لمبه سهّارى http://lambahsahary.blogspot.com
صديقى العزيز
ونحن نتجول فى مدينة السويس واثناء اعداد العدد الثامن من هذه المدونة ، حمل الىّ الهاتف النقّال خبرا اسعدنى واثلج صدرى ؛ اذ اخبرنى اخى الدكتور محمود عبد الوهاب السمان بفوز( زوجة أبينا ) السيدة /( حياة عبد الحفيظ المصرى) بالام المثالية على مستوى محافظة قنا والثالثة على مستوى الجمهورية كم اسعدنى هذا الخبر واسعد من حولى وهنا قفزت الى زهنى الآية الكريمة( ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا ) .
السيدة حياة عبد الحفيظصديقى العزيز قارىء المدونة
ان قصة حياة هذه السيدة العظيمة تستحق منا وقفة فى استراحة جلوسًا على اسوار كورنيش النيل بالسويس حيث كانت ــ اطال الله فى عمرها ــ تفضل ؛ لنتسامر قصةَ كفاحها معنا مع عشرة ابناء ثمانية منهم صبيان وبنتان اثنتان . كيف ؟؟؟!!!
*بدأت القصة فى أواخر الخمسينيات من القرن الماضى عندما توفيت الى رحمة الله والدتنا نحن الخمسة الاوائل فى الترتيب اثر مرض ( المرارة ) وفى ذلك الوقت كانت مصر لاتزال تعيش المدّ الثّورى و تزامن معها العدوان الثلاثى على مصر؛ فساد الظلام حياتنا باطفاء جميع الانوار خوفا من الغارات الجوية اضافة الى ظلمة الحياة بعد وفاة والدتنا رحمة الله عليها السيدة ( محفوظة المصرى ) لاحظ تشابه الاسم مع اسم السيدة حياة .
واصغر الخمسة طفلٌ رضيع لا حول له ولا قوة ولكن الله جعله همزة الوصل التى جمعتنا بالسيدة العظيمة حياة عبد الحفيظ وزرع الله المحبة والعطف على هذا الطفل فى قلبها فهى التى كفلته تضامنا مع جدتنا لامنا التى صممت ان تأخذه معها لترعاه .
ام باقى الاسرة فقد كنا فى رعاية الجدة الاخرى ( جدتنا لابينا ) ولمدة ثلاث سنوات ظلت حياتنا وحياة ابينا تتقلب بين اقاربنا كلٌ يساهم ويساعد فى رعايتنا ؛ حتى جاءت اللحظة التى وافق والدنا على الزواج من اخرى
لتكمل معه الرسالة والحياة بعد طول رفض( خوفا مما يسمعه من مكائد زوجة الاب ) فى حياة الابناء.... وهنا تدخلنا جميعا فنحن اصحاب المصلحة فى ترشيح بنت خالنا فتاة السادسة عشر من العمر فى ان تدخل حياتنا زوجة لابينا وامًا حنونا لنا جميعا ؛ وكانت العقبة التى من الممكن ان تعطل ذلك هى عدم موافقتها ؛؛؛؛
فمن تلك الفتاة التى تضحى بحياة الاستقلال مع زوج بمفرده ؟؟ من تلك الفتاة التى ترضى بزوج فى الاربعين من عمره وهى فى السادسة عشر ، وليس بمفرده بل معه خمسة ابناء كلهم صبيان اى انهم لا يعرفون شيئا عن الشئون المنزلية ؛ من تكون سواها السيدة ( حياة عبد الحفيظ المصرى ). المساعد اول شرطة عبد الوهاب زوج السيدة حياة عبد الحفيظ
وهنا كانت المفاجأة الجميلة منها عندما وافقت وكانت الفرحة الكبيرة
وبدأت قصة الكفاح .
والدنا رحمة الله عليه مساعد اول شرطة أى انه ينتمى للطبقه المتوسطة ان صح التعبير ولكن كان مؤمنا بان سلاح اى انسان هو التعليم وليس التعليم المتوسط انما التعليم العالى وقد ساعدته الظروف التى تمر بها مصر من المد الثورى الذى طال التعليم فى مصر حيث مجانية التعليم
جريدة الاخبار تنشر الخبر
فتخرّجَ الابناءُ كلهم فى الجامعة (عشرة ابناء ) خمسة قامت بتريتهم هذه السيدة العظيمة وخمسة انجبتهم من ابينا واستطاعت بحكمة ابينا وثقافتها فى الحياة برغم من عدم حصولها على مؤهل دراسى ان تجعل جميع الابناء يذوبون فى بوتقة واحدة لدرجة ان جميعنا كان يتسابق فى نيل رضاها ومساعدتها فى شئون المنزل مما ترك اثره فينا فيما بعد فنشأنا معتمدين على انفسنا فى حياتنا وزرعت فينا محبة لن يستطيع خيال كاتب مهما كانت عبقريته ان يعبر عنها والاعجاز فى هذه المحبة التى زرعتها فينا انها مستمرة حتى الآن.
عشرة ابناء منهم اثنان للتربية والتعليم ( تربية وآداب هما :
اولا : الابن الاكبر العربى السمان ليسانس آداب آخر منصب تولاه مدير عام ادارة بهيئة تعليم الكبار بالسويس .
والثانية كبرى البنات كوثرالسمان ليسانس آداب وتربية وكيلة مدرسة اعدادى) .
ثانيا : اربعة مهندسين ( واحد للميكانيكا وهوالمهندس محمد السمان آخر منصب تولاه رئيس قطاع الانتاج بشركة مصر ادفو للب الورق .
، واثنان للزراعة هما المهندس عبد الرحمن السمان آخر منصب تولاه مدير عام مكتب السيد وكيل وزارة التعليم بقنا والثانى المهندس عبدالرازق السمان آخر منصب تولاه مدير ادارة ببنك الائتمان الزراعى بقنا . وواحد للهندسة المدنية هو المهندس خالد السمان مهندس مقاول بمحافظة حلوان ) .
ثالثا : وطبيب واحد هو الدكتور عبد التواب السمان رئيس قسم الامراض الجلدية بالمستشفى العام بقنا ( والجدير بالذكر انه الطفل الرضيع الذى تربى فى احضان هذه السيدة العظيمة وكان سببا فى قبولها رعايتنا ).
رابعًا :واخ واحد يحمل الدكتوراه فى التاريخ هو الاستاذ الدكتور محمود السمان بجامعة جنوب الوادى .
خامسا : واثنان للتجارة ( بكالريوس هو احمد السمان ودبلوم ليلى السمان ــ ربة منزل ــ) .
صديقى العزيز قارىء لمبه سهّارى:
هذا ملخص بسيط لقصة حياة سيدة عظيمة كرمتها الدولة باختيارها اما مثالية على المحافظة قنا والثالثة فى الترتيب العام على مستوى الجمهورية بدأت من اوخر الخمسينات من القرن الماضى ولازال عطاؤها متواصلا حيث اصبحت قدوة لزوجات ابنائها فحملن بفضلها راية العطاء الذى بلا حدود . شكرا لدولتنا على التكريم
وفى العدد القادم نلتقى ان شاء الله مع تكريمها وبعضا من جوانب الاعباء التى القيت عليها فى العدد التاسع من المدونة
http://lambahsahary.blogspot.com/
مع اجمل تحياتى &
العربى السمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق