صدر العدد الاول فى يناير 2010
المناضل
الحريرى الانسان
شهادة حق لرجل فى دار الحق
عاش دنياه مناضًلا من اجل الحق
فى دار ليست على حق .
أتفق مع ما جاء
برسالة المحاسب السيد شحاتة تحت عنوان «شارع الحريري
والتى يطالب فيها
بإطلاق اسم المرحوم أبو العز الحريرى على أى من شوارع محرم بك بالإسكندرية، تقديرا
لمواقفه الوطنية، وهناك العديد من الشوارع ـ على حد علمى فى هذا الحى العريق تحمل مسميات
قد يمكن الاستغناء عنها وإطلاق اسمه عليها، كشارع الرصافة أو شارع جرين.... إلخ
وللمناضل الحريرى
واقعة شخصية إنسانية معي، أتذكرها كلما شاهدته ـ رحمه الله ـ على شاشات الفضائيات وأنا
اسمعه بنبرات صوته المميز، وأبصر عينيه الهادئتين المعبرتين، وأتساءل كيف لهذا الأسد الجسور داخل أرجاء مجلس الشعب ، أن يحمل
بين جنبات جسده ذلك القلب الإنسانى الحاني!!؟
أما الواقعة، وقد
مضى عليها نحو 35 عاما، فكانت بالقطار، وأنا فى طريقى إلى الإسكندرية ومعى ابنتى الصغيرة
ذات الأعوام الثلاثة وكان هو فى المقعد المجاور للنافذة وأخذ يداعبها ، وأصر ( دون
سابق معرفة) على أن يترك مقعده لأجلس عليه وعلى ركبتى ابنتى لتشاهد وتستمتع بما تراه ومع حلول المساء ، غفلت الصغيرة، فما كان منه إلا
أن غادر مقعده ليترك لها متسعا للنوم ورغم إعتراضى بشدة على تركه مقعده، علل رحمه الله
ما فعل بحجة توجهه مع اثنين من زملائه أعضاء المجلس الى المكان الفاصل بين عربتى القطار،
ليتبادلوا الحواربشأن ما دار فى جلسة اليوم
بالمجلس .
وظل بعيدا عن مقعده
حتى أشرف القطار على دخول المحطة النهائية، وكنا فى فصل الشتاء ورذاذ المطر أخذ فى
التزايد، وأنا أحمل إبنتى ومعى حقيبة يد صغيرة، ومع إنصراف كل منا إلى حاله كررت له
الشكر، وبعد برهة فوجئت بشاب يلاحقنى ويخبرنى بأنه سائق التاكسى الذى يستقبل عادة الأستاذ
، وأنه كلفه بتوصيلى الى حيث أريد ، فشكرته رافضا ، لكنه لم يستجب ـ كتعليمات الأستاذ
على حد قوله، وانتزع الحقيبة من يدى فأخذت أبحث بعينى عن الأستاذ وسط إزدحام المحطة
وهطول الأمطار وتسارع الركاب فى الخروج ، فلم أجده، وكانت المرة الأولى والأخيرة التى
أقابل فيها المناضل أبو العز الحريرى رحمه الله
أخيرا فكم يتمنى المرء من العازمين على الترشح
فى الإنتخابات القادمة إن عاجلا أو أجلا، أن يقرأوا سير وتاريخ نواب برلمانيين سابقين،
سواء فى برلمانات ما قبل ثورة 1952 من أمثال عزيز فهمي، وإبراهيم شكري، أو فى برلمانات
مابعدها من أمثال علوى حافظ ، ممتاز نصار ، محمود القاضي، أبو العز الحريرى رحمهم الله،
وخالد محيى الدين، شفاه الله وعافاه، وذلك لكى يقتدوا بهم ويسيروا على نهجهم
جلال إبراهيم عبدالهادى ـ مصر الجديدة
*شكرا للاستاذ جلال فهذه شهادة حقيقية ؛ شهادة حق لرجل فى دار الحق
عاش دنياه مناضًلا من اجل الحق فى دار ليست على حق .
رحم الله المناضل العنيد ابو العز الحريى
والذى لو ان الله توفاه فى زمن الاخوان
ماكنا سمعنا حتى بموته فالحمد الله انه رحل وتركنا وحالنا طيب آخذ فى
التحسن شيئًا فشيئًا .
لكم احترامى وتقديرى ولمصر الحب كله
عربى السمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق