المشاركات الشائعة

السبت، أبريل 08، 2017

( 856 ) جهاز الفلترة حان اللجوء اليه


صدر العدد الاول فى 16 من يناير 2010

جهاز الفلترة


  لم يكن ايًا منا مهتمًا  باقتناء ( جهاز فلتر )   فى منزله قبل السنوات القليلة  لان حياتنا كانت  سهلة  سلسة ميسرة اما الان فقد ظهرت الحاجة ماسة الى اقتناء مثل هذا الجهاز فالماء قدتلوّث والهواء اصابته العدوى وامتد وباء التلوّث الى السمع والبصر  والاحساس  والاخلاق والاصدقاء ووصل الى الأفئدة  ـــ اى والله  ــ  فقدقال الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه  ( ان فى الجسد مضغة اذا صلُحت صلح الجسدُ كلُّه ، الا وهى القلب ) نعم فبدلا من تحكيم الضمير فى تناول القضايا والشهادة  فيها حلّت المصلحة الشخصية وفقا لنظام ( أبجنى تجدنى ) ...ان حالنا  كمصريين اصبح فى مهب الريح دَعك من ظاهرة العنف البغيضة التى حلت فى حواراتنا المجتمعية اليومية وانظر معى ما تسمع من اصوات (  سوبر عاليه )  فى المواصلات العامة التى يرتادها العامة من علو الصوت فيها اشفق  على اطفالنا منها ويا ويلتاه لو طلبت من المتسبب خفض
 ( الفوليوم ) قليلا   فمثلا  هذا المسجد صغيرالمحاط بسكان من جميع الجهات لم يكتفِ المهيمنون عليه الا باربعة ميكروفونات من نوع ( الهورن ) خلاف سماعات داخل المسجد ومصيبة المصائب ان يشنّف اذاننا  لا اقول انه صوت وانما شىء مزعج الا يحتاج ذلك الى جهازفلتر   . الى منظر فتياتنا اللابسات ( سراويل )  ممزقة  فى عدة اماكن  من سيقانهن حتى وصل التقطيع الى قاعداتهن  ناهيك عن الاتصاق بهن ( المُحَزّق )   لدرجة انك لن تصدق ان احداهن ارتدت سروالها  الجينز  دون مساعدة ،،  ويا ويلتاه  عندما منع رئيس احدى اكبر جامعاتنا  منع الطا لبات من الدخول اذا كن يرتدين سروالا ممزقا   هوجم تحت بند حرية شخصية . وفى خضم هذا التلوث تأتى الينا فى بلد الصمود والتصدى والنضال والعفة والتقاليد العريقة سويس مصر هذه الدميمة  التى تتزين بفهم خاطىء لحريتها حيث انها تؤمن ايمانا كبيرا من انه لامانع ان تكون مدرسة جامعية  وتمتهن الرقص فى نفس الوقت فإذا قلت يا سادة نحن لا نكن اى حقد او ضغينة لمهنة الرقص  وكذلك نضمن لها حريتها ولكن عليها ان تختار إما ان تكون  استاذه  جادة حتى يفهم الطلاب دروسها وينصرف الطالب ( الذى هو فى فترة المراهقة ) الى الدرس فقط  ولا يسرح بخياله فى تفصيلات جسدها عندما ترقص فيطمع المريض منهم فيها ( الذى فى قلبه مرض ) وبالتالى لن يفهم شيئا مما تقول فى درسها ..وتصبح مدمرة لا شارحة ناهيك عن انه سيتجرأ عليها  ومن الممكن ان يتحرش بها .  واما ان تنصرف الى الرقص ما دام قد شغفها عشقا وحبا الا يحتاج ذلك الى الفلترة ؟!!

اما عن تلوث الاخلاق فما نراه كثيرٌ جدًا  منها الشهادة الزور فى القضايا المهمة والمصيرية تارة  والكيل بمكيالين تارة اخرى  ولكن العجب العُجاب  ان يحكم كبير احد المصالح   على الشاكى والمشكو فى حقه بحرمانهما  من الجلوس معه  وبالتالى من احدى الوظائف رغم ان هذا الكبيريعلم ان المشكو فى حقه ( شتّام وسباب وكثير التعدى على المرءوسين باللفظ والقول ولم يشكو منه احد رسميا الا هذه المرة ومع ذلك اظهر هذا الكبير قانونا خاصا به وهو ( الاتنين محرومين ) اليس هذا التلوث الاخلاقى يحتاج الى فلترة ؟!!

ايضا كثرة عدد طالبى الصداقة يحتاج منك الى فلترة فيطلب الاصدقاء الاضافة فيصبح العدد كبيرا ولكن العدد كغثاء السيل  لس له قيمة فقد يكون الاصدقاء بالالاف  ولكن المتفاعلين معك قليلون  الا يحتاج ذلك الى فلترة  نعم  من حقك  ان تلفظ من صفحتك كل من لا يتفاعل معك ولو بالاعجاب .
الاصدقاء الاعزاء  رفقًا بالمصرى العربى  المطحون الشقيان فيكفيه ما يعانيه  يوميا من اجل لقمة العيش وفرصة العمل ولا داعى ان نزيده اوجاعًا بالتلوث لانه غير قادر على شراء جهاز الفلترة .

   لكم منى تقديرى واحترامى ولمصر الحب كله
                     العربى السمان
.




ليست هناك تعليقات: