كان أول هؤلاء الخمسة المشير أحمد اسماعيل علي القائد العام في حرب اكتوبر, وكان الثاني المشير محمد عبدالغني الجمسي مواليد1921 رئيس العمليات في الحرب, والثالث الفريق محمد علي فهمي مواليد1920 قائد قوات الدفاع الجوي, والرابع الفريق فؤاد ذكري مواليد1923 قائد القوات البحرية, أما الخامس فهو الفريق محمد حسني مبارك مواليد1928 قائد القوات الجوية.
وقد غيب الموت المشير أحمد اسماعيل مبكرا في ديسمبر1974 عن57 سنة بعد المرض, وبقي أمام السادات الأربعة الآخرون فاختار أصغرهم علي أساس أن يبقي معه سبع سنوات يدربه نائبا للرئيس ثم يترك الحكم عام1982 بعد تحرير سيناء كما كان يفكر, وصرح بذلك لحسني مبارك وقال مبارك ذلك في أول خطاب وجهه بعد توليه.
|
المشير احمد اسماعيل |
وقد سمعت من الرئيس مبارك في أول حديث أجريته معه لمجلة اكتوبر في مارس1985 قصة تعيينه نائبا للرئيس, لكنه طلب وقتها ألا أنشرها وقد كان وقتها يتوقع ألا يبقي في رئاسة مصر أكثر من فترة واحدة أو فترتين, لكن رئاسته امتدت إلي خمس فترات انتهت بالإطاحة به وطلب محاكمته.
التليفون الذي حير مبارك.
في يوم15 ابريل1975 كان الفريق حسني مبارك في مكتبه في قيادة القوات الجوية عندما دق جرس التليفون الأحمر الذي يتصل برئيس الجمهورية مباشرة ويسمع صوت فوزي عبد الحافط مدير مكتب الرئيس يبلغه أن الرئيس السادات ينتظره في استراحته بالقناطر في الثامنة والنصف مساء, كان مثل هذا الطلب غير معتاد, فما كان يريده الرئيس كان قليلا ويطلبه تليفونيا, وفي الغالب كان السادات يخاطب أولا المشير محمد عبدالغني الجمسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة رئيس مبارك. ولهذا جلس مبارك حائرا مشغولا ليس بسبب استدعاء الرئيس له وإنما لمعرفة هل يبلغ المشير الجمسي بهذه الدعوة أم لا ؟ وماذا لو لم يبلغ الجمسي الذي لابد سيعرف بعد ذلك, ولأنه عسكري ملتزم فقد رفع سماعة التليفون ليطلب التحدث الي الجمسي وإبلاغه, في الوقت الذي ارتفع فيه مرة أخري رنين تليفون الرئاسة الأحمر ويأتيه صوت فوزي عبد الحافط قائلا إن تعليمات الرئيس هي عدم إبلاغ مبارك أي شخص بالموعد المحدد وألا يستخدم عند حضوره سيارته الرسمية التي تحمل لوحة القوات الجوية رقم واحد, بل يستخدم سيارته الملاكي حتي لا يلفت النظر, وأمام هذا الغموض ذهب مبارك للقاء السادات وهو يتوقع أخبارا سيئة وليس مفاجأة السادات له بتعيينه نائبا لرئيس الجمهورية, وطلبه أن يأتي في اليوم التالي ليؤدي اليمين.
وحسب شهادة صديق قريب من حسني مبارك في تلك الأيام والذي استدعاه مبارك لمشاورته فقد عاد مبارك مهموما من لقاء السادات بعد أن ورطه السادات حسب وصفه في هذا المنصب, فقد قال لصديقه: أروح فين من سيد مرعي ومن ممدوح سالم وعثمان أحمد عثمان ومن أشرف مروان, وكل منهم يستند إلي علاقة قرابة وخبرة مع الرئيس, وأضاف مبارك بالحرف: دول حيحطوني تحت اسنانهم ويقرقشوني.
|
الفريق محمد عبد الغنى الجمسى |
وكانت نصيحة الصديق لمبارك ان السادات بالتأكيد وهو الذي اختاره لابد انه سيسانده ولن يتركه, وإنما سيأخذه من يده ويعلمه وعلي حسني أن يتعلم منه.
ارسلوا إليه صوت مبارك:.
كان حسني مبارك يعرف قدره جيدا في ذلك الوقت, فحرص أن يكون التلميذ الشاطر الذي يراقب ويتعلم لدرجة أن لبنانيا التقي بالرئيس السادات وخرج يقول انه لم يسمع صوت نائبه مبارك الذي كان يقف إذا وقف الرئيس ويجلس عندما يجلس, وإن اجتماعه مع السادات انتهي دون أن ينطق نائبه بكلمة, وعندما نقل الي السادات قول اللبناني كان تعليق السادات أن طلب تسجيل شريط لصوت مبارك وإرساله إلي الزائر اللبناني ليسمعه!
وقد اكتشف السادات أن مبارك كان خامة سياسية فقام بتدريبه من خلال جعله يطلع علي كل شئون الدولة وجلوسه بجانبه في معظم اجتماعاته وتكليفه بالمهام العديدة وغير ذلك تكليف أسامة الباز علي أن يبقي معه موضحا ومعلما ومرشدا, وفي خلال ذلك كان مبارك التلميذ المواظب الذي يراقب ويري ويتعلم, وربما كانت أزمته مع منصور حسن أكبر أزمة هددته طوال سنوات عمله مع السادات وكادت تطيح به قبل شهور قليلة من اغتيال السادات في اكتوبر.1981
الرجل القادم في مصر:
|
منصور حسن وزير الثقافة والاعلام وشئون الرئاسة الاسبق |
إن منصور حسن مواليد1937 كان النجم الصاعد الذي احتضنه السادات فور أن تعرف عليه وجذبته اليه حيويته الشابة ولغة حديثه الهادئة السليمة التي تخاطب العقل, وشجاعته في إبداء رأيه حتي لو كان مخالفا للرئيس وإجادته الانجليزية نتيجة دراسته في كلية فكتوريا بالاسكندرية ثم في لندن ثم العلوم السياسية في كلية التجارة قبل انشاء كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, وقد تعرف السادات علي منصور من خلال الحزب الوطني الذي أنشأه السادات عام1978 وتحقق الوفاق سريعا بين رئيس له رؤية وجرأة وحسم في القرار, وشاب يمثل وافدا جديدا علي الحزب وعلي كهنة السياسة الذين هدفهم الأول الهرولة وراء الرئيس.
في يونيو1979 ظهر اسم منصور وزيرا للدولة لأول مرة في وزارة د.مصطفي خليل وبعد عشرة أشهر فقط في مايو1980 أصبح وزيرا للثقافة والإعلام.
وعندما أجري السادات تعديلا رأس فيه الوزارة في يناير81 أضاف إلي منصور وزارة شئون رياسة الجمهورية, وهكذا فإنه في أقل من سنتين صعد نجم منصور حسن بسرعة بالغة لدرجة توقع معها بعض المراقبين انه الرجل القادم في مصر كما وصفته مجلة الحوادث اللبنانية أشهر المجلات العربية في ذلك الوقت.
وبالطبع فإن منصور حسن بدا العقبة الوحيدة التي برزت في طريق حسني مبارك بعد أن خلا له الطريق من الأربعة الذين كان يخشاهم وقال إنهم سيضعونه تحت أسنانهم ويقرقشونه, فعثمان أحمد عثمان خرج من الوزارة في1976 ولم يعد له دور تنفيذي خاصة بعد ردود الأفعال التي أحدثها كتابه صفحات من تجربتي وهجومه فيه علي جمال عبد الناصر, وبالنسبة لممدوح سالم الذي كان رئيسا للوزارة فقد انتهي دوره في اكتوبر78 وخلفه الدكتور مصطفي خليل, وكذلك خرج سيد مرعي الذي كان رئيسا لمجلس الشعب وخلفه في عام1978 الدكتور صوفي أبو طالب, أما أشرف مروان فقد أنهي عمله رئيسا للهيئةالعربية للتصنيع عام79 وتفرغ لأعماله الخاصة, ولكن القدر كما أبعد الأربعة من طريق مبارك فإنه فعل ذلك مع منصور بطريقة غير متوقعة.
5 سبتمبر كانت النهاية
وقد روي منصور حسن تفاصيل كثيرة عن فترة عمله مع السادات خلال غداء أقامه في بيته( الاربعاء11 فبراير2009) علي شرف الدكتور أحمد زويل وبحضور د.ابراهيم بدران الجراح الشهير ووزير الصحة الأسبق, ود.محمد عبد الوهاب اخصائي الأشعة ووالد زوجة منصور حسن, والسفير السعودي هشام الناظر, والمهندس صلاح دياب ناشر صحيفة المصري اليوم, والكاتب الصحفي أسامة هيكل رئيس تحرير صحيفة الوفد, والكاتب أحمد المسلماني زميل الأهرام ومذيع برنامج الطبعة الأولي الشهير, وكاتب هذه السطور.
وحسب ما ذكره منصور فقد جري خلافه مع الرئيس الراحل أنور السادات لسبب وحيد هو قرارات5 سبتمبر81 التي تضمنت اعتقال6351 مصريا من الشخصيات العامة التي تمثل مختلف الأحزاب والتيارات والقوي السياسية بسبب معارضتهم اتفاقية كامب ديفيد, ولم يقتنع منصور بالمبررات التي قيلت للقرارات وإنما علي العكس رآها ضد مبادئه وضد السادات نفسه الذي وحد بقراراته مشاعر غضب جميع قوي المعارضة ومن المفارقات أن مبارك فعل قبل نهايته بشهر واحد نفس الشيء عندما وحد ضده مشاعر غضب كل القوي المعارضة بصورة غير مسبوقة من خلال نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في ديسمبر2010, وهكذا فإنه بينما أودع السادات معارضيه السجون فإن مبارك اطلق معارضيه في الشارع ولم يبق علي واحد يدافع عنه.
وقد كان من الطبيعي أن يقدم منصور حسن استقالته الي السادات, لكنه كما قال لنا شعر أن استقالته في هذا التوقيت تعني تخليه عن الرجل الذي يشعر في داخله بامتنان حقيقي لأنه أعطاه فرصة ظهوره سياسيا. ونتيجة لذلك اكتفي منصور باتخاذ موقف واضح من قرارات سبتمبر وعدم تبريره لها رغم أن هذا التبرير يدخل في صميم عمله كوزير للإعلام, وبالطبع لم يكن ذلك خافيا علي السادات وإن كان كل منهما ينتطر الفرصة المناسبة, وقد جاءت هذه الفرصة خلال استقبال السادات لعدد من السفراء الذين يقدمون أوراق اعتمادهم, واختلي خلالها منصور مع السادات وقال له: هناك اشاعة ياريس عن تعديل وزاري, قال السادات بصوته العريض: ايوه.. وانت حتخرج.. ثم انتظر لحظة وقال: وحتروح مجلس الشعب وكيلا للمجلس لانني عاوزه يبقي حاجة قوي زي الكونجرس.
وفي22 سبتمبر1981 أجري السادات التعديل الوزاري الذي خرج فيه منصور حسن انتظارا لتوليه في نوفمبر وكالة مجلس الشعب, وانفرد حسني مبارك بسلطات نائب رئيس الجمهورية بدون منازعة منصور أو أي وزير آخر فقد ألغيت وزارة رياسة الجمهورية وبعد اسبوعين تغير التاريخ, اغتيل انور السادات وانفرد حسني مبارك بالمستقبل الذي خلا منه منصور حسن والذي أصبح مراقبا, كان القدر قد أراد ان يخلو طريق مبارك بدون منافس أو مزاحم!
وأتوقف هنا رغم أنه مازال عندي في هذه السلسلة أربع أو خمس حلقات لكنني أؤجلها للكتاب الذي أتولي إعداده, ويضم القصة كاملة واسبوعان ونواصل الحديث في موضوعات أخري.
أضواء على المجتمع بنور الثورة من قنا
|
المعتصمون فى قنا يفترشون السكة الحديد |
* مع اعتصامات قنا لازال الوضع كما هو برغم زيارة مستويات عالية فى الدولة
للمعتصمين على شريط السكة الحديد فى منطقة سيدى عبد الرحيم والمعلّا
واصروا لعدم وجود ثقة فى التصريحات وخاصة ما تردد من استقالة اللواء عماد ميخائيل كمحافظ لقنا ، وايضا تردد عن تبادل بين المنيا وقنا فيما يختص بالمحالفظين
ويظل الحال يتميز بنوع من التجاهل وفى تصورى كالاتى:
& تصريحات نائب رئيس الوزراء يحى الجمل المستفزة ببقاء وعدم رحيل المحافظ
الجديد اللواء ميخائيل .
& ربط الحدث فى قنا بالناحية الدينية بارسال الشيخ محمد حسان السلفى وصفوت حجازى الاخوانى جعل الموضوع يتصاعد ويعرف على انه اضطهاد وتميز دينى
فكان الخطأُ فادحًا بدليل الفشل .
& اما العلاج الامنى فطبعا لازم يفشل لانه ذكر المتظاهرين بايام الامن البغيضة.
& التباطؤ الشديد لعلاج الموقف خاصة من جانب الحكومة التى لم تتحرك
فور وقوع الأزمة مما اعطى انطباعًا عند الثائرين ( اعملوا زى مانتوا عاوزين ،
دى هيبة الحكومة اهم ) وخرجت الاقلام دون وعى او ادراك لتلعب على هذا
الوتر . بينما الامر لم يكن ليهز هيبة الحكومة ولا يحزنون بالعكس دى كانت حتبقى بادرة طيبة لجعل منصب المحافظ بالانتخاب او على الاقل بالاستطلاع الحقيقى
بين شعب المحافظة ايا كانت .
& الحكومة اخطأت فى الاختيار لان المحافظ السابق كان خائفا من اتخاذ اى قرار من شأنه مصلحة القناويين خوفا من ان يحمل قراره طابعا الانحيازكونه قبطيا فتراجعت اصلاحات عادل لبيب الى الوراء وأصبحنا فى عهده اى المحافظ السابق
نرى
عودة للانفلات الامنى وضاعت النظافة وخرج الامر من يده ناهيك عن سلوكه
الشخصى . ومما زاد الطين بله ان اللواء الجديد ينتمى الى الداخلية وكان مسئولا
كبيرا فى الاحداث الثورية .
والتساؤل كيف ينجح شباب التحرير فى اقصاء رئيس الدولة ونفس الشباب
فى الجنوب الذين وقفوا وتظاهروا يساندون شباب التحرير يفشلون فى اقصاء محافظ الاقليم عجبى والف علامة استفهام ؟؟؟!!!!
ان الحل فى قرار سريع يرحم به الدكتور عصام شرف الآف الاسر المحتاجة
لشغيل خط السكك الحديدية غير السياح ورجال الاعمال والامن فى قنا
وقلت فى العدد السابق ولا زلت اقول
( اما الحاكم العسكرى او عادل لبيب )
مع تحياتى لكم ولمصر الحب كله
العربى السمان