جماعة الاخوان المسلمين والتحالفات على مرعقود
مضت
اصدقائى الاعزاء
دخلت جماعة الإخوان المسلمون فى تاريخها ومنذ
نشأتها فى 1928على يد
مؤسسها
حسن البنا
|
الامام حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين |
فى عدة
تحالفات سياسية، ولم تتوان عن التحالف مع
أى فصيل سياسى طالما سيصب ذلك فى مصلحتها ويعود عليها بالنفع . .
والباحث التاريخى يدرك تماما أن الجماعة التى كانت
محظورة وصارت "محظوظة" تحالفت مع كل صاحب سلطة ومع كل من اقترب من السلطة،
"السرايا( العهد الملكى ) .. الضباط
الأحرار.. الاشتراكيين .. حزب الأحرار..
حزب العمل ..حزب الوفد...الجمعية الوطنية للتغيير ( البرادعيون )".
أول تحالف كان إبان فترة حكم الملك فاروق أيدوه وناصروه ضد
زعيم الوفد مصطفى النحاس
بل وراهنوا على حكومة
إسماعيل صدقى، وهتفوا له فى مؤتمراته "أن إسماعيل كان صادق الوعد وكان نبياً"
.
الإخوان وعبد الناصر.. وئام ثمّ انتقام
|
الزعيم الخالد جمال عبد الناصر |
وفى أعقاب قيام حركة الجيش فى يوليو 1952 تحالفوا
مع الضباط الأحرار فى مهدهم، ويستمر ذلك التحالف إلى ما بعد نجاح الثورة ولكن نظام
عبد الناصر، تحالف معهم واصطدم بهم مبكرا عام 1954 من أجل الصراع علي السلطة.
وقد تحالف الضباط الأحرار مع تنظيم الاخوان
المسلمين، وكان خمسة علي الأقل ممن عرفوا بالضباط الاحرار أعضاءً في تنظيم الاخوان
المسلمين وهم:عبد المنعم عبد الرءوف، ورشاد مهنا، وكمال الدين حسين، وحسين
الشافعي.
وانقلبت الجماعة سريعا على نظام عبد الناصر حينما
تفاوض معهم لترشيح ثلاثة من أعضاء الجماعة للمشاركة في الحكم، ورشح المرشد
وقتها منير الدالة وحسن عشماوي ومحمد أبو السعود، وتحمس عبد الناصر كذلك
للشيخ
أحمد حسن الباقوري
|
الشيخ احمد حسن الباقورى |
ولكن الإخوان رفضت في
النهاية لأنها رأت أن ثلاث حقائب وزارية فقط هو تهميش لدور الجماعة وفصلت
"الباقوري" عندما قبل المنصب ( كما فصلت الان عبد المنعم ابو الفتوح لانه
ترشح للرئاسة )، وصعدت الجماعة احتجاجاتها ضد النظام واصطدمت بالسلطة في مظاهرات
الطلبة في 13 يناير 1954 مما جعل مجلس قيادة الثورة يصدار قرار بحل الجماعة في 14 يناير 1954.
وفي 26 اكتوبر 1954 كانت محاولة اغتيال عبد الناصر المعروفة بحادث
"المنشية" للخلاص من عبد الناصر الذى كما يقول بعضهم أنه تنكر لدورهم فى
نجاح ثورة يوليو وانقلب عليهم ليستأثر بالحكم دونهم.
الإخوان
زمن السادات.. انقلاب السحر على الساحر
|
الزعيم الراحل انور السادات |
تولى الرئيس أنور السادات الحكم عقب وفاة
"عبد الناصر" فى 1971 وبدأ حكمه بثورة التصحيح، وتعاهد مع مرشدهم
آنذاك "عمر التلمسانى" على دحض تنامى التيار الشيوعى فى مصر
والذى كان لا يتفق مع هوى "السادات" ذى التوجهات البرجوازية والمتطلعة
للمعسكر الغربى.
وقال السادات وقتها "إنه يواجه نفس
المشاكل التي قاسوا منها، ويشاركهم أهدافهم في مقاومة الإلحاد والشيوعية، وعرض
عليهم استعداده لتسهيل عودتهم إلي النشاط العلني في مصر".
|
الزعيم عمر التلمسانى الزعيم الاخوانى |
وأبرّ السادات بوعده لهم وسهل لهم ممارسة الحياة
السياسية، وأفرج عن المعتقلين من الجماعة، وما بين الشد والجذب والتحالف تارة والانقلاب
على بعضهم البعض تارة ساءت العلاقة بين تحالفات الاخوان والسادات حتى قام السادات
بتشجيع نشاطات الإخوان لمواجهة المد الشيوعى فى المجتمع المصرى، مما أعطاهم الكثير
من الفرص لتحقيق أهدافهم السياسية للتغلغل داخل أوصال الحياة السياسية والاجتماعية
والنشاطات النقابية، حتى باتت جماعة الإخوان المسلمين صداعا فى رأس حكم السادات،
خاصة بعد توقيعه لاتفاقية كامب ديفيد، التى كانت القاضية على علاقة الإخوان بــ"السادات"، فانقلب
عليهم بعدما ناهضوا اتفاقياته ونشاطاته من أجل تحقيق السلام، وشجعوا القوى
المختلفة معه على الانقلاب ضده فبدأ فى اعتقالهم وسجنهم مع بقية الفئات المعارضة
لاتفاقية السلام، من أجل اتمام خطواتها دون أية عراقيل، فكان اغتيال السادات هو
الرد في حادث المنصة في 6 أكتوبر 1981 على يد جماعة الجهاد التى نمت وترعرعت فى حضن
الإخوان المسلمين، ذلك المارد الذى أخرجه بيديه من القمقم.
