المشاركات الشائعة

الأحد، ديسمبر 16، 2012

( 408 ) لماذا تجب لا للدستور 3

صدر العدد الاول فى 16/1/2010

                                              اصدقائى الاعزاء
 يقول الاستاذ الدكتور ضياء رشوان مخاطبًا المواطن المصرى :
         شعبُنا لن يُخدعَ مرة اخرى
 كفاية اللى حصل فى مارس 2011
أخى وصديقى وجارى وزميلى، بالمذكر والمؤنث، ابن مصر البار فى كل محافظاتها ريفاً وحضراً، أنت اليوم البطل الوحيد والقادر دون غيرك على اختيار مستقبل بلادك وأهلك وأحبابك وزملائك، فلا تنخدع مرة أخرى.

خدعوك قبل عام ونصف العام فى مارس 2011 عقب ثورتك العظيمة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية، فقالوا لك إن موافقتك بـ«نعم» ستأتى لك بالاستقرار الذى تتوق إليه، وبلقمة العيش التى غابت عنك وبالأمن الذى تركك وحيداً، وها أنت حتى اليوم مازلت تعانى من الفوضى والفقر والخوف ومعها سيطرة جماعة وبعض حلفائها على كل مقدرات البلاد. خدعوك فى ذلك الاستفتاء الذى أضاع من عمر ثورتك وعمرك عشرين شهراً بقولهم إن «نعم» ستدخلك الجنة وإن «لا» ستلقى بك فى النار، وكأنهم مفوضون من رب العباد فى حساب الناس قبل يوم الحساب وتوزيعهم على الجنة والنار. وكانت النتيجة أنك عشت فى هذه الدنيا عشرين شهراً من جحيم أوضاع البلاد الأمنية والاقتصادية والسياسية المتدهورة، وإذا بهم هم أنفسهم يتراجعون عما قالوه حينها ويعترفون بأن «نعم» التى دعوك إليها كانت هى سبب كل المعاناة التى عشتها طوال الشهور العشرين.
واليوم مع هذا المشروع المعيب، دستور صنعه هؤلاء أنفسهم الذين خدعوك بالأمس، وحدهم ودون اشتراك منك ولا من أى قوة سياسية أو حزب يمثلك، هاهم يحاولون خداعك مرة أخرى.
يخدعونك فيقولون إن دستورهم سيحررك ويأتى لك بالديمقراطية، وهم يصنعون فيه فرعوناً جديداً هو رئيس الجمهورية، الذى له فيه من الصلاحيات ما يفوق المخلوع الذى استبد بك ثلاثين عاماً عجافاً.
يخدعونك فيقولون إن دستورهم سيوفر لك عيشاً وكرامة وعدالة اجتماعية، كانت هى شعارات ومطالب ثورتك ضد النظام الساقط، بينما هم يوفرون فيه أساساً دائماً لاستغلالك وحرمانك من حقوقك الأساسية فى العمل والأجر العادل والسكن والعلاج الكريم، ولا عجب فهم لا يختلفون كثيراً عن النظام السابق فى انحيازهم للأغنياء والمستغلين. ويكفى أن ترى ملمحاً من سياستهم هذه فى قانون زيادة الضرائب الذى أصدروه بليل ثم خافوا منك فتراجعوا فيه، وزادوا فيه على كاهلك أسعار أكثر من خمسين سلعة وخدمة.
يخدعونك فيقولون إن دستورهم سيوفر لك ولأبنائك العمل والأجر والسكن والعلاج، وهاهم فى البرلمان والحكم منذ نحو عام، وأنت وحدك العارف بأحوالك التى تزداد كل يوم تدهوراً، فهل كانوا ينتظرون دستورهم حتى يخففوا عنك أعباء الحياة وهم يملكون كل شىء؟
يخدعونك فيقولون إن دستورهم سيحكّم شرع الله فى مصرنا التى ذكرها الله فى قرآنه الكريم وأوصى بأهلها رسوله، صلى الله عليه وسلم، وكأنها لم تعرف هذا الشرع الحنيف إلا معهم، وكأن مئات الملايين من أهلها منذ أن دخلها الإسلام كانوا على باطل أو كفر وهم وحدهم الذين سيدخلونهم إلى صحيح الإسلام. وإذا كانوا صادقين فى زعمهم هذا فلماذا لم يصدر رئيس الجمهورية - ومعه كل الصلاحيات التشريعية - قوانين بتطبيق ما يقولون إنه الشريعة الغائبة عن بلادنا، ولماذا يرفع فى قانونه الملغى بزيادة الضرائب نسبة الضريبة على الخمور والقمار ولم يقم بمنعها وهى المخالفة للشريعة كما يعلمون؟!
يخدعونك فيقولون إن دستورهم سيحمى البلاد من مؤامرة يدبرها معارضوهم لهدم الدولة ومؤسساتها، وهم فيه يهدمون السلطة القضائية وهيئات الرقابة على الحكومة والصحافة والإعلام ويضعونها جميعاً تحت أقدام رئيس الجمهورية.
يخدعونك فيكذبون بأن دستورهم هو حصيلة لمشاورات مع جميع القوى والفئات والأحزاب فى البلاد، وهأنت ترى بعينيك أن من يقولون هذا الكلام ليسوا سوى فريق واحد وبعض تابعيه فى مواجهة شعب بأكمله، جرب بنفسه خلال الشهور السابقة كيف يتصرفون فى شؤون الدولة وهم مهتزون، وكيف يتهمون الناس وليس لديهم من دليل واحد، وكيف يصدرون قرارات ويتبنون سياسات ثم عنها يتراجعون، وكيف يتعدون على سلطات الدولة وعلى معارضيهم السلميين.
أنت اليوم الوحيد القادر على اتخاذ القرار بأن تتركهم يخدعونك مرة أخرى فتهوى البلاد والعباد إلى حيث يعلم الله وحده، أو بأن تواجه خداعهم المستمر بكلمتك التى ستدفعنا مرة أخرى إلى طريق الثورة الحقيقى، طريق «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية
      لكم منى كل التحية ولمصر الحب كله
                                      عربى السمان

ليست هناك تعليقات: