ظاهرة مجدي عثمان ..؟
رجال
الاعمال ودورهم السياسى فى السويس
الاكثر صرفًا للحصول على المقعد النيابى
المهندس على سليمان والرموزى دون فائدة
الكاتب الصحفى محمود الجمل |
( د ) دعونا نتفق علي ان
السويس تعاني من ازمة كبيره تتمثل في تراجع
اعداد رجال الأعمال الذين يتصدون للعمل العام
ويحرصون علي اداء ادوار اجتماعيه متميزه بغض النظر عن الطموحات السياسيه او
ان تكون هذه الادوار مجرد مقدمه للدخول في
المعترك الانتخابي والحصول علي عضوية البرلمان
,
باعتبار ان هذه العضويه شكل من اشكال الوجاهه الاجتماعيه او الحصانه .
رجل الاعمال مجدى عثمان مرشح النواب |
وفي تاريخ السويس الحديث , اي عبر المائة
عام الأخيرة ’ شهدت المدينه نماذج لوجهاء وملاك كبار للأراضي
, قدموا للسويس خدمات حقيقيه
وحققوا علي الأرض انجازات لاتزال شاهده علي ماقاموا
به ولعل المثال الاقرب للذهن
هو " شحاته باشا سليم " الذي قام بالتبرع بمبلغ " 37 الف جنيه "
من اجل بناء مستشفي الصدر في موقعها الحالي , وكان يمكن بهذا المبلغ شراء خمسمائة فدان باسعار ماقبل عام 1940 . ايضا كانت جمعية المواساه التي تأسست بالسويس عام
1929 هي نتاج جهد وجهاء هذا الزمن
المهندس محمد طايع |
, وكانت
روح العمل الجماعي هي المسيطره , بعيدا عن التشاحن او التكالب علي عضوية المجالس البلديه
او السعي للنجاح في الانتخابات النيابيه .
في تاريخ السويس الاكثر
قربا وبالتحديد منذ عام 1964 , شهدت السويس
صعود نجوم جدد في عالم السياسه كان ابرزهم
المحامي الشاب " محمد ابوالمجد مرزوق "
فاروق متولى |
والذي خاض
انتخابات مجلس الأمه عام 1964 في مواجهة المهندس " جمال سعد " الأمين العام للأتحاد
الأشتراكي , وكاد ان يحقق فوزا مؤزرا عليه , الا ان السلطه اّنذاك تدخلت من اجل انقاذ
مرشح السلطه وممثلها واسقطت المرشح
الشاب
,. الذي بات نجما في عالم السياسه وزعيما
,
عبد الغنى السمان |
ومالبث بعد ذلك ان تم اختياره في
زمن لاحق امينا للأتحاد الأشتراكي وظل في موقعه حتي صدور قرار عودة المنابر ثم الأحزاب
, ثم تم اختياره في قائمة الحزب الوطني في انتخابات 84 والتي فاز فيها المهندس محمد طايع
بعد تصدره قائمة حزب الوفد . ثم خاض انتخابات عام 87 ودخل
في معركة اعاده عنيفه مع المرشح القوي فاروق متولي , الذي سبق له خوض
انتخابات 76
والفوز علي المرشح المقرب من الرئيس
السادات المرحوم " احمد حلمي
بدر "
احمد حلمى بدر |
.. المهم
في هذا الرصد هو التأكيد علي ان الحياه السياسيه شهدت في الفتره من عام 76 وحتي
اخر انتخابات نيابيه قبل ثورة يناير
العديد من النجوم الذين تباين اداؤهم مابين فتح مقاراتهم
واستقبال الجماهير والسعي من اجل تقديم خدمات تقليديه مثل استثناءات القبول في المدارس والمعاهد وبعض الوظائف " فاروق متولي نموذجا
" او التركيز علي اداء ادوار هامه داخل المجلس بغض النظر
عن تقديم خدمات
جماهيريه " عادل الحداد نموذجا " اذ اكتفي
بدوره كوكيل للجنة الخطه والموازنه ولم ينشغل
كثيرا بالأحتياجات الجماهيريه , نظرا لأنه كان يتصدر قائمة الحزب ويعرف ان نجاحه كان
مؤكدا , وبالتالي عندما خاض انتخابات عام 90 علي المقعد الفردي حل ثالثا بعد الفائز
فاروق متولي , وحقق المرحوم د. عبدالفتاح علي
حسن المركز الثاني .
