( 682 ) عبد الرحمن الابنودى جبرتى الشعرفى العصر الحديث

صدر العدد الاول فى يناير 2010

الابنودى .. جبرتى الشعر فى العصر الحديث.

الشاعر والاديب الكبير الخال عبدالرحمن الابنودى 

لم يكن الناقد الادبى محمد حسن يعلم انه من اواخر من تناولوا الابنودى  ولم يكن يدرى ان قلما كتب لمصر سيتوقف ... رحمةالله على عبد الرحمن الابنودى   واليكم عدد  الابنودى جبرتى الشعر فى العصر الحديث مرة اخرى  فلعل فى قراءتنا مرة اخرى للمقال تريح اعصابنا وتصربنا على فراق هذا الاسطورة الادبية 

★محمد حسن مصطفى_ السويس .

--يبدو  ان لقب  ( الخال ) قد  اقترن باسم الشاعر العربي

 عبد الرحمن الابنودى حيث  اكتسب شهرة واسعه /فى داخل

   مصر على الاقل/ ليس من السهل معها الاستغناء عنه او

 البحث عن عناوين اخرى لتجربة الشاعر  الكبير سواء شاعر

 الشعب او شاعر الارض والعيال او حتى شاعر الفقراء...

حيث استطاع ان يكسر /اعانه الله فى محنة مرضه /مجموعه

 من الحواجز التى تستحق الوقوف امامها ومحاولة استلهامها

 فهو عجينه خاصه  كما قال عنه الاديب الراحل يحى حقى

،يندر ان تجد مثيلا لها عند اقرانه من شعراء الستينات سواء

شعراء الفصحى او العاميه    

الناقد الادبى
 محمد حسن مصطفى 

..

فقد تخطى حاجز السن بالكتابه والابداع و كتب كثيرا لاسيما

بعد الربيع العربي .. وانتصر كما عودنا دوما ان ينتصر لقضايا

الوطن ..، كسر حاجز الخوف والذى قد يعترى بعض المبدعين

العرب اوغيرهم فى مراحل سنيه متقدمه،ويفضلون ان يواجه

    انظمة الحكم من هم اقل سنا ..

الفنان محمد رشدى رفيق عمر الابنودى 

استطاع الابنودى  كذلك ان يكسر حاجز اللغه /او اللهجه /بين

الدول العربيه واصبح شعره مفهوما ومتداولا لدى الكثيرين من

ابناء هذه الدول وقفز بصعيديته الى كل ارجاء الوطن حيث تقترب

 مفرداته وكلماته من اللغة العربيه فهو ابن محافظة قنا

وقرية ابنود (اقصى صعيد مصر) والتى تنعم بالصفاء اللغوى

 وتجد بين سكانها الكثير من الكتاب والشعراء والمنشدين

 والمحبين للسيرالشعبيه ..وهو احد اربعة اسماء من المبدعين

       من رفاقه الاول ممن لازموه وتنقلوا معه قبل الاستقرار فى

 القاهره/ العاصمه/ حيث  الذيوع والشهره وهم امل دنقل امير

  شعراء الرفض وايقونة المقاومه العربيه وشاعر العاميه

 عبد الرحيم منصور والقاص يحى الطاهر عبد الله والذى تحولت

  رائعته(  الطوق والاسوره )الى فيلم سينمائي من بطولة عزت

   العلايلى والنجمه شريهان ..

وكما اقترن اسمه بالخال ..ارتبط اسمه بقريته الصغيره ابنود

واصبح اسمها معروفا فى الوطن العربي كله وقد روى عنها

 الكثيرفى كتاباته النثريه فى جريدة الاهرام تحت عنوان

ايامنا الحلوه ،التى اصدرها فى عدة كتب فضلا عن احاديثه

الاذاعيه، اللقاءت الصحفيه والتلفزيونيه وزارها الكثير من

اصدقائه المقربين والمثقفين من مصر الوطن العربي

وكلما تحدث الابنودى عن قريته تجد من يريد ان يكتب

الشعر او ان يسافر الى القريه التى انجبت هذا الشاعر.

حتى ان الاديب السودانى الراحل  الطيب صالح ( كان يمازح

الابنودى كلما التقاه حرام عليك فضحت ابنود فى الدنيا

ابنود ،ابنود ..اترك القريه المسكينه فى حالها)  ...

