صدر العدد الاول فى يناير 2010
التكفير الشيعي لـ90% من المسلمين!
التكفير الشيعي لـ90% من المسلمين!
الاستاذ الدكتور محمد عمارة |
كان العلامة المجاهد كان العلامة المجاهد الشيخ محب الدين الخطيب(1303 ـ1389 هـ1886 ـ1969 م) علما من أعلام الفكر والجهاد الإسلامي في القرن العشرين..
وكانت المكتبة والمطبعة السلفية التي أسسها ـ بالقاهرة ـ مركزا لأحرار الفكر وأعلام الجهاد الإسلامي, وندوة علمية تربي فيها العديد والعديد من المفكرين والساسة والمجاهدين..ومن بين الآثار الفكرية التي خلفها لنا هذا الإمام المجاهد كتاب صغير ـ في عنوانه غرابة ـ هو( الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثني عشرية)!..
وقد يستغرب البعض استخدام محب الدين الخطيب مصطلح دين الشيعة بدلا من مذهب الشيعة.. لكن الذين خبروا حقيقة عقائد الشيعة الإمامية يدركون دقة هذا الاصطلاح.. بل يعرفون أن كبار علماء الشيعة أنفسهم لاينكرون ذلك, وأن منهم من جاهر باستخدامه.. فشيخ الطائفة نعمة الله الجزائري(1212 هـ1797 م) يعلن ـ في كتابه( الأنوار النعمانية) جـ2 ص279 ـ مفارقة الشيعة لأهل السنة والجماعة ـ الذين يمثلون أكثر من90% من المسلمين ـ حتي في الألوهية والنبوة!!.. فيقول: إننا لم نجتمع معهم علي إله ولانبي, ولا علي إمام, وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد نبيه, وخليفته أبو بكر.. ونحن لانقول بهذا الرب ولابذلك النبي, بل نقول: إن الرب الذي خليفته أبو بكر ليس ربنا ولاذلك النبي نبينا!!.
> ونعمة الله الجزائري هذا ـ وهو شيخ الشيعة في عصره ـ يصف الأشاعرة ـ الذين يمثلون99% من أهل السنة والجماعة ـ بأنهم لم يعرفوا ربهم بوجه صحيح, فلا فرق بين معرفتهم هذه وبين معرفة باقي الكفار.. فهم ومتابعوهم أسوأ حالا ـ في باب معرفة الصانع ـ من المشركين والنصاري.. ولقد تباينا وانفصلنا عنهم في باب الربوبية!.
> ولقد يحسب البعض ـ من الذين لم يقرأوا كتابا في أصول العقائد الشيعية ـ أن كلام نعمة الله الجزائري هذا تطرف مذهبي, أو اجتهاد غير ملزم لجمهور الشيعة.. لكن الذين يعودون الي مصادر الأحاديث عند الشيعة, التي نسبوها الي أئمتهم المعصومين, والتي هي لذلك ـ ملزمة لهم جميعا, سيجدون في كتاب الكافي الذي جمعه الكليني(329 هـ941 م) ـ الذي يلقبونه بثقة الإسلام ـ والذي يقوم كتابه هذا عند الشيعة مقام( صحيح البخاري) عند أهل السنة والجماعة ـ سيجدون الشيعة يرون حديثا نسبوه الي الإمام الرضا ـ أبو الحسن علي بن موسي(153 ـ203 هـ770 ـ818 م) يقصر فيه دين الإسلام علي الشيعة وحدهم, ويخرج غيرهم من دين الإسلام.. ونص هذا الحديث: إن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم, أخذ الله علينا وعليهم الميثاق, يردون موردنا, ويدخلون مدخلنا. ليس علي ملة الإسلام غيرنا وغيرهم الي يوم القيامة ـ( الكافي) جـ1 ص223.
فالشيعة ـ انطلاقا من هذه العقيدة ـ التي صاغوها في أحاديث معصومة, مروية عن المعصومين, قد حكموا بالتكفير والإقصاء من الدين الإسلامي علي جمهور الصحابة وجمهور أمة الإسلام.. أي أنهم قد أعلنوا المفاضلة في ذات الدين!..
> ولقد أورد محب الدين الخطيب ـ في كتابه هذا ـ كلاما آخر قد يستغربه الكثيرون, وذلك عندما قال: إن الشيعة قد جعلوا من أئمتهم آلهة مثل آلهة اليونان!..
ولكن هذا الاستغراب سيزول إذا نحن قرأنا عقيدة الشيعة في الإمامة وفي الأئمة الاثني عشر, فلقد جعلوا الإمامة شأنا إلهيا, لاعلاقة لها بالأمة ولا بالشوري والاختيار والبيعة.. كما ألهوا الأئمة بإشراكهم مع الله في إيجاد الكون وإدارته وتدبيره, وذلك فضلا عن رفعهم مرتبة الإمامة والأئمة فوق مرتبة النبوة والأنبياء, وقولهم باستمرار الوحي الإلهي الي الأئمة كما كان مع الأنبياء والمرسلين.. ولغرابة هذه العقائد علي أسماع الذين لم يخبروا عقائد الشيعة, نسوق طرفا من نصوص كبار مراجعهم حول عقائدهم وتأليه الأئمة, وإشراكهم مع الله في الخلق والتدبير!
> فالشيخ محمد الوحيد الخراساني(1340 هـ1922 م) يقول ـ في دروس علم الأصول, بالحوزة العلمية ـ بمدينة قم ـ: إن الأئمة هم فاعلون مابه الوجود وإن الله منه الوجود. وإن إمام العصرصار عبدا, وعندما صار عبدا صار ربا!
> أما السيد محمد الشيرازي(1338 هـ1920 م) فإنه يقول بتفويض الله للنبي وللأئمة من أهل البيت الولاية التشريعية والولاية التكويذية, وذلك بمعني أن زمام العالم بأيديهم, فلهم التصرف فيه إيجادا وإعداما ـ كما أن زمام الإماتة بيد عزرائيل ـ وأنهم ـ( الأئمة) ـ الوسائط في خلق العالم, والعلة الغائبة له, كما أنهم سبب لطف الله تعالي وإفاضته علي العالم, واستمرارقيام العالم بهم!.
> أما الخميني(1320 ـ1409 هـ ـ1902 ـ1989 م) فإنه يقول: إن من ضروريات مذهبنا: أن لأئمتنا مقاما لايبلغه ملك مقرب ولانبي مرسل, وبموجب مالدينا من الروايات والأحاديث فإن الرسول الأعظم ـ صلي الله عليه وآله ـ والأئمة ـ عليهم السلام ـ كانوا قبل هذا العالم أنوارا, فجعلهم الله بعرشه محدقين.. وقد ورد عنهم ـ عليهم السلام ـ: إن لنا مع الله حالات لايسعها ملك مقرب ولانبي مرسل!
كما يذكر الخميني مايقوله الشيعة عند زيارة مراقد الأئمة ـ في الزيارة الجامعة الشريفةـ إذ يخاطبون الأئمة فيقولون لهم: إن حساب الخلق عليكم وإيابهم إليكم!.. ثم يحكي الخميني عقيدة الشيعة في أن الإمام قائم علي كل نفس بما كسبت!.. ويقول: إن الإمام درجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون.. وإن مادة ـ( هيولي) ـ عالم الإمكان مسخرة تحت يد الإمام يقلبها كيف يشاء!
> وعند آية الله مرتضي مطهري(1338 ـ1400 هـ1920 هـ1980 م) ـ وهو تلميذ الخميني والبروجوردي وأحد كبار فلاسفتهم ـ فإن الإمامة عند الشيعة أرفع من بعض درجات النبوة.. وإن من بين المقامات التي تذكر للإمام: تسلطه علي الضمائر, أي القلوب!..
> أما السيد محمد تقي المدرس ـ وهو من كبار فلاسفتهم المعاصرين ـ فإنه يثبت ويؤكد عقيدة الشيعة في استمرار الوحي الإلهي لأئمتهم فيقول: إن الإنسان الذي يعتقد بالوحي لابد أن يؤمن أيضا بامتداد هذا الوحي المتمثل في الأئمة ـ عليهم السلام ـ وأن هذا الامتداد يتجسد, بل يرتفع وينمو حتي يصل الي قمته, والي ذروة امتداده المتمثلة في الإمام الحجة المنتظر ـ عجل الله تعالي فرجه!..
> ولم يكتف الشيعة بهذا التألية للأئمة.. والزعم بأن حساب الناس عليهم, وإيابهم إليهم.. وأن لهم ولاية تكوينية علي كل ذرات الكون.. وأن زمام العالم بأيديهم, لهم التصرف فيه إيجادا وإعداما.. وأن الإمام عندما صار عبدا صار ربا.. وهو قائم علي كل نفس بما كسبت.. وأن مرتبته فوق مرتبة النبوة, لأن النبوة لطف خاص, بينما الإمامة لطف عام.. وأن وحي الأنبياء والمرسلين قد تقطع, بينما الوحي للأئمة دائم أبدا.. لم يكتف الشيعة ـ في أصول عقائدهم التي اجتمعوا وأجمعوا عليها ـ بهذا.. وإنما ذهبوا فزعموا أن لأئمتهم قدرات تفوق القدرة الإلهية!!.
فنسبوا الي الإمام زين العابدين ـ أبو محمد علي بن الحسين(38 ـ94 هـ658 ـ712 م) حديثا يقول فيه: إن اسم الله الأعظم علي ثلاثة وسبعين حرفا. وإنما كان عند آصف منها حرف واحد, فتكلم به فخسف بالأرض بينه وبين سرير بلقيس, حتي تناول السرير بيده, ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين.. ونحن ـ( أي أئمة الشيعة) ـ عندنا من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفا, وحرف واحد عند الله استأثر به في علم الغيب عنده! ـ( الكافي) جـ1 ص.230
فما عند أئمة الشيعة من ولاية تكوينية علي كل ذرات هذا الوجود تفوق ـ بزعمهم ـ قدرات الله سبحانه وتعالي بنسبة71 الي1 ـ!!.
> وإذا كان هذا التأليه الشيعي لأئمتهم الإثني عشر قد فاق ماقالت به الكنيسة الكاثوليكية بالنسبة للباباوات أضعاف الأضعاف وإذا كانت الكنيسة الكاثوليكية قد انصرفت عن أغلب غلوها في الباباوات.. فإن الشيعة, في عصرنا الراهن, لم يكتفوا بهذا الذي قدمنا طرفا منه ـ في تأليههم لأئمتهم ـ حتي ذهب الخميني ليرفع السقف عن هذا الغلو الشيعي الغريب والعجيب ـ ويقول: إن الشيعة يعتقدون في أئمتهم بما هو أعظم مما لايخطر علي بال أحد.. وبما يبعث علي تحير العقول.. فلم يقف أحد علي حقائقهم وأسرارهم ـ عليهم السلام ـ إلا أنفسهم ـ( الأربعون حديثا ص489 ـ.
> ولقد ظلت مصر ـ كنانة الله في أرضه ـ طاهرة من فتنة التكفير هذه منذ سقوط الدولة الفاطمية سنة1171 م.. حتي نبتت فيها نابتة سوء تشيعت, وسقطت في مستنقع التكفير لصحابة رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ ومن والاهم.. فذهب زعيمهم الي قم, وألقي خمس محاضرات في مركز الدراسات العقائدية, نشروها في كتاب, محاضرات عقائدية].. وفيها وصف عمر بن الخطاب بأنه صنم وشقي.. وكافر!.. وقال عن الصحابة: إنهم قد صدهم الشيطان عن الاستجابة لأمر الله فارتدوا وجحدوا ما أنزل الله..! ووصف أهل السنة والجماعة ـ أي90% من المسلمين ـ بأنهم يأكلون ولايعقلون, ويهرفون بما لايعرفون.. وأنهم أصنام قد اتبعوا الطاغوت!.. الأمر الذي دعا الازهر الشريف للتصدي لهذا الفحش الفكري, كي تتطهر كنانة الله في أرضه من هذا الوباء.. وباء التكفير!.
> هكذا جعل الشيعة الإمامة أم العقائد الدينية بينما جعلها أهل السنة والجماعة من الفروع والسياسات والفقهيات.. ولذلك حكم الشيعة بالكفر علي من يخالفهم حتي في إمام واحد من أئمتهم الاثني عشر ـ لأنه خلاف في الأصول الاعتقادية ـ بينما رفض أهل السنة أي تكفير في الخلاف حول الإمامة والخلافة والسياسة والفقهيات, لأنها من الفروع.. ولذلك حكم الشيعة بالكفر علي أهل السنة والجماعة ـ أي علي90% من أمة الإسلام ـ منذ عصر الصحابة وحتي كتابة هذه السطور!.. ولقد استحلوا دماء أهل السنة ـ تاريخيا ـ عندما تحالفوا مع التتار ضد الخلافة العباسية.. ومع الصليبيين ضد صلاح الدين الأيوبي.. وصنعوا الشيء ذاته ـ في عصرنا الراهن ـ عندما تحالفوا مع أمريكا لتدمير العراق!.. وها هو الحرس الثوري الإيراني, وجيش المهدي العراقي وحزب الله اللبناني يتقربون الي الله بقتل أهل السنة في سوريا!!
فهل تعي نخبنا ـ الغافلة أو الجاهلة ـ هذه الحقائق التي قدمنا, طرفا منها فقط
وقد يستغرب البعض استخدام محب الدين الخطيب مصطلح دين الشيعة بدلا من مذهب الشيعة.. لكن الذين خبروا حقيقة عقائد الشيعة الإمامية يدركون دقة هذا الاصطلاح.. بل يعرفون أن كبار علماء الشيعة أنفسهم لاينكرون ذلك, وأن منهم من جاهر باستخدامه.. فشيخ الطائفة نعمة الله الجزائري(1212 هـ1797 م) يعلن ـ في كتابه( الأنوار النعمانية) جـ2 ص279 ـ مفارقة الشيعة لأهل السنة والجماعة ـ الذين يمثلون أكثر من90% من المسلمين ـ حتي في الألوهية والنبوة!!.. فيقول: إننا لم نجتمع معهم علي إله ولانبي, ولا علي إمام, وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد نبيه, وخليفته أبو بكر.. ونحن لانقول بهذا الرب ولابذلك النبي, بل نقول: إن الرب الذي خليفته أبو بكر ليس ربنا ولاذلك النبي نبينا!!.
> ونعمة الله الجزائري هذا ـ وهو شيخ الشيعة في عصره ـ يصف الأشاعرة ـ الذين يمثلون99% من أهل السنة والجماعة ـ بأنهم لم يعرفوا ربهم بوجه صحيح, فلا فرق بين معرفتهم هذه وبين معرفة باقي الكفار.. فهم ومتابعوهم أسوأ حالا ـ في باب معرفة الصانع ـ من المشركين والنصاري.. ولقد تباينا وانفصلنا عنهم في باب الربوبية!.
> ولقد يحسب البعض ـ من الذين لم يقرأوا كتابا في أصول العقائد الشيعية ـ أن كلام نعمة الله الجزائري هذا تطرف مذهبي, أو اجتهاد غير ملزم لجمهور الشيعة.. لكن الذين يعودون الي مصادر الأحاديث عند الشيعة, التي نسبوها الي أئمتهم المعصومين, والتي هي لذلك ـ ملزمة لهم جميعا, سيجدون في كتاب الكافي الذي جمعه الكليني(329 هـ941 م) ـ الذي يلقبونه بثقة الإسلام ـ والذي يقوم كتابه هذا عند الشيعة مقام( صحيح البخاري) عند أهل السنة والجماعة ـ سيجدون الشيعة يرون حديثا نسبوه الي الإمام الرضا ـ أبو الحسن علي بن موسي(153 ـ203 هـ770 ـ818 م) يقصر فيه دين الإسلام علي الشيعة وحدهم, ويخرج غيرهم من دين الإسلام.. ونص هذا الحديث: إن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم, أخذ الله علينا وعليهم الميثاق, يردون موردنا, ويدخلون مدخلنا. ليس علي ملة الإسلام غيرنا وغيرهم الي يوم القيامة ـ( الكافي) جـ1 ص223.
فالشيعة ـ انطلاقا من هذه العقيدة ـ التي صاغوها في أحاديث معصومة, مروية عن المعصومين, قد حكموا بالتكفير والإقصاء من الدين الإسلامي علي جمهور الصحابة وجمهور أمة الإسلام.. أي أنهم قد أعلنوا المفاضلة في ذات الدين!..
> ولقد أورد محب الدين الخطيب ـ في كتابه هذا ـ كلاما آخر قد يستغربه الكثيرون, وذلك عندما قال: إن الشيعة قد جعلوا من أئمتهم آلهة مثل آلهة اليونان!..
ولكن هذا الاستغراب سيزول إذا نحن قرأنا عقيدة الشيعة في الإمامة وفي الأئمة الاثني عشر, فلقد جعلوا الإمامة شأنا إلهيا, لاعلاقة لها بالأمة ولا بالشوري والاختيار والبيعة.. كما ألهوا الأئمة بإشراكهم مع الله في إيجاد الكون وإدارته وتدبيره, وذلك فضلا عن رفعهم مرتبة الإمامة والأئمة فوق مرتبة النبوة والأنبياء, وقولهم باستمرار الوحي الإلهي الي الأئمة كما كان مع الأنبياء والمرسلين.. ولغرابة هذه العقائد علي أسماع الذين لم يخبروا عقائد الشيعة, نسوق طرفا من نصوص كبار مراجعهم حول عقائدهم وتأليه الأئمة, وإشراكهم مع الله في الخلق والتدبير!
> فالشيخ محمد الوحيد الخراساني(1340 هـ1922 م) يقول ـ في دروس علم الأصول, بالحوزة العلمية ـ بمدينة قم ـ: إن الأئمة هم فاعلون مابه الوجود وإن الله منه الوجود. وإن إمام العصرصار عبدا, وعندما صار عبدا صار ربا!
> أما السيد محمد الشيرازي(1338 هـ1920 م) فإنه يقول بتفويض الله للنبي وللأئمة من أهل البيت الولاية التشريعية والولاية التكويذية, وذلك بمعني أن زمام العالم بأيديهم, فلهم التصرف فيه إيجادا وإعداما ـ كما أن زمام الإماتة بيد عزرائيل ـ وأنهم ـ( الأئمة) ـ الوسائط في خلق العالم, والعلة الغائبة له, كما أنهم سبب لطف الله تعالي وإفاضته علي العالم, واستمرارقيام العالم بهم!.
> أما الخميني(1320 ـ1409 هـ ـ1902 ـ1989 م) فإنه يقول: إن من ضروريات مذهبنا: أن لأئمتنا مقاما لايبلغه ملك مقرب ولانبي مرسل, وبموجب مالدينا من الروايات والأحاديث فإن الرسول الأعظم ـ صلي الله عليه وآله ـ والأئمة ـ عليهم السلام ـ كانوا قبل هذا العالم أنوارا, فجعلهم الله بعرشه محدقين.. وقد ورد عنهم ـ عليهم السلام ـ: إن لنا مع الله حالات لايسعها ملك مقرب ولانبي مرسل!
كما يذكر الخميني مايقوله الشيعة عند زيارة مراقد الأئمة ـ في الزيارة الجامعة الشريفةـ إذ يخاطبون الأئمة فيقولون لهم: إن حساب الخلق عليكم وإيابهم إليكم!.. ثم يحكي الخميني عقيدة الشيعة في أن الإمام قائم علي كل نفس بما كسبت!.. ويقول: إن الإمام درجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون.. وإن مادة ـ( هيولي) ـ عالم الإمكان مسخرة تحت يد الإمام يقلبها كيف يشاء!
> وعند آية الله مرتضي مطهري(1338 ـ1400 هـ1920 هـ1980 م) ـ وهو تلميذ الخميني والبروجوردي وأحد كبار فلاسفتهم ـ فإن الإمامة عند الشيعة أرفع من بعض درجات النبوة.. وإن من بين المقامات التي تذكر للإمام: تسلطه علي الضمائر, أي القلوب!..
> أما السيد محمد تقي المدرس ـ وهو من كبار فلاسفتهم المعاصرين ـ فإنه يثبت ويؤكد عقيدة الشيعة في استمرار الوحي الإلهي لأئمتهم فيقول: إن الإنسان الذي يعتقد بالوحي لابد أن يؤمن أيضا بامتداد هذا الوحي المتمثل في الأئمة ـ عليهم السلام ـ وأن هذا الامتداد يتجسد, بل يرتفع وينمو حتي يصل الي قمته, والي ذروة امتداده المتمثلة في الإمام الحجة المنتظر ـ عجل الله تعالي فرجه!..
> ولم يكتف الشيعة بهذا التألية للأئمة.. والزعم بأن حساب الناس عليهم, وإيابهم إليهم.. وأن لهم ولاية تكوينية علي كل ذرات الكون.. وأن زمام العالم بأيديهم, لهم التصرف فيه إيجادا وإعداما.. وأن الإمام عندما صار عبدا صار ربا.. وهو قائم علي كل نفس بما كسبت.. وأن مرتبته فوق مرتبة النبوة, لأن النبوة لطف خاص, بينما الإمامة لطف عام.. وأن وحي الأنبياء والمرسلين قد تقطع, بينما الوحي للأئمة دائم أبدا.. لم يكتف الشيعة ـ في أصول عقائدهم التي اجتمعوا وأجمعوا عليها ـ بهذا.. وإنما ذهبوا فزعموا أن لأئمتهم قدرات تفوق القدرة الإلهية!!.
فنسبوا الي الإمام زين العابدين ـ أبو محمد علي بن الحسين(38 ـ94 هـ658 ـ712 م) حديثا يقول فيه: إن اسم الله الأعظم علي ثلاثة وسبعين حرفا. وإنما كان عند آصف منها حرف واحد, فتكلم به فخسف بالأرض بينه وبين سرير بلقيس, حتي تناول السرير بيده, ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين.. ونحن ـ( أي أئمة الشيعة) ـ عندنا من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفا, وحرف واحد عند الله استأثر به في علم الغيب عنده! ـ( الكافي) جـ1 ص.230
فما عند أئمة الشيعة من ولاية تكوينية علي كل ذرات هذا الوجود تفوق ـ بزعمهم ـ قدرات الله سبحانه وتعالي بنسبة71 الي1 ـ!!.
> وإذا كان هذا التأليه الشيعي لأئمتهم الإثني عشر قد فاق ماقالت به الكنيسة الكاثوليكية بالنسبة للباباوات أضعاف الأضعاف وإذا كانت الكنيسة الكاثوليكية قد انصرفت عن أغلب غلوها في الباباوات.. فإن الشيعة, في عصرنا الراهن, لم يكتفوا بهذا الذي قدمنا طرفا منه ـ في تأليههم لأئمتهم ـ حتي ذهب الخميني ليرفع السقف عن هذا الغلو الشيعي الغريب والعجيب ـ ويقول: إن الشيعة يعتقدون في أئمتهم بما هو أعظم مما لايخطر علي بال أحد.. وبما يبعث علي تحير العقول.. فلم يقف أحد علي حقائقهم وأسرارهم ـ عليهم السلام ـ إلا أنفسهم ـ( الأربعون حديثا ص489 ـ.
> ولقد ظلت مصر ـ كنانة الله في أرضه ـ طاهرة من فتنة التكفير هذه منذ سقوط الدولة الفاطمية سنة1171 م.. حتي نبتت فيها نابتة سوء تشيعت, وسقطت في مستنقع التكفير لصحابة رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ ومن والاهم.. فذهب زعيمهم الي قم, وألقي خمس محاضرات في مركز الدراسات العقائدية, نشروها في كتاب, محاضرات عقائدية].. وفيها وصف عمر بن الخطاب بأنه صنم وشقي.. وكافر!.. وقال عن الصحابة: إنهم قد صدهم الشيطان عن الاستجابة لأمر الله فارتدوا وجحدوا ما أنزل الله..! ووصف أهل السنة والجماعة ـ أي90% من المسلمين ـ بأنهم يأكلون ولايعقلون, ويهرفون بما لايعرفون.. وأنهم أصنام قد اتبعوا الطاغوت!.. الأمر الذي دعا الازهر الشريف للتصدي لهذا الفحش الفكري, كي تتطهر كنانة الله في أرضه من هذا الوباء.. وباء التكفير!.
> هكذا جعل الشيعة الإمامة أم العقائد الدينية بينما جعلها أهل السنة والجماعة من الفروع والسياسات والفقهيات.. ولذلك حكم الشيعة بالكفر علي من يخالفهم حتي في إمام واحد من أئمتهم الاثني عشر ـ لأنه خلاف في الأصول الاعتقادية ـ بينما رفض أهل السنة أي تكفير في الخلاف حول الإمامة والخلافة والسياسة والفقهيات, لأنها من الفروع.. ولذلك حكم الشيعة بالكفر علي أهل السنة والجماعة ـ أي علي90% من أمة الإسلام ـ منذ عصر الصحابة وحتي كتابة هذه السطور!.. ولقد استحلوا دماء أهل السنة ـ تاريخيا ـ عندما تحالفوا مع التتار ضد الخلافة العباسية.. ومع الصليبيين ضد صلاح الدين الأيوبي.. وصنعوا الشيء ذاته ـ في عصرنا الراهن ـ عندما تحالفوا مع أمريكا لتدمير العراق!.. وها هو الحرس الثوري الإيراني, وجيش المهدي العراقي وحزب الله اللبناني يتقربون الي الله بقتل أهل السنة في سوريا!!
فهل تعي نخبنا ـ الغافلة أو الجاهلة ـ هذه الحقائق التي قدمنا, طرفا منها فقط
تعليق * هذا المقال نشره استاذنا اليوم فى الاهرام وبالتالى فهو لا يحتاج منى الى تعليق سوى الدعاء بان يحفظ الله امتنا الاسلامية ومصرنا الحبيبة من كل سوء والا تعلو كلمة فى العالم سوى كلمة اهل السنة ارجوا ان يعى المسئولون فى مصرنا ومن تشدقون علينا بضرورة التقارب بين المذاهب الشيعية والسنية نقول لهم احذروا ولا تسمحوا لشبابنا ان يستمع اليهم فحديثهم ظاهرة طعم العسل الذى سرعان ما يزول فتحس بالمرارة التى لن تزول
لكم احترامى ولمصر الحب كله
عربى السمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق