصرة قضايا بلده سواء من خلال موقعه بالجيش المصري، أو من خلال أشعاره التي خلدته كأبرز شعراء مدرسة الإحياء في الشعر المصري والعربي، ولكن القائمين على طباعة العمل لم ينتبهوا إلى أن الصورة ليست للبارودي إنما للخديوي عباس حلمي الثاني، مما جعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي يسخرون من الواقعة بعبارات "يخلق من الشنب أربعين".
وزادت وتيرت التصعيد في قصور الثقافة بتنظيم وقفه احتجاجية اليوم الثلاثاء بمقر الهيئة، تزامنًا مع أنباء إنهاء ندب بدران، مما جعل العاملين بالهيئة يهتفون ضد وزير الثقافة حلمي النمنم بعبارات أن الوزير يتستر على الفساد وأنه قام بإقالة بدران حتى لا يسمع أحد صوتهم، خاصة بعد الوعود التي قطعها بدران للعاملين بحل مشاكلهم مؤخرًا، ولكن بعض من يدير اللعبة عمل على تهييج الناس وافتعال أزمات بعد محاولات بدران الكشف عن الفاسدين داخل الهيئة.

وقد كان لافتًا للانتباه اليوم تدخل الوزارة بكل ثقلها من خلال اللواء حسن خلاف رئيس قطاع مكتب الوزير الذي وعد العاملين الغاضبين بإنهاء جميع المشاكل المزمنة العالقة بهم منذ سنوات خلال عشرة أيام على الأكثر، مؤكدًا أنه سيتقدم باستقالته من الوزارة إذا لم ينفذ هذا الوعد.
وعد اللواء حسن خلاف رئيس قطاع مكتب وزير الثقافة، المحتجين بالهيئة العامة لقصور الثقافة، بحل أزمة العاملين خلال عشرة أيام، أنه سينظر لجميع المستندات التي تم تقديمها وستراجع، وسيتم تسوية العاملون بزملائهم في المرتبات والحوافز وخلافه.
وفتح تحقيق في قضية مسابقة 400 موظف وفي قضية فساد الجنة المالية، مؤكدٍا طلبه بتكوين لجنة من المحتجين لمتابعة الوضع يوم بيوم.
وقال خلاف لـ"البوابة نيوز":" في حالة عدم قدرتي على حل المشكلة سوف استقيل من الوزارة، وأنا حريص على مصلحة العاملين، لذلك عملت على الحضور فور علمي بالمشكلة".

وأضاف خلاف:" الدكتور بدران اعتذر عن العمل بهيئة قصور الثقافة، والوزير شكره على مجهودات، والنمنم لم يأخذ قرار حتى الآن في من يتولي محل بدران".
ونفي خلاف الاسماء التي طرحت لتولي الهيئة مثل الفنان أشرف ذكي، مؤكدًا أنه لم يرشح أحد للمنصب حتى الآن، وبدران مستمر في عمله حتى يوم الخميس".
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن لماذا لم تتدخل الوزارة طوال تلك الفترة الماضية لحل هذه الأزمات طالما الأمور في متناول يدها وأنها تمتلك مفاتيح الحلول، بل ولماذا تتدخل الوزارة الآن تحديدا؟

موقف الوزارة الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام يقابله موقف آخر يثير العديد أيضا من الدهشة، حيث تؤكد المصادر أن الدكتور محمد أبو الفضل بدران قام خلال الفترة الماضية بالتخارج مع أغلب شركات المقاولات المتعثرة العاملة في قصور الثقافة وقام باستبدالها بجهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة وقد بلغت عدد المشاريع التي اسندها للجهاز لفترة الماضية 13 مشروعا وكلها مشاريع كبيرة ومهمة وتتعدى قيمتها ملايين الجنيهات.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل يتكرر نفس السيناريو الذي تكرر مع الدكتور سيد خطاب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الأسبق اليوم مرة ثانية ولنفس الأسباب؟ أم أننا سنجد من يفسر لنا ما يحدث داخل أكبر هيئة بوزارة الثقافة؟!

وأصبح سؤال الساعة الذي يطرح نفسه الآن من سيتولى إدارة الهيئة الفترة المقبلة وهل سيكون من داخل الدولة العميقة بها لتقتصر مهامه على تسكين الأوضاع وتأمين مصالح الكبار بها أم سيأتي شخص من خارج الإطار ليفرض رؤية الدولة في إصلاح هذه المؤسسة التي تراكمت عليها المشاكل والأزمات؟

تعليق :

الاصدقاء الاعزاء للأسف الشديد كلما هبت علينا نسمة الحرية والعدل والحق جرفتها امواج الباطل والتعدى على رجال المقاومة ضدالفساد وكان ابرز رجال المقاومة فى الهيئة العامة لقصور الثقافة     

محمد ابو الفضل بدران 

لكم منى احترامى وتقديرى ولمصر الحب كله 

العربى السمان 


( 756 ) الحجاج بن يوسف بين التقوى وسفك الدماء

صدر العدد الاول فى يناير 2010

من اقواله :

 أما والله إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها

   قال عنه خالد القسرى  :   

 إن إبليس كان من الملائكة ففسق، و كذلك الحجاج. 

عمل في مطلع شبابه معلم صبيان مع أبيه

 اصدقائى الاعزاء
 كنت اود تقسيم موضوع اليوم الى جزءين  ولكن رأيت طرحه فى جزء واحد لانه مكمل لبعضه البعض . لقاؤنا مع الديكتاتور الدموى الحجاج بين يوسف الثقى .

الحجاج بن يوسف الثقفي سياسي أموي وقائد عسكري،
من أشهر الشخصيات في التاريخ الإسلامي والعربي، طاغية متجبر عُرف بـ (المبير).
وخطيب بليغ. لعب دوراً كبيراً في تثبيت أركان الدولة الأموية، سير الفتوح، خطط المدن،
و بنى مدينة واسط.واختلط في المخيلة الشعبية
بروايات مبالغ فيها تدل على ميراث الرعب الهائل الذي خلفه.

حياته المبكرة 
وُلد أبو محمد الحجاج بن يوسف بن أبي عقيل بن الحكم الثقفي في منازل ثقيف بمدينة الطائف،  في عام الجماعة41هـ. وكان اسمه كليب ثم أبدله بالحجاج.
وأمه الفارعة بنت همام بن عروة بن مسعود الثقفي الصحابي الشهيد.
نشأ في الطائف، وتعلم القرآن والحديث والفصاحة، ثم عمل في مطلع شبابه معلم صبيان مع أبيه، يعلم الفتية القرآن والحديث، ويفقههم في الدين، لكنه لم يكن راضياً بعمله هذا، على الرغم من تأثيره الكبير عليه، فقد اشتهر بتعظيمه للقرآن.
كانت الطائف تلك الأيام بين ولاية عبد الله بن الزبير، و بين ولاية الأمويين، لكن أصحاب عبد الله بن الزبير تجبروا على أهل الطائف، فقرر الحجاج الإنطلاق إلى الشام، حاضرة الخلافةالأموية المتعثرة، التي تركها مروان بن الحكم نهباً بين المتحاربين.
وقد تختلف الأسباب التي دفعت الحجاج إلى اختيار الشام مكاناً ليبدأ طموحه السياسي منه
رغم بعد المسافة بينها و بين الطائف، وقرب مكة إليه،  لكن يُعتقد أن السبب الأكبر كراهته لولاية عبد الله بن الزبير.
وفي الشام، التحق بشرطة الإمارة التي كانت تعاني من مشاكل جمة، منها سوء التنظيم، واستخفاف أفراد الشرطة بالنظام، و قلة المجندين. فأبدى حماسة و انضباطاً،   وسارع إلى تنبيه أولياء الأمر لكل خطأ أو خلل، وأخذ نفسه بالشدة،  فقربه روح بن زنباع قائد الشرطة إليه، و رفع مكانته، و رقاه فوق أصحابه، فأخذهم بالشدة،  وعاقبهم لأدنى خلل، فضبطهم، و سير أمورهم بالطاعة المطلقة لأولياء الأمر.
لمس فيه روح بن زنباع العزيمة و القوة الماضية، فقدمه إلى الخليفةعبد الملك بن مروان،  و كان داهية مقداماً، جمع الدولة الأموية و حماها من السقوط، فأسسها من جديد.
إذ أن الشرطة كانت في حالة سيئة، و قد استهون جند الإمارة عملهم فتهاونوا، فأهم أمرهم عبد الملك بن مروان، و عندها أشار عليه روح بن زنباع بتعيين الحجاج عليهم، فلما عينه، أسرف في عقوبة المخالفين، و ضبط أمور الشرطة، فما عاد منهم تراخ، و لا لهو.
إلا جماعة روح بن زنباع، فجاء الحجاج يوماً على رؤوسهم و هم يأكلون، فنهاهم عن ذلك في عملهم،  لكنهم لم ينتهوا، و دعوه معهم إلى طعامهم،  أى استهزأوا به  فأمر بهم، فحبسوا، و أحرقت سرادقهم.
فشكاه روح بن زنباع إلى الخليفة، فدعا الحجاج و سأله عما حمله على فعله هذا،  فقال إنما أنت من فعل يا أمير المؤمنين، فأنا يدك و سوطك،
و أشار عليه بتعويض روح بن زنباع دون كسر أمره.
و كان عبد الملك بن مروان قد قرر تسيير الجيوش لمحاربة الخارجين على الدولة، فضم الحجاج إلى الجيش الذي قاده بنفسه لحرب مصعب بن الزبير.
و لم يكن أهل الشام يخرجون في الجيوش، فطلب الحجاج من الخليفة أن يسلطه عليهم، ففعل.
فأعلن الحجاج أن أيما رجل قدر على حمل السلاح و لم يخرج معه، أمهله ثلاثاً، ثم قتله، و أحرق داره، و انتهب ماله، ثم طاف بالبيوت باحثاًً عن المتخلفين.وبدأ الحجاج بقتل أحد المعترضين عليه، فأطاع الجميع، و خرجوا معه، بالجبر لا الإختيار.
حرب مكة
في 73هـ قرر عبد الملك بن مروان التخلص من عدوه و منافسه عبد الله بن الزبير إلى الأبد، فجهز جيشاً ضخماً لمنازلة ابن الزبير في مكة، و أمر عليه الحجاج بن يوسف، فخرج بجيشه إلى الطائف،  و انتظر الخليفة ليزوده بمزيد من الجيوش، فتوالت الجيوش إليه حتى تقوى تماماً، فسار إلى مكة .
و حاصر ابن الزبير فيها، و نصب المنجنيقات على جبل أبي قبيس و على قعيقعان و نواحي مكة كلها ، و دامت الحرب أشهراً، فتفرق على ابن الزبير أصحابه، و وقعت فيهم الهزيمة.
أعلن الحجاج الأمان لمن سلم من أصحاب ابن الزبير، وأمنه هو نفسه، غير أن عبد الله بن الزبير لم يقبل أمان الحجاج، و قاتل رغم تفرق أصحابه عنه طمعاً في أمان الحجاج فقتل. وكان لابن الزبير اثنتان و سبعون سنة، و ولايته تنوف عن ثماني سنين، و للحجاج اثنتان و ثلاثون سنة. (1)


ولاية الحجاج على الحجاز
بعد أن انتصر الحجاج في حربه على ابن الزبير، أقره عبد الملك بن مروان على ولاية مكةوالحجاز كله، فكرهه أهل مكة.
وكان وإياهم وأهل المدينة على خلاف كبير، حتى قيل أن
عبدالله بن عمر توفي في عام 74 هـ،  وقبل موته أمر أن يدفنوه ليلاً، ولا يعلموا الحجاج لئلا يصلي عليه. في 75 هـ حج عبدالملك بن مروان،
وخطب على منبر النبي، فعزل الحجاج عن الحجاز لكثرة الشكايات فيه، وأقره على العراق.
ولاية الحجاج على العراق

دامت ولاية الحجاج على العراق عشرين عاماً، وفيها مات. وكانت العراق عراقين، البصرةوالكوفة،   فنزل الحجاج بالكوفة، وكان قد أرسل من أمر الناس بالاجتماع في المسجد، ثم دخل المسجد ملثماًً بعمامة حمراء،
واعتلى المنبر فجلس واصبعه على فمه ناظراً إلى المجتمعين في المسجد فلما ضجوا من سكوته خلع عمامته فجأة  و قال خطبته المشهورة التي بدأها بقول ثمامة بن سحيل:

أنا ابن جلا و طلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
ومنها:
أما والله فإني لأحمل الشر بثقله وأحذوه بنعله وأجزيه بمثله، أما والله إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها، وكأنني أرى الدم بين العمائم واللحى.إلى آخر خطبته التي بين فيها سياسته الشديدة، و بين فيها شخصيته، كما ألقى بها الرعب في قلوب أهل العراق.
ومن العراق حكم الحجاج الجزيرة العربية، فكانت اليمن والبحرين والحجاز، وكذلك خراسان من المشرق تتبعه، فقاتل الخوارج، والثائرين على الدولة الأموية في معارك كثيرة، فكانت له الغلبة عليهم في كل الحروب.  وأمعن في الظلم والتجبر، فصادر كل الحريات، بما فيها حرية الكلام عن طريق استخباراته، وحبس الناس، وأمعن في تشريدهم و قتلهم، و منع الأعراب من الهجرة إلى المدن، وبنى واسط، فجعلها عاصمته.

حروب الخوارج 
في عام 76هـ وجه الحجاج زائدة بن قدامة الثقفي لقتال شبيب الشيباني، فكانت الغلبة لشبيب. وفي السنة التي تلتها.
بعث الحجاج لحرب شبيب: عتاب بن ورقاء الرباحي، الحارث بن معاوية الثقفي، أبو الورد البصري، طهمان مولى عثمان.
فاقتتلوا مع شبيب في سواد الكوفة، فقتلوا جميعاً، وعندها قرر الحجاج الخروج بنفسه، فاقتتل مع شبيب أشد القتال،  وتكاثروا على شبيب فانهزم وقتلت زوجته غزالة، فهرب شبيب إلى الأهواز، وتقوى فيها، غير أن فرسه تعثر به في الماء
وعليه الدروع الثقيلة فغرق. وقضى الحجاج على من بقي من أصحابه.
و في 79 هـ أو 80 هـ قُتل قطري بن الفجاءة رأس الخوارج، وأُتي الحجاج برأسه، بعد حرب طويلة.


ثورة الأشعث
في 80هـ ولى الحجاج عبد الرحمن بن محمد الأشعث على سجستان، فلما استقر بها خلع الحجاج، و خرج عليه، و كان ذلك ابتداء حرب طويلة بينهما. و في 81هـ قام مع الأشعث أهل البصرة، و قاتلوا الحجاج يوم عيد الأضحى، و انهزم الحجاج، فقيل كانت أربع و ثمانون وقعة في مائة يوم، ثلاث و ثمانون على الحجاج و الباقية له.
و في 82هـ استعرت الحرب بين الحجاج و ابن الأشعث، و بلغ جيش ابن الأشعث مبلغاً كبيراً من القوة و الكثرة، ثم جاءت سنة 83هـ و فيها وقعة دير الجماجم بين الحجاج و ابن الأشعث. و كانت من أكثر الوقائع هولاً في تاريخ الحجاج، و فيها كان له النصر على الثوار من أصحاب ابن الأشعث.و قُتل خلق كثير فيها، و غنم الحجاج شيئاً كثيراً.
و فيها ظفر الحجاج بكل أصحاب ابن الأشعث، بين قتيل و أسير، إلا ابن الأشعث، فقد هرب
لكن أصحاب الحجاج ظفروا به في سجستان فقتلوه، و طيف برأسه في البلدان.
و بعد وقعة دير الجماجم، كان هناك من حاولوا الدس للحجاج عند عبد الملك بن مروان،
لكن الحجاج احتج على عبد الملك بحسن بلاغته.
ولاية الوليد
مات عبد الملك بن مروان في 86هـ، و تولى ابنه الوليد بعده، فأقر الحجاج على كل ما أقره عليه أبوه، و قربه منه أكثر، فاعتمد عليه، و كان الوليد ميالًا إلى البطش بالناس و سفك الدماء، فوافقت سياسته سياسة الحجاج،  و كان ذلك على كره من أخيه و ولي عهده سليمان بن عبد الملك، و ابن عمه عمر بن عبد العزيز.
و في ولاية الوليد هدد سليمان بن عبد الملك الحجاج إذا ما تولى الحكم بعد أخيه، فرد عليه الحجاج مستخفاً مما زاد في كره سليمان له، و لمظالمه.و إذ ذاك كان قتيبة بن مسلم يواصل فتوحه في المشرق، فظفر بأهل طالقان و قتل منهم مقتلة لم يسمع بمثلها من قبل، و كان الحجاج من سيره إلى تلك البلاد.
موت الحجاج
مات الحجاج ليلة السابع و العشرين من رمضان عام 95هـ في الروايات المجمع عليها، و كان موت الحجاج بسرطان المعدة، و قبلها مرض مرضاً شديداً،ترك الحجاج وصيته، و فيها قال:
بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصى به الحجاج بن يوسف : أوصى بأنه يشهد أن لا إليه إله إلا الله وحده لا شريك له ،
وأن محمداً عبده و رسوله ، وأنه لا يعرف إلا طاعة الوليد بن عبد الملك، عليها يحيا و عليها يموت و عليها يبعث .. الخ .
و تمثل عند احتضاره بهذين البيتين:
يا رب قد حلف الأعداء واجتهدوا أيمانهم أنني من ساكني النار
أيحلفون على عمياء؟ ويحهما ظنهم بعظيم العفو غفار
ويروى أنه قيل له قبل وفاته: ألا تتوب؟ فقال:
إن كنت مسيئاً فليست هذه ساعة التوبة، وإن كنت محسناً فليست ساعة الفزع.
و قد ورد أيضاً أنه دعا فقال: اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل.
و دُفن في قبر غير معروف المحلة في واسط، فتفجع عليه الوليد، و جاء إليه الناس من كل الأمصار يعزونه في موته،
و كان يقول: كان أبي يقول أن الحجاج جلدة ما بين عينيه، أما أنا فأقول أنه جلدة وجهي كله.
ميراث الحجاج
بنى الحجاج واسط، و سير الفتوح لفتح المشرق، أمر بتنقيط المصحف، خطط الدولة، و حفظ أركانها قامعاً كل الفتن.
غير أن الحجاج خلف أيضاً ميراثاً من الظلم و سفك الدماء لم يسبق له مثيل.
كما خلف في قلوب الناس، حتى الأمويين، كرهاً له و حقداً عليه لأفعاله، و منها حرب ابن الزبير و قتله إياه في مكة،
و ما فعله في وقعة دير الجماجم.و حقد عليه الخوارج لعظيم فعله بهم، و الشيعة لعدم احترامه آل البيت،
و قالوا فيه الكثير حتى لبسوا سيرته بالخوارق، والأمور المغلوطة، و أمعنوا في تقبيحه، و النيل منه، حتى لقد صوروه شيطاناً.
أمر الخليفة سليمان بن عبد الملك عامله على الطائف بقتل آل أبي عقيل، و هم عشيرة الحجاج الأقربون، ظلماً، لأنهم من آله.
ثم أمر عمر بن عبد العزيز بنفي من بقي منهم و تشريدهم جزاء لأفعال الحجاج، و انتقامًا منه بعد موته.
و لم يُنس الحجاج و أفعاله بسهولة، فقيل أن رجلاً حلف بالطلاق أن الحجاج في النار، فلما أتى امرأته امتنعت عنه،
فسأل الحسن البصري أن يفتيه في أمره فقال له: إذا لم يكن الحجاج من أهل النار، فما يضيرك أن تكون مع امرأتك على زنى.
كذلك أمر سليمان بن عبد الملك بذم الحجاج و سبه على المنابر، فذمه كل الولاة إلا خالد بن عبد الله القسري،
فأرسل إليه سليمان يأمره بذلك، فتكلم على المنبر و قال: إن إبليس كان من الملائكة ففسق، و كذلك الحجاج.
و بقي ميراث الحجاج حياً إلى الآن، فلا يزال موضع حرب و تطاحن بين المختلفين،
و لا تزال الأخبار المختلقة تخالط سيرته، و لا زال يُلعن، و يُسب.
و يراه الباحثون في التاريخ السياسي نموذجاً للطاغية الظالم سفاك الدماء،

مذهبه في الحكم

كان الحجاج يرى بتكفير الخارج على السلطان، و طرده من الملة، لذلك كان يرى ما يفعله تقرباً لله يرجو به الأجر.
وهذا يفسر ما يظنه البعض تناقضاً في فعل الحجاج في قتل الناس وبين أعمال الخير التي قام بها كالفتوحات
وتعظيم القرآن وتنظيم أمور المسلمين.قيل بعد موته أن رجلاً رفض الصلاة خلف إمام من الخوارج،
فقال له أحد أئمة البصرة: إنما تصلي لله ليس له، و إنما كنا نصلي خلف الحروري الأزرقي. قال: و من ذاك؟
قال: الحجاج بن يوسف، فإنك إن خالفته سماك كافراً و أخرجك من الملة، فذاك مذهب الحرورية الأزارقة.
فبينما الخوارج مذهبهم تكفير الحكام، كان مذهب الحجاج هو تكفير من يخالف أمر الحكام. و بالغ الحجاج في شأن الطاعة،
و قمع همم الناس، و نفوسهم، و غاياتهم، فوافق الأمويين في أعمالهم، و أذهب بين الناس أن الخلافة اصطفاء من الله،
فلا يجوز الخروج على السلطان، و أما من خرج فقد حل دمه، و سُمي كافراً.
و شاع مذهب الحجاج في تكفير الخارج على السلطان بعده شيوعاً كبيراً، و كان قد ابتدأ قبله، لكنه ثبته.
و ثبت فكرة الإصطفاء، و الحق الإلهي، و بالغ في تعظيم السلطان.

الحجاج و أهل العراق و الشام

العلاقة بين الحجاج و أهل العراق هي من أكثر العلاقات تعقيداً و طرافة، و من أكثرها ترويعاً في التاريخ الإسلامي، فالحجاج وُلي على العراق كارهاً لأهلها، و هُم له كارهون، و استمرت العلاقة بينهم كزواج كاثوليكي بالإجبار، لا يجوز فيه الطلاق، و لا أمل للفكاك منه إلا بموت أحد الزوجين.
و كان الحجاج دائم السب لأهل العراق في خطبه، فكثيرة خطبه التي يذكر فيها أهل العراق بشكل سيئ، و التي يرى فيها العراقيون إساءة إلى اليوم. فدائماً كان يذكرهم:
"يا أهل العراق، يا أهل الشقاق و النفاق...." إلى آخر خطبه، و التي يمعن فيها في ذكر صفاتهم:
"فإنكم قد اضجعتم في مراقد الضلالة..." ، و غير ذلك من الخطب الكثيرة فيهم، كراهة منه لهم، و كراهة منه لهم.
و من ذلك أنه لما أراد الحج استخلف ابنه محمد عليهم، و خطب فيهم أنه أوصى ولده بهم بغير وصية الرسول في الأنصار،  أن يقبل من محسنهم و يتجاوز عن مسيئهم، فقد أوصاه ألا يقبل من محسنهم، و لا يتجاوز عن مسيئهم،  و قال لهم: أعلم أنكم تقولون مقالة لا يمنعكم من إظهارها إلا خوفكم لي، لا أحسن الله لك الصحابة،   و أرد عليكم: لا أحسن الله عليكم الخلافة.و أنهم شمتوا به يوم فُجع بولده محمد، و أخيه محمد في نفس اليوم،  فخطب فيهم متوعداً إياهم.و من ذلك أنه مرض فشاع بين الناس موته، فخرج أهل العراق محتفلين بموته،   غير أنه قام من مرضه ليخطب فيهم خطبة قال فيها: "و هل أرجو الخير كله إلا بعد الموت"
أما أهل الشام فكانوا أكثر الناس محبة للحجاج، و أكثرهم نصرة له، و بكاء عليه بعد مماته، و قيل أنهم كانوا يقفون على قبره فيقولون رحم الله أبا محمد.وكان الحجاج محباً له، دائم الإشادة بخصالهم، و الرفع من مكانتهم، و كان كثير الاستنصار بهم، و معظم جيشه كان منهم، و كان رفيقاً بهم.
المصدر 

وصف تاريخي 
كان الحجاج بن يوسف  بليغًا فصيحًا ؛ محبًا   للشعر كثير الاستشهاد به، تقياً، مُعظماً للقرآن و آياته،  كريمًا، شجاعًا، و له مقحمات عظام و أخبار مهولة.
إن الحجاج عذاب الله، فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم، ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع، فإنه تعالى يقول {ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون}[المؤمنون /76].
الحجاج في الذاكرة  
كان للحجاج الكثير من المواقف، و الحكايات الشهيرة، و الأقوال الفصيحة، و الرسائل، و الخطب، و التوقيعات، و له مجموعة أشعار متفرقة. فقصص الحجاج و أخباره كثيرة جداً، و موجودة في كتب التاريخ، ما يدل على عظم نفوذه، و لا زالت أقواله باقية إلى اليوم، و مذهبه في الحكم باق إلى اليوم.
  واليوم نشاهد ونرى المذابح والدم بموجبها يسيل فى كل مكان من شرقنا الاوسط  أآ أننا بصدد الحديث عن عودة عدة نسخ من الحجاج الثقفى  لكن بدون تقوى . 

 .****
  
  لكم احترامى وتقديرى ولمصر الحب كله
                              العربى السمان








السبت، فبراير 20، 2016

( 754 ) الاستاذ محمد حسنين هيكل صور واحداث

صدرالعدد الاول فى يناير 2010



الاصدقاء الاعزاء
فى هذا العدد الصورة قبل الخبر او الصورة تتحدث عن نفسها 

كان الاستاذ محمد حسنين هيكل يقدس الصورة ويجعلها اهم وثيقة لتصديق الخبر .



وداعا يا استاذ هيكل نلتقى قريبا 









 ونحن هنا سنلتقى مع جرائدنا وابرزهم البوابة فى   الاهتمام بالصورة وحولها الخبر .




































































































































































  اصدقائى الاعزاء  تمنياتى ان تكون اختياراتى ذات فائدة للتعبير عن مسيرة هذا العظيم  الاستاذ الاسطورة محمد حسنين هيكل 
اما عن ابرز ما لفت نظرى فيمن كتبوا عن هيكل  هو مقال المصرى اليوم لاسامة غريب  عن هيكل حيث قال :

بقلم   أسامة غريب    ٢٠/ ٢/ ٢٠١٦
فى بحث جمال عبدالناصر الدؤوب عن صحافة تعبر عن الحالة الجديدة بعد ١٩٥٢ لم يكن يجهل أن الصحفيين جميعاً سوف يضعون أنفسهم فى خدمة النظام، لكنه رغم ذلك كان يبحث عمن يطمئن إلى ولائه ويتأكد فى الوقت نفسه من جدارته وكفاءته مهنياً وفكرياً. وكان ناصر يحتاج أحياناً إلى أحد الصحفيين الكبار ليعهد إليه بمهمة أو يستفسر منه عن معلومة يكون قد صادها أو خبر عرفه قبل غيره، لكن المشكلة أنه كان إذا طلب فلاناً قيل له إنه سافر العزبة يستجم، وإذا سأل عن علان وجده ساهراً عند إحدى الراقصات، وإذا احتاج إلى ترتان أخبروه بأنه يجلس مخموراً فى برتيتة قمار. هيكل كان الوحيد الذى إذا احتاجه عبدالناصر وجده صاحياً مستفيقاً لا سكراناً ولا مسطولاً ولا عاجزاً عن الوقوف على قدميه! فى ذلك الزمن كان لأساتذة الصحافة الكبار جلساتهم وسهراتهم وعلاقاتهم، وقد 

اشتهر الأستاذ محمد التابعى مثلاً بأنه كان دونجواناً لا يُشق له غبار فى دنيا النساء، كما أن مصطفى أمين كان صديقاً للفنانين والفنانات، ويشارك كذلك فى كتابة بعض الأفلام، أما الصحفى والشاعر كامل الشناوى فقد كانت لياليه ممتدة وحوله أحباؤه وأصدقاؤه ومريدوه. ببساطة أحس عبدالناصر بأن هيكل يشبهه.. يأخذ نفسه بجدية ولديه نفس الصرامة والعزم ولا ينغمس فى حياة اللهو والملذات، ومن هنا فقد نشأت العلاقة المعروفة بين الصحفى والرئيس بعد أن وجد كل منهما ضالته فى الآخر.. صحيح أن هيكل كان قد تحقق مهنياً بعض الشىء قبل لقائه بعبدالناصر عندما فاز بجائزة فاروق الأول للصحافة لثلاث سنوات متتالية، وصحيح أنه استمر بعد عبدالناصر ولم يخفت وهجه نتيجة بعده عن صانع القرار، إلا أن ثنائية هيكل/ ناصر ظلت لصيقة بالأذهان وموضع مقارنة بما أتى بعدها من ثنائيات على غرار السادات/ موسى صبرى، أو مبارك/ سمير رجب.

من الطبيعى أن هيكل- وعلى مدى ثلاثة أرباع القرن- قد اكتسب صداقات كثيرة واكتسب عداءات أكثر، غير أن أى منصف لا يسعه سوى الاعتراف بالقدرات الفائقة لهذا الرجل الحاصل على دبلوم تجارة، والذى لم يعرف التعليم الجامعى، ومع ذلك فقد علّم نفسه واستفاد من كل الظروف التى ساعدته على أن يكون أهم صحفى عربى لعقود ممتدة. ولعل المكانة التى حققها قد ساعدته فى ولوج كل الأبواب والقرب من حكام العالم، لكنه مع ذلك ظل بعيداً عن الاشتباك المباشر فى هموم الوطن، وفضّل أن يقوم بدور المُحلِّل والمفسر والراوية دون أن نعرف رأيه الحقيقى فى معظم القضايا، وكانت له قدرة بارعة، لم تُتح لسواه، على تطويع اللغة ونحت التعبيرات وسك المصطلحات بصورة ساعدته على التملص الدائم من الانتساب لهذا الموقف أو ذاك، وربما لو أن الرجل قد ظهر فى ظروف مختلفة لكان أديباً كبيراً. 
هيكل كان يعمل لصالح هيكل، وكان من الممكن أن نقول إن هذا ليس يعيبه، لولا أنه كان يعمل فى صناعة الوعى، فهل نستطيع اليوم- بعد أن وصل القطار إلى محطته الأخيرة- أن نزعم أنه أخلص فى مسألة صناعة الوعى هذه؟.. لا أعتقد.



اتمنى لكم   كل خير  ولكم احترامى ولمصر الحب كله 
  العربى السمان