منشد السيرة الهلالية
 من اعمال الابنودى ذات اشهرة العالية 

ولم يدع الابنودى الشاعر مهارة واحد من مهاراته الكثيره

الا استخدمها على افضل وجه وقد ادرك منذ بداياته

اهمية الاقتراب من وسائل الاعلام والصحافيين فهو ابن

الاذاعة المصريه وقدم لها الكثير من كتاباته الناجحه

ومقدمات اشهر المسلسلات الاذاعيه،مثل /الام/والذى غنى

مقدمته  المطرب النوبي الراحل محمد حمام وهو مطربه

الاول (قبل محمد رشدى ،وعبد الحليم ونجوم ونجمات

 الغناءمثل نجاة وشاديه )وحسه السياسي وجناحه النضالى

فقد كتب له اهم الاغنيات التى اعتد بها اليسار المصري

 وكوادره فى حركتهم الجماهيريه وهى اغنية /والله لبكره

يطلع النهار ياخال تماما مثل قصيدته /الاحزان العاديه فيما

بعد والتى ترجمت تعامل السلطه مع المثقفين،وقصيدة امل

     دنقل الكعكه الحجريه عن مظاهرات الطلبه حول ميدان

 التحرير خلال السبعينات  فضلا عن اغنية يابيوت السويس

 والتى تحولت الى ايقونه مصريه وعربيه للمقاومه وقد

 استعادت شهرتها ومكانتها بعد ثورة ٢٥يناير٢٠١١.

والله لبكره يطلع النهار ياخاله/

 والله لبكره يطلع النهار ياخال

وتبقى الدنيا عال /والشمس

تيجى من ورا الجبال..

بحلم بيوم  معدول يفرش ضياه ع الفلاحين

يملا صوامعهم غلال ويبيض العجين

بحلم انا سنه ورا سنه وراسنه

رغم الالم ..حلمى لاضاع منى

ولا  انتنى.

الفنان عبد الحليم حافظ
عدى  النهار غناها وغيرها للأبنودى 

والى جانب القصيده التى هى محور عالمه واختياراته

ومواقفه عرف الابنودى كشاعر غنائي احدث ضجة كبيره

وزلزال حقيقي فى الاغنيه الشعبيه .بعد ان ان كتب اغنيته

الشهيره/تحت الشجر ياوهيبه /والتى غناها صديق عمره

المطرب الشعبي الراحل محمد رشدى والذى قاسم الابنودى

مشوار حياته وله معه حكايات كثيره حيث حاول  كل من

 عبد الحليم حافظ والملحن الكبير بليغ حمدى ابعاد الابنودى عنه

حتى يتفرغ للعندليب الاسمر عبد الحليم و يكتب له

اغنيات لها تلك الروح الشعبيه الطازجه التى عرف بها.

وقد حاز الابنودى شهرة واسعه من خلال دواوينه الشعريه

والتى سجلت محطات هامه فى حياته ..بعد ديوانه الاول

الارض والعيال /١٩٦٤/ والذى نشر طبعته الاولى على نفقته

وذكر على غلافه  انه لم يجد ناشر يتولاه ..فقرر ان يطبع

 الديوان بقروشه القليله..

وراح يسجل فى اشعاره اهم انجازات عصر الرئيس جمال

جمال عبد الناصروكتب ديوان (عماليات) عن تجربة انشاء

مصانع الحديد والصلب ،الى ان استعد جيدا لنقل تجربة

 السد العالى فى ديوانه الاشهر ( جوابات حراجى القط) وهى يوميات

احد العاملين فى بناء السد ورسائله الى زوجته فاطنه وهو

النطق المحبب لاسم فاطمه فى لهجة ابناءصعيد مصر.

وقد ادرك  اهمية المحطات الكبري فى تاريخ الامه ،

 وتراه يقف فى المكان المناسب الذى ياتى فيه الشعر وكانهما على موعد

باللقاء.وتري فى اشعاره قراءه حقيقيه لنبض الوطن خلال

عهود الرؤساء عبد الناصر والسادات ومبارك ومن القدس

الى غزه الى الكويت حيث اعلن عن تضامنه القوى مع محنتها

اثناء العدوان الذى وقع عليها دون ان ينسى ان يقف امام

 رموز مناضله مثل عبد العاطى صائد الدبابات فى حرب اكتوبر،

وناجى العلى الذى كتب له ملحمه طويله بعنوان الموت على

الاسفلت.

الخال عبد الرحمن الابنودى
جبرتى الشعر الحديث فى مصر ( محمد حسن ) 

وقد حمل الابنودى على اكتافه فترة هزيمة يونيو٧ ١٩٦

وكان  شاعرها المجيد ..حيث راح يمسح جراح الوطن،

وكتب وقتهااغنية (عدى النهار ) لعبد الحليم حافظ ،

واغنية يا بيوت السويس والتى غناها محمد حمام

حيث كانت الاذاعه الوسيله الوحيده  وقتها للتواصل مع

 الجمهور وحول احد دواوينه الشعريه (انا والناس) الى

 برنامج  اذاعى يومى مما زاد من ارتباطه بالمستمعين

وكتب تتر مسلسلات اذاعيه كثيره مثل الام ،وابناء

الغضب،ثم انتقل بعدهذه الفتره الى السويس وعلى ضفة

القناه فى مواجهة العدو الاسرائيلى ، من القطاع الريفى

سطر ديوانه الجميل ..(وجوه على الشط) وهو حكايات

يوميه ويوميات القصف والضرب وتاريخ انسانى لحرب

الاستنزااف والتى استمرت من يونيو ١٩٦٧/وحتى ١٩٧١.

وقد قال محمود درويش عن هذه الفتره ان الابنودى لم

ينتكس مع النكسه وكان فرحا ببرامجه الاذاعيه اليوميه.

وهو احد الساخرين الكبار و حكاء بارع ومتحدث مفوه...

لايمل الناس حديثه وقد استضافه احد البرامج التلفزيونيه

اسمه نجم وسهره وقال اننى سعيد ان يكون الشاعر والشعر

فى تلك المكانه،

ويستذكر الابنودى اقرانه وزملاؤه من شعراء العاميه الكبار،مثل

فؤاد حداد  الذى يتحدث عنه بكل اجلال وتقدير وكتب له

 قصيدة(الامام ) معتبرا ان حداد هو. امام شعر العاميه المصريه

،الاصل الجامع لكل شعراءها كما تبادل السخريه مع الشاعر

 ورسام الكاريكاتيرصلاح جاهين ،وكتب كل منهما قصائد الى

 الشاعر التركى الشهير ناظم حكمت ،وسخر جاهين من زميله.

الابنودى بعد  ان قام بتمصير احدى المسرحيات بعنوان (ليلة جواز سبرتو.)

ورسم جاهين زميله الابنودى على موقعه فى الاهرام معلقا

 ان الابنودى توقف عن شرب السجائر بعد المسرحيه ورد الاخير

ان قصيدة جاهين /القمح مش زى الدهب /هى شعر سياحى

اى بعيد عن معرفه حقيقه باحوال الفلاحين حيث عاش  الابنودى

 حياة  القريه وشارك فى اعمال الزراعه والرعى

 كواحد من البسطاء فى قريته ابنود.

وحاول الابنودى ان يكتب اغنيات خفيفه ورقيقه مثلما فعل

جاهين فى افلام اميره حبى انا . وخللى بالك من زوزو فى

  السبعينات وذلك من خلال المسلسل التلفزيونى / ابوالعلا البشري/

 والذى قام ببطولته محمود مرسي الا ان محاولات

 الابنودى لم تفلح، ولم تستطع اغنياته الخفيفه ان تقترب من براعة جا هين وروحه المرحه .

وهو كاتب متميز للمقال السياسي وكتب فى عدة صحف مثل

الاخبار والاهرام وجريدة الوفد مقالات عده ودافع عن المطرب

 الشعبي احمد عدويه فى مقال له  في جريدة الاخبار /بعد ان

 ووجه عدويه بانتقادات حاده وكلمات اغنياته الى حد الاتهام

 بالسوقيه وافساد الذوق العام وقال الابنودى يومها عدويه

الديمو قراطى الوحيد.. وهو الفائز باصوات الناس فى

الصندوق.!!

ولعل اشهر  المعارك السياسيه فى حياته كلها.. التى خرج لها

 الابنودى بكل اسلحته كانت من نصيب..الرئيس الراحل

 محمد انور السادات ،الرئيس المعزول

محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين فقد استحضر

الابنودى شخصية الفارس العربي ابى زيد الهلالى من السيره

الهلاليه التى تمت اذاعتها من اذاعة الشعب على مدى 100يوم

 واكثر عقب   توقيع السادات اتفاقيه كامب ديفيد، حيث اعتبر

 تلك الخطوه انتقاص من عروبة مصر كما كتب امل دنقل قصيدته الشهيره  لاتصالح

وكتب الابنودى عن كامب ديفيد كلمات موجعه ومفردات حاده

لم يكتب مثلها فى مشواره الابداعى..فضلا عن السيره الهلاليه

التى جمعها من مصر وتونس على مدى سنوات ورواها مع عدد

من حفاظ السيره،حيث جاء توقيت اذاعتها متزامنا مع الغضب

الشعبى تجاه تلك المعاهده معلقا ان مصر المنتصره فى/ سوق

العصر /وهو تعبير شعبى عن حال الاسواق بعد صلاة العصر

حيث تباع البضائع عادة بارخص الاثمان.

وكأنها طالعه من اكتوبر.

تخش (سوق العصر  

وايضا عن ذهاب الرئيس السادات الى القدس والقاء خطابه

امام الكنيست الاسرائيلى..

ماهو ليه اخوض الحرب وقرفها

مدام اقدر اروح القدس بالطياره

(طريقه فعلا بسيطه

ولابد من ناصر صلاح الدين

ادرك غباؤه.)

ويبدو ان الشاعر  الذى اشبع السادات من انتقاداته قد ارهقه

الشعر خلال تلك. المرحله وتوقف عن الكتابه  بعد رحيله

وتبادل اصدقاؤه ومعارفه  فى مصر وخارجها النكته اللاذعه

( ان الملهم قد مات) .

وكما استحضر  سيرة ابو زيد الهلالى لمواجهة الرئيس السادات

استعان بالمربعات الشعريه على الرئيس محمد مرسي وجماعة

 الاخوان وواجههم بكل شده وضراوه.. ونشر تلك المربعات

 بشكل يومى فى جريدة التحرير التى  يتولى رئاسه تحريرها

 الصحفى ابراهيم عيسى ،واستمرت لمدة عام كامل او اكثر قليلا.

احنا اتخلقنا عشان نضايقهم

يايفهموا الاوطان..ياينزحوا

حشرنا ربك لقمه فى زورهم

يايريحونا..يأما مش حيرتاحوا.

وحظى الشاعر الكبير  بصداقات عريضه وواسعه بين البسطاء

 من عامة الشعب وهو شخصيه محببه وله حضور قوى ، يجيد

 القاء الشعر فى الندوات والامسيات التى يشهدها جمهور كبير

 ،حتى ان ابناء صعيد مصر يلاحقونه فى المطارات العربيه،

والفنادق التى ينزل بها حيث يتبادل معهم كلمات الود

والترحيب والضحكات وكلما احس بالتعب يردد عبارته الشهيره

 /الرحمه مطلوبه/.

وقد انحاز الابنودى للقضيه الفلسطينيه وبشكل واضح وجلى

وكتب عن   القدس ، الانتفاضات الفلسطينيه اجمل قصائده

وجمعته علاقات متميزه مع الكتاب والشعراء الفلسطينيين.

وفى مقدمتهم الراحل محمود درويش .كما انه محاط بصداقات

كبيره مع الاستاذ محمد حسنين هيكل، الروائي جمال الغيطانى

ويوسف القعيد ومحمد بغدادى الصحفى فى صباح الخير والعديد

 من الصحفيين والاعلاميين  حتى اضحى شخصية

معروفه   على مستوى الشارع  المصرى والعربي وقد  قال

 عن نفسه بعد الشهره التى تحققت له بعد ان قام بجمع ورواية

السيره الهلاليه" لايوجد من يلبس  الجلباب فى بلدى ولا يعرفنى "..

عشنا لحظات مع الناقد الادبى المبدع محمد حسن السويسى 

عشان فيها مع الخال عبد الرحمن الابنودى 

 دامت موهبتك صديقى العزيز ( محمد )  فقد امتلكت ناصية الاسلوب السهل الممتع وعرفت كيف تقدم لنا ابطالك بشكل جميل وقد جعلت بيننا وبينهم رابطة متينة من الحب  وانتم اصدقائى اشكركم على تواصلكم وفى انتظار تعليقاتكم 

 لكم منى الاحترام والمودة ودوام التاواصل ولمصر الحب كله 

                         عربى السمان