الإخوان
والوفد.. شهر العسل الذى لم يدم طويلاً
التحالف الأنجح والأشهر فى تاريخ
الجماعة فى عام 1984 قيبل انتخابات مجلس الشعب تحالفوا مع حزب الوفد فى الانتخابات
النيابية
والتى جاءت فى السويس بالنائب
المشهور المهندس محمد طايع ممثلا لحزب الوفد وحصدوا
مجتمعين 59 مقعدا في مجلس الشعب من مجموع 448 عضوا أي حوالي 15% من نسبة المقاعد،
رغم أن الجماعة قبلها لم تحصد سوى مقعدين فى برلمان 78، إلا أن محاولة الاخوان فى
الدخول والسيطرة على حزب الوفد لم تنجح وأجبرهم الراحل فؤاد باشا سراج الدين على الانصياع للوفد
والخضوع للقائد الشرعى للمعركة.
ثم تحالفت مع حزب العمل عام 1987 بعدما تسللوا
رويدارويدا داخل تنظيمات الحزب
والتى جاءت فى السويس
بعبد الغنى السمان وعادل الحداد عن
الحزب الوطنى وعبد العظيم مغربى عن الاخوان
وفاروق متولى مستقل
ونجحوا في
الهيمنة والسيطرة الكاملة على كل مدخلات ومخرجات النشاط العام والخاص داخل الحزب
حتى تم إيقاف نشاط الحزب عن المشاركة السياسية فى مصر وتمت مصادرة جريدته واعتقال
العديد من أعضائه والتى كانت تعد انتقاما من المهندس إبراهيم شكرى وأحمد حسين
ونجحوا فى تدمير الحزب، بعد أن حصدوا بالتحالف بين مسمى حزب العمل وحزب الأحرار 60
مقعدا عام 1987 من إجمالي 448 مقعدا فى انتخابات مجلس الشعب.
الإخوان والأقباط.. وأسلمة الحوار
بدأت محاولات من جانب جماعة الاخوان المسلمين فى
التقرب للأقباط عام 1991 واستمرت لمدة ثلاثة شهور وكانت المقابلات تتم كل يوم
ثلاثاء، وكان يمثل الجانب القبطي الدكتور ميلاد حنا، امين فخري عبد النور، وليم
سليمان قلادة، انطون سيدهم ، فيليب جلاب، وماجد عطية، وكان يمثل الإخوان
حامد ابو النصر المرشد العام ، مأمون الهضيبي نائب المرشد، محمد عمارة، سيف
الإسلام حسن البنا، وصلاح عبد المقصود.
|
السيد مأمون الهضيبى الزعيم الإخوانى |
وقد انسحب المرحوم انطون سيدهم بعد الجلسة الاولي
نافرا من لغة الحوار المشبعة بالمصطلحات الإسلامية، وانسحب المرحوم فيليب جلاب بعد
الجلسة الثانية قائلا "الحوار مع الإخوان مثل الحرث في البحر وبعد ثلاثة شهور
لم يصل المجتمعون إلي نقطة اتفاق واحدة".
بينما كانت المحاولة الثانية كانت عام 2007 بين
يوسف سيدهم وامين فهيم وبعض قيادات الاخوان وبترتيب من محمد عبد القدوس وانتهت
بدون نتائج أيضا، وكانت أقرب إلي الحوار الشخصي مع المهندس يوسف سيدهم والذى أرادوا
منه استخدام جريدة وطنى فى تقديم صورة مختلفة عنهم للأقباط .
الإخوان والبرادعى .. قبلة الحياة أم رصاصة الرحمة؟
رحبت جماعة الاخوان المسلمون بمجيء الدكتور محمد
البرادعى الوكيل السابق لهيئة الطاقة الذرية ، ورأت أن تحالفهم معه ومع الجمعية
الوطنية للتغيير يصب فى مصلحتهم باستغلالهم للشعبية التى حققها الرجل الأول سابقا
فى هيئة الطاقة، وخمن البعض وقتها أن التحالف يعطى الجماعة قبلة الحياة والتى باتت
محظورة رسميا .
ودشنوا معا حملة جمع التوقيعات على المطالب السبعة
للتغيير ورغم تنكر الجماعة لتلك المطالب بعد وصولهم لسدة الحكم، الا ان التحالف لم
يستمر طويلاً وقامت ثورة يناير والتى غيرت تركيبة الخريطة السياسية فى البلاد، وانتقلت
بهم من السجن ألى القصر، او بمعنى أدق من النومة على البورش إلى الجلوس على العرش .
ظل الاخوان يداعبون امن الدولة فى عهد مبارك من اجل الحصول على مكان فى البرلمان فحصلوا على 88 مقعدًا ثم كان التزوير المفضوح فى انتخابات 2010 التى كانت القشة التى قصمت ظهر البعير
الان الاخوان فى الحكم هل يستخدمون القوة والعنف فى
التعبير عن رايهم ؟ سؤال المقال القادم ان
شاء الله
لكم تقديرى ولمصر الحب كله
عربى
السمان
.