المشاركات الشائعة

السبت، أبريل 26، 2014

( 478 ) اطلالة سياسية على لبنان واسامة السحيتى

صدر العدد الاول فى يناير 2010

    كم عبدًا .... على اعتاب بعبدا 

      الاصدقاء الاعزاء  العنوان  لمقال  وتحليل سياسى للاستاذ  اسامة السحيتى 
  يتناول فيه الموقف اللبنانى الحالى برؤية جديدة حديثة نقرأ سويا مع ضرورة الشكر للصحفى الكبير محمود الجمل لترشيحه المقال لمدونة ( لمبه سهارى ) 
  كم عبدا    على اعتاب بعبدا   بقلم   اسامة  السحيتى 
الاستاذ اسامة  السحيتى 


اذهلنى العماد مشال عون عندما تحدث ساخرا فقال قطعنا
قاصدا الحريرى وقال انه انتهى ولن يعود ... واتهم الحريريين بالفساد والاغلاق على مؤسسات الدولة وإفقار لبنان وشل اركانها . بل وأصدر كتاب بعنوان ( الإبراء المستحيل ) هاجم فية الحريرية السياسية واتهمها بالفساد والتجاوزات فى مائتين وستين صفحة هى عدد صفحات كتابه الإبراء المستحيل . وبقى السؤال . من انشأ ودعم مؤسسات الدولة فى لبنان ومن هو صاحب الفضل فى ان تكون لبنان دولة بعد ان قطعت احشاءها الحرب الاهلية ؟؟؟؟
المقزز ان رئيس تكتل التنمية والإصلاح عاد اليوم للظهور مغازلا الحريريين فى سعد الدين الحريرى بمنتهى اللطف معلنا أن الحريرى كان رجلًا شجاعا وانه هو الذى ساهم بشكل كبير فى تسهيل تأليف الحكومة الحالية . ليعترف ان ما قاله وكتبه واعلنه عن فساد سعد الدين الحريرى والحريرية السياسية كان مجرد هفوات نزاع سياسى . اليوم الصراع ليس بين العماد عون والحريرى وانما الصراع بين عون و جعجع فلا مانع من اصدار كتاب جديد عن فساد الجعاجعه وكسب ود الحريرين بالمغازلة السياسة .
                      
لبنان ياحبة القلب الى اين ؟؟ 
المتتبع لتاريخ مشال عون يرى ان هذا الرجل يلعب بجميع الاوراق المتاحة أمامة . كأنة السياسى المخضرم الذى يمتلك جميع كلمات المرور . والحقيقة انه بالفعل
 يستطيع أن يلعب بجميع الاوراق ولكن دون تحقيق اى مكاسب





             
العماد ميشيل عون 
فمنذ الإجتياح الإسرائيلى لبيروت عام 1982 وتعزيز التواجد الإسرائيلى فى الجنوب اللبنانى على مدى سنوات تم خلالها تنفيذ اكثر من الف هجوم جوى على لبنان واستهدفت قوات ميشال عون نفسه. الأ اننا نرى عون مشغولا تماما بالتواجد السورى فى شمال لبنان . حتى انه اعلن رفضه لإتفاق الطائف الذى كان فرصة جيدة للمصالحة ولم الشمل فما قضى به اتفاق الطائف من توزيع السلطة والسماح بالمشاركة السياسية لكل الأطياف فى لبنان كان فرصة عظيمة لتداول السلطة وإستقرار الاوضاع . وبإعتبار ان تواجد الجيش السورى فى شمال لبنان هو نوع من الموازنة الإستراتيجية المضادة للتواجد الإسرائيلى فى الجولان شمال الشرق والسيطرة على شبعا جنوبا . ولكن عون عاد من الطائف مخالفا الإتفاق ومستعينا بدعم من قواد حزب البعث فى العراق ليخوض حربا ضد حافظ الاسد معللا اسباب الحرب بأنها حرب للتحرير
كما نرى احد القادة يخوض حربا ضد دولة عربية من اجل الغاء التوازن الإستراتيجى العسكرى لصالح إسرائيل !!!! وكما حدث من قبل مع جيش لبنان الجنوبى او الجيش اللبنانى الموالى لإسرائيل بالتعاون مع حزب الكتائب اللبنانية . فالجميع له مبرراتة الواهية لتعليل أسباب الخيانة والعمالة ..
سمير جعجع النائب اللبنانى 

فى رأى انه من الواضح ان عون لم يكن يعمل من اجل لبنان الوطن . لأن لبنان تعيش كطوائف لا كمواطنين . ومشال عون استغل هذه التركيبة فى تطويع بعض الامور لنفسة . والسبب الحقيقى هى علاقة عون بفرنسا والتى استضافته لخمسة عشر عاما . والتى كانت تسعى مع أمريكا وانجلترا لتحقيق حلم الاوطان الثلاث فى الشام وهو تقسيم الشام الى ثلاث دويلات .
 الاولى لليهود فى فلسطين والثانية للأرمن ( المسيحين ) فى لبنان والثالثة للمسلمين فى سوريا ) .
 فلم يكن عون مشغولا بحرب اليهود فى الجنوب اللبنانى لأن الحرب الحقيقية التى يسعى له كعميل موعود برئاسة الدولة المسيحية فى لبنان هو ان يحصل لبنان على استقلاله وان يكسر السطوة السورية فى الشمال فيسهل تحقيق حلم الدول الثلاث اليهودية فى فلسطين والمسيحية فى لبنان والاسلامية فى سوريا .
مغزى ما سبق . انه بعد ان اجبرت القوات الجوية السورية ميشال عون مغادرة قصر بعبدا الذى كان مختبئًا فية بعد انكشاف مخططه وبعد ان استغلت سوريا الوضع فى الكويت بعد إجتياح صدام حسين لأراضيها وعقد صفقة مع امريكا وهى ان تنضم سوريا لقوات التحالف ضد العراق مقابل القضاء على ميشال عون فى قصر بعبدا . وكالعادة فالندالة الامريكية دائما تعلوا على سطح الموقف . وبالفعل هرب ميشال عون الى فرنسا وظل هناك لخمسة عشر عاما . لم يمر يوم فيها الا ووجّه عون لحزب الله وسوريا والقيادة فى لبنان وابلًا من الشتائم والسباب والإتهامات بالعمالة والخيانة . ومحاولات بث الفرقة واشعال  الفتنة بين طوائف لبنان التى من طباعها انها مشتعلة دائما ودون الحاجة للنفخ فيها . ونرى مشال عون بعد عودتة الى لبنان فى 2005 و بعد خمسة عشر عاما . ليظل صامتا تماما حتى موعد اغتيال رفيق الحريرى فى شباط من نفس العام . فيخرج بكل قوة ليوجه الإتهامات للنظام السورى بتنفيذ عملية الإغتيال . ثم بعد يومين فقط يقفز ليرتمى فى أحضان حزب الله ويعظم قائد سوريا معللا ذلك ان الاحتلال السورى قد انتهى ويجب ان يكون هناك علاقات طبية بين البلدين . ثم يبدأ صراعا سياسيا مع الحريريين وهو الذى ثار لموت زعيمهم لمدة يومين فقط ؟؟
العجيب انه عندما سئل ( وماذا عن اتهامه الموجة للنظام السورى بتنفيذ عملية إغتيال الحريرى ) لم يُجب وأختفى هذا تماما من قاموس عون السياسى .؟؟!!
وفى عام 2008 وبعد عودتة للحياه السياسية فى ظل مؤيديه او مؤيدى الدولة المسيحية المنشودة . طلب مقابلة حسن نصر الله واستطاع ان يصل لإتفاق مع نصر الله كان على أثره اجتياح حزب الله وحركة أمل لبيروت . وعلق على ذلك بأنة إستعمال مشروع للسلاح للدفاع عن النفس .
الشهيد رفيق الحريرى 

بالطبع فى عقل عون ان هجوم الشيعه على الجماعه السنية والحريرية هو أمر مشروع  ولم لا فقد صرح ميشال عون ان هناك تشابها بين عاشوراء والام المسيح وصرح أن الحسين والمسيح مسيرتان للخلاص !!!!!
إندلعت الثورة فى سوريا ولم يجد عون مفرا من الوقوف الى جانب النظام السوري وقال بالنص ( لا يمكن نعت الحكم في سوريا بالقمعي لأن القتل يكون جماعيا عندما يقوم بقتل متظاهرين، ولكن عندما يكون تخريب يكون القتل محدودا ) فقد قدر الأمور حق تقديرها ولو اعلن غير ذلك لخسر كثيرا على الصعيد السياسى داخل لبنان مما قد جمعه من 2005 وحتى وحتى اندلاع الثورة فى سوريا .
بمنتهى البساطة . يمكننى القول ان العدو الاول لمشال عون داخل لبنان هى الطائفة السنية والخلاص منها هو اولى الطرق لتحقيق حلم الدولة المسيحية داخل لبنان .
مسرحية الصراع الحالى بين جعجع وعون تدخل فيه الاسهم الانجلوفرنسامريكية بنسبة كبيرة . وعون يعمل عمل الخادم المطيع على الرغم من انه يعلم جيدا مصير من يعمل تحت الغطاء الامريكى الأ ان حلم مشال عون اكبر من اى حذر واعظم من اى حتياطات .
إن هذا الرأى فى ميشال عون ليس فى صالح المنافسة . فأنا اعلم جيدا ان سمير جعجع ليس ملاكا ويلعب بأوراق الطائفية أيضا ومن أجل نفس الاهداف ..... و الأكيد ان كل من عون وجعجع شيطانان . يبغيان العبودية طالما ستوصله لقصر بعبدا الذى سيمكنه من تحقيق حلم الدولة الارمنية .

عرائس الماريونيت التى تحركها اصابع امريكا . حزب الله يدعم عون والاخوان المسلمين يدعمون جعجع . منتهى السخرية من مقدرات الوطن الأكبر . وخطوة أخرى فى طريق الوطن العربى الكبير ..
     * تعليق : كل مصرى يعيش ايام ثورة الثلاثين من يونية ويستعد الان لاتمام خريطتها للمستقبل لاشك انه يتمنى ان تعبر لبنان الصعاب التى تنتظرها بدون خسائر وان تُحسن اختيار من يمثلها .
                                      لكم احترامى ولمصر الحب كله 
                                  عربى السمان 

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

أستاذنا الفاضل الفنان عربى السمان . لا استطيع ان اقدم شكر يتناسب مع حجم هذا الابداع الذى اظهرت بة مقالى والذى شرفتنى بنشرة على صفحات مدونتكم الرائعه . كل ما استطيع قولة ان المقال نشر فى عدد من المواقع كل ما فعلتة هو اننى شاهدت هذة المواقع بنظرة عابرة بصفتى كاتب المقال . ولكنى عندما شاهدت مقالى بهذا النشر المحترف على يدكم الكريمة . اجبرتنى أن اعيد قراءة المقال فى ثوبة الجديد وكأنى لم أكتبة وكأنى أقرأة لأول مرة .
تحياتى اليك استاذنا الفنان واشكر لك مجهودك الرائع ودمت لنا