حتى لا نندم يوم لا ينفع ندم
اصدقائى الاعزاء
بكل الصدق والوضوح انا وانتم نعيش اجمل لحظات القرن الحالى والقادم ، لحظة فارقة تمناها الآباء ومن قبلهم جدودنا حتى العصر الفرعونى انها لحظة اختيار الرئيس .
طيب ما هو الجديد ؟؟!! الجديد ياإخوانى هو اننا كما نستطيع تحديد من هو الرئيس و نستطيع ان أخطأ أن ننفذ عليه ابتكار الثورة ( نعم ) ابتكار لأننا لم نستخدمها من قبل فهى ابتكار مصرى أصيل سجلنا براءة اختراعه يوم 11من فبراير 2011 يوم تخلى الديكتاتور مرغمًا عن الحكم كآخر فرعون مصرى جاء بغير ارادة الشعب ، وابتكار الثورة هوالذى خلع الطاغية الذى ظل جاثمًا على صدور المصريين ثلاثين عاما ، شعب مصر صبر على الطغاة ومعروف عن اى طاغ انه يحكم بغير رضا الشعب فتقوم الثورة الشعبية ويسقط الطاغى ولكن للاسف وفى مصر سقط الطاغية ولكن جاء قنّاص كان مسافرا فى ارض ذات ظلام دامس فاختطف الثورة وابتلع ثمارها ولكن ابن البلد ذو الزى الكاكى وقف بجانب الثورة لإعجابه بهذا الابتكار الذى يراه هو ايضا لاول مرة فى مصر الحبيبة (الثورة الشعبية) فأُعجب بها وحماها وحافظ عليها فتعرض للمهانة والنقد الجارح من ذلك الصياد القادم من غياهب الماضى حيث كان مكبلا ومقيدا من نفس الديكتاتور الذى قامت عليه الثورة الشعبية الابتكا رالمصرى الجميل . والغريب ان الصياد لم يفِّ بجميل الفتى ذو الزى الكاكى فبعد ان معه انقلب عليه .
واستمرت الايام اليوم تلو الآخر ما بين صبرك يامصر على المكاره تارة وصبرك على الم ضياع اقتصادك من جانب آخر جاءت اللحظة التى ادلى بها شعبك الابى بصوته الانتخابى لاختيار رئيسك القادم الذى تأملين ان يعيد اليكِ ثورتك فكان الخيار غريبا بعد الجولة الأولى للإنتخابات محيرة ومقلقة ولكننا لابد ان نتقبلها . نعم لقد انتصرنا لك يامصر لان الاختيار لنا نحن شعبك وليس لأحد ، علينا أن نقبل أى نتيجة، ببساطة، لأننا مَن كتبها. لم نأتِ بشعب آخر لينتخبَ لنا . والان ان اختيارنا بين ان تكون دولتنا عسكرية اذا اخترنا الفريق الدكتور احمد شفيق أو دينية اذا اخترنا الدكتور محمد مرسى مرشح الاخوان المسلمين وممثلا للتيار الدينى . فلابد ان نتحمل اختيارنا وما يترتب عليه من هذه او تلك فلو اخترنا العسكرية فهذه يحكمها السلاح وقرون الاستشعار فيها بوليسية وهذه جربناها ستين عامًا
أما الدولة الدينية فرجالها يعتبرون ان حكامهم هم ظل الله على الارض ولذلك فليس فى قاموس الدولة الدينية حاجة اسمها ( ثورة ) لان الخروج على الحاكم عندهم حرام شرعًا .
فالثوارُ يكون دمهم مهدرًا سلفاً. ويحضرنى هنا قول الإمام ابن تيمية: «أن تَبيتَ أُمّتى فى ظلّ حاكم جائر دهراً، خيرٌ من أن تبيتَ ليلةً دون حاكم»
. وهو القائلُ أيضاً: «القولُ ما قُلناه ومَن قال خلافَ هذا، يُستتاب، فإن تابَ، وإلا قُتل!» وبالتالى علينا- كشعب- أن نرضى بحاكمنا الدينىّ، عادلاً كان أم غير عادل، صامتين، صابرين، حتى يقضى اللهُ أمراً. وطوال تاريخ الإسلام لم نعرف، بعد الخلفاء الراشدين، حاكماً عدلاً سوى «عمر بن عبدالعزيز»، أين هو؟! ولسنا بعيدين عن تصوُّر الدولة الدينية أيضاً. لأن الله- تعالى- قد أعطانا «بروفة» لها فى الشهور الماضية. فالبرلمان الحالى ليس إلا صورةً مُخفّفة مما ينتظرنا لو اخترنا الحكم الدينىّ. أولئك هم المنشغلون بـ«مضاجعة الوداع، وختان البنات، وتزويجهن عند سن 12 عاماً». أولئك هم من يريدون منع تدريس اللغة الإنجليزية فى المدارس، ويرون فى حضارتنا الفرعونية العظيمة «حضارة عفنة»، يودّون لو هدموها!
أولئك المنشغلون بتجميل الأنوف ( البلكيمى ) سيضيقون الخناقَ على الفنون الجميلة، من تشكيل ونحت وتصوير وموسيقى ومسرح وشعر وسينما ورواية وأوبرا. أولئك مَن سيجعلون من مصر الهائلة مجرد إمارة تابعة لدول مازالت تخطو خطوَها الأول نحو المدنية. ولأن اللهَ الرحيم قد كرّم الإنسانَ بنعمة ان يختار من بين متعدد ، فقد منَّ علينا بهذه «البروفة» كى يفوّت علينا حُجّة الإنسان الأبدية: «مكنتش عارف او مختش بالى !». بل عرفنا، وعلينا الاختيار. أنت أيها الإنسانُ، إذن، بلا عذر. و على فكرة وقوفنا ضد الدولة الدينية حتما ليس ضد الدين، بل على النقيض، هو رفضٌ للمتاجرة بالدين والمزايدة على الناس باسمه. فيقمع الحاكمُ شعبَه بزعم أنه أكثر منهم إيماناً. ولنا فى أوروبا القرون الوسطى أسوةً غير حسنة، لنتعلّم منها، ونحذر.
لكم تحياتى ولمصر الحب كله
عربى السمان