انتخابات عام 84 شهدت
صعود نجم المهندس طايع , وانتخابات 87 قدمت للمجتمع السويسي المرحوم الحاج
" عبدالعظيم المغربي " والذي كان حفل الأفطار السنوي الذي يقام باسمه سنويا جواز اعتماد لكل من يحضره , وكان غياب بعض الأسماء عن الدعوه بمثابة عدم اعتراف بهم , وكان هذا الأفطار نموذجا للسويس
الموحده او المتاّلفه , بغض النظر عن انتماء صاحب الدعوه او توجهه
.
رفعت بشير |
ايضا شهدت انتخابات
87 نجاح المرحوم عبدالغني السمان , الذي كان نموذجا للعامل
المثقف القادر علي الدخول في اعتي الحوارات الفكريه وكان مجلسه دائما حافلا بالحوار
العميق والقدره علي التحليل الجيد لكافة الظواهر
والقرارات السياسيه .
ايضا شهدت السويس نماذج
سياسيه تميزت بالثقافه وبالحضور امثال د. حسين سمير عبدالنبي , الذي كان يمكنه ان يكون نجما من نجوم السياسه
بالقاهره , الا انه اختار العوده للسويس والعمل بها وللاسف كان رهانه خاسرا , اذ انتفض
ضده معظم قيادات الحزب الوطني عام 87 عندما اعلن ترشحه علي المقعد الفردي وحقق يومها
المركز الخامس ب 1200 صوتا وكان فاروق متولي
قد حصد 2700 صوتا وحقق بهم المركز الاول ومنافسه محمد ابوالمجد خاض معه معركة الاعادة ب 2200 صوتا , كان النجاح في هذا الزمن يتم بعدة
الاف قليله من الأصوات قبل ان ندخل في عصر دخول الاعاده بعشرات الالاف
.
ايضا تصدر المشهد السياسي
اسماء مثل المرحوم احمد هلال والذي حقق حلمه في عضوية البرلمان عام 95 , ثم حسين العشي الذي نجح صلاح شلاضم في انجاحه في انتخابات الشوري عام 98 بديلا للنائب محمد حافظ , الذي عوقب علي تأييده
للمهندس طايع في انتخابات 95 التي تم تزويرها .
ايضا ظل الكيميائي عادل الدرديري منذ ترشحه احتياطيا
في انتخابات 84 وحتي تاريخ خروجه للمعاش من
عمله واحدا من محركي الأحداث بالمدينه , ويكفيه
انه كان صاحب الفضل الأول في فوز المرشح رفعت بشير في انتخابات مجلس الشعب
عام 90 , والحقيقه ان بشير ظل حتي هذه اللحظه
شاكرا للرجل صنيعه , صحيح ان هذا الدور تراجع مع انتخابات عام 2005 والتي شعدت
صعودا مدويا لجماعة الأخوان وسقوطا مروعا لنواب قدامي لم يحصدوا سوي اصوات هزيله لاتتناسب
مع حجم شعبيتهم المفترضه , اذ حقق رفعت بشير 1620
وفاروق متولي 1880 صوتا , وكانت هذه النتائج بدايه لخروجهم من الساحه الأنتخابيه وظهور جيل جديد
من السياسيين والمرشحين .
حسين العشى |
لاننسي ان انتخابات
عام 2000 شهدت صداما مروعا بين رجل الأعمال مصطفي
الرموزي والذي اعلن ترشحه في اللحظه الأخيره وكان اخر
المرشحين المتقدمين بدائرة الأربعين وانفق وقتها مبالغ تقع في خانة الملايين ولم يتخطي الرجل حاجز الألف صوت , ايضا انفق المهندس علي سليمان والذي
كان مرشحا مستقلا عدة ملايين من الجنيهات ونجح في خوض معركة الاعاده مع د. يوسف
محمد , الا انه فشل في الفوز بالمقعد النيابي نتيجه لتحالفه الخاطئ مع المرحوم
النائب السابق غريب عبدالمنعم , وكان
يمكنه الفوز لو تحالف مبكرا مع المرشح القدري رسلان ,الا ان البطء في اتخاذ القرار وتدخل اجهزه
امنيه ادي لعدم فوزه في النهايه , ثم جاءت انتخابات عام 2005 ولم ينجح حتي في دخول
معركة الأعاده وقيل ان مسئول امني كان متحكما في السويس في هذه الفتره كان سببا في
اسقاطه نتيجة خلافات شخصيه . المهم ان ملايين
علي سليمان و التي انفقها والخدمات التي قدمه مثل بناء مبني جديد للطوارئ بالمستشفي العام واقامة ثلاثة كباري علي الترعه بالقطاع الريفي لم تشفع له عند جماهير الناخبين ولم يحقق حلم عضوية
البرلمان .
تبدو المقدمه طويله
ولايزال البعض ينتظر الحديث عن " ظاهرة
مجدي عثمان " باعتبار ان بطل المقال
يجب ان يكون مثل ابطال الافلام العربيه , يبدأ ظهوره من المشهد الأول وحتي نهاية
الفيلم
, والحقيقه انه كان من الصعب الحديث عن " مجدي عثمان " كنموذج لرجل
الأعمال المؤمن بدوره الأجتماعي , بدون الأشاره الي تاريخ طويل من النجوم والمواقف
والأحداث , هذا التاريخ يؤكد ان العشرات في تاريخ السويس قدموا لها دون ان يكون هناك
ادني ارتباط بين ماقدموه وبين طموح خاص وخاصة طموح عضوية البرلمان . وان هناك العديد
من الأسماء التي نجحت في عضوية البرلمان دون ان تنفق مليما واحدا علي بناء مدرسه او
مصحه او اقامة كوبري, وان كل من انفقوا الملايين
في تجارب انتخابيه سابقه لم يوفقوا .
مجدى عثمان |
اذن نحن امام حاله يجب ان
نرصدها بعنايه وهي ان الناس وخاصة البسطاء قادرون علي فرز من يعمل معهم وبجوارهم مخلصا بغض النظر عن كونهم
سوق يصوتون لصالحه في الانتخابات ام لا , وان الناس يبحثون
عن ممثل حقيقي لهم يجدون في شخص مثل " مجدي عثمان " نموذجا للرجل المستقيم
المؤمن بأن خير الناس انفعهم للناس , وتؤكد
الوقائع والمشاهدات ان معظم مايتم بالسويس من فعاليات خدميه وبيئيه وثقافيه يتم بدعم
حقيقي من الرجل , وهو في ذلك يقدم نموذجا في العطاء بشكل تلقائي وبدون اي مظاهر استعراضيه .
واذا كان مجدي عثمان يقدم نموذجا لرجل الأعمال
المتفاعل مع مجتمعه , , فأن الأزمه سوف تظل قائمه في ظل تراجع اعداد رجال الأعمال الذين
يلعبون ادوارا اجتماعيه , اذ بات من الصعب تذكر اسم اخر نستطيع ان نقدمه كنموذج موازي
يمكنه تحمل جزء من اعباء الأحتياجات الملحه
لقطاعات جماهيريه مختلفه , والا ان نجد اسماء
اخري يحتاجها المجتمع السويسي , سوف يظل " مجدي عثمان " ظاهرة تستحق الدراسه
والمتابعه والتقدير
لمبه سهارى
ويبقى الدعاء بالتوفيق لكل من يعمل من اجل
صالح السويس وصالح شعبها الصبور وسؤال هل
يلقى رجل الاعمال مجدى عثمان مصير زميليه على سليمان والرموزى ؟؟!! ام لشعب السويس
كلمته
لكم
منى التقدير والاحترام ولمصر الحب كله
عربى السمان
.
.
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق