صدر العدد الاول في يناير 2010
الكاتب الصحفى محمود الجمل |
محمود الجمل :
ان مشروعات التحالفات تتحدث عن كيانات جيلاتينيه
لاقيمة
لها ممثله في تكتلات وهميه واحزاب لايعرفها احد
اوهام نيابيه ..
يعيش الواقع السياسي
المصري الاّن في حاله من الوهم الكبير فيما يخص تشكيلة المجلس النيابي القادم , خاصة
في ظل الحديث عن تراجع حظوظ الاسلاميين وفي
القلب منهم جماعة الأخوان المسلمين , التي تعرض اكثر من 2000 من المنتمين لها والمتعاطفين
معها الي عملية اباده جماعيه اثناء فض اعتصامي رابعه والنهضه , وان كانت
التصريحات الرسميه المصاحبه لعمليات الفض قد
انكرت وبشكل قاطع ان ماتم لايمكن اطلاقا وصفه بالتطهير العرقي , لأن القتلي كانوا مسلمين
والقتله ايضا كانوا في غالبيتهم مسلمين , وبالتالي
فأن ماتم كان قرارا صعبا قصد به عودة هيبة
الدوله ومنع اقامة دويله صغيره مقرها رابعه
, يمكن ان تتحول مع الوقت الي " فاتيكان
مصري " .
وسط هذا كله يكثر
الحديث عن تحالفات انتخابيه هنا او هناك , وهي تحالفات تحاول الخروج من حالة الضعف الواقعيه الخاصه بكل حزب علي حده , فالانتخابات الماضيه اسفرت
عن فوز حزب الحريه والعداله باغلبيه كبيره تتناسب مع حجم انتشار كوادرهم ووفرتها بمختلف محافظات الجمهوريه يليهم حزب النور المعبر
عن قطاع سلفي كبير , ثم جاء حزب الوفد في المركز الثالث ولأول مره في تاريخه محققا
عددا جيدا من المقاعد البرلمانيه زادت عن اربعين مقعدا والفضل يرجع لنظام القوائم الذي يمنع اهدار اي صوت
انتخابي , وهذا النظام ايضا هو الذي حقق للكتله المصريه المكونه من المصريين الأحرار والمصري الاجتماعي
والتجمع المركز الرابع بحوالي 39 مقعدا , لم يكن من بينهم من فاز منفردا سوي مرشح وحيد بدائرة قصر النيل .
غزة في اشد الحاجة الى وحدة الصف العربى لانقاذ شعبها من الة القتل الاسرائيلية |
في ظل التراجع
المرصود للجماعه الأم للأسلام السياسي في المنطقه
العربيه , وفي ظل موجات الهجوم التي يتعرض لها حزب النور , صاحب الترتيب الثاني في
اخر انتخابات نيابيه , وهو الهجوم الذي يحاول
تقديم حزب النور وكوادره باعتبارهم الأخطر
وان العمل علي القضاء عليهم واخراجهم من الساحه السياسيه يعد من الأمور الواجب
انجازها وبسرعه ,هذا الي جانب منع مشايخهم من اعتلاء المنابر وممارسة دورهم المعتاد كدعاه , يعني اخراجهم من
الساحه تماما , لاسياسه ولادعوه , , وسوف يتم اعادة بث صور قديمه تظهر بعض نواب الحزب في مجلس الشعب وهم نائمون - ربما من فرط ارهاق السفر اثناء قدومهم
من مدنهم وقراهم البعيده - وبالتالي تترسخ
الصوره البصريه السلبيه للجميع , الأخوان ارهابيون والسلفيون نائمون , ولذا لابد من
البحث عن وجوه جديده قادره علي تمثيل المصريين في المجلس النيابي الذي يعد المجلس الأول
للنظام الجديد .
اذن الحديث عن
ان التحالفات الحزبيه هي الحل من اجل الحصول علي نتائج انتخابيه جيده هي في النهايه
احاديث بها الكثير من الأوهام , لأن هذه الأحزاب الضعيفه غير الجماهيريه والتي لايملك
معظمها اي مشروعات خدميه تؤدي ادوارا حقيقيه علي الأرض ولا حتي تصورات نظريه تعطي املا
للخروج من النفق المظلم الذي نحن فيه , يظل
حديثا لاطائل من وراءه , لأن الانتخابات القادمه سوف تجري بالنظام الفردي علي 420 مقعدا,
ووفقا لهذا النظام الأنتخابي فإن من يفوز هو اما مرشح ينتمي للأسلام السياسي وبالتالي لديه ماكينات انتخابيه تعمل من اجل انجاحه
ليل نهار او مرشح قَبَلِي , تعد مسألة فوزه
من عدمه جزء من شرف القبيله , او رجل اعمال كبير للغايه قادر علي انفاق الملايين علي
دائرته ويقدم بالفعل خدمات ملموسه وبالتالي
لايملك اهل دائرته سوي انتخابه
ماعدا ذلك , فالفلتات
متوقعه وهناك من ينجح من خارج دائرة الأختيارات
السابقه , لكن التاريخ النيابي يثبت دائما ان هذه الفلتات لاتتكرر كثيرا , وان المرشح
الفائز من خارج هذه الدوائر الثلاث يظل بعضهم
الي ان يلقي الله يتحدث عن دورته الانتخابيه التي قال فيها كذا وكذا , ومنهم من يفقد
صوابه , الا من رحم ربي. .
يبقي الحديث عن
التنسيق في القوائم الانتخابيه وقدرها اربع قوائم علي مستوي الجمهوريه , هي في النهايه عباره عن كوته من اجل تمثيل الفئات غير القادره علي عضوية المجلس
النيابي بالطرق المعتاده , وبالتالي كان لابد من البحث عن طريقه تسمح بتمثيل المرأه
والمسيحيين والشباب وذوي الاحتياجات الخاصه والمصريين بالخارج , هذا التنسيق يعد
ضربا من ضروب الوهم لأن الصراعات والانانيه
سوف تمنع هذه القوائم من التشكل , وحسنا فعل
حزب المصريين الأحرار , عندما تحفظ منذ البدايه علي فكرة التحالفات , لأنه فكره تجسد
ضعف الكيانات الحزبيه الجديده , خاصة وان مشروعات التحالفات تتحدث عن كيانات جيلاتينيه لاقيمة لها ممثله في تكتلات وهميه واحزاب لايعرفها
احد , وبالتالي كان سعي الحزب من اجل التقدم للأنتخابات النيابيه القادمه منفردا قرارا سليما , لأنه يتيح الفرصه لبناء حزب ليبرالي
قوي يعتمد علي كوادره وعلي المتحالفين معه حتي من نواب الحزب الوطني القدامي والذين باتوا من حقهم الترشح دون اي اقصاء , وهذا
الحكم القضائي الذي سمح لهم بالترشح سوف يتم بالقياس عليه السماح لجميع نواب الحريه
والعداله - غير المحتجزين - بالترشح ايضا .
اذن نحن امام حاله
مصريه فريده لم تشهدها الحياه النيابيه منذ عام 1924 تاريخ تنظيم اول انتخابات , التنظيم
الأكبر وصاحب اخر اغلبيه برلمانيه مطارد ويحاكم قادته وهناك احكام بالأعدام تلاحق مرشده
الأكبر ومكتب ارشاده , والحزب الثاني من عدد النواب متهم من قبل قطاع من المصريين بأنه
كان شريكا في الاطاحه بالرئيس مرسي وبالتالي فهم ضده وفريق اخر من متطرفي الاتجاه الليبرالي يرون فيه الشيطان الأكبر
والأكثر خطوره ومن اللازم عزل افراده مثلما يعزل مرضي الجزام . ثم حزب قديم مثل الوفد
يعاني من عقدة انه الحزب الأقدم وبالتالي فعلي
الجميع ممن يرغبون في التحالف معه الرضوخ لكافة تصوراته , ثم باقي الاحزاب المرتبطه بالحزب الوطني القديم والتي
تعاني هي الأخري من نرجسية بعض قادتها وعدم قدرتهم علي التعايش السلمي والتنسيق من
اجل الخروج بنتيجه نيابيه تسمح لهم بالمشاركه في السلطه , ثم الكيانات الجيلاتينيه
التي يتم تحريكها وفق اجنده امنيه .
وسط هذا كله يبدو
المشهد ملتبسا وضبابيا ويحتاج الأمر الي كتابه جديده تنظر الي موقف الجيش من الانتخابات
القادمه , فضلا عن مؤسسة الرئاسه , وهل ستترك
الانتخابات دون اي تدخل باعتبارها الحل الأمثل
لعودة الهدوء للساحه المصريه المضطربه , حيث تترك كل القوي تمارس حقها في التعبير والدعايه ويصبح الصندوق هو المعبر الأوحد عن مستويات تمثيل المصريين في البرلمان وبالتالي عند
تشكيل الحكومه , ام ستخرج النتائج من الكونترول الحكومي مثلما حدث في انتخابات
1995 و2010 , مع العلم بأن الأخيره كانت سببا في قيام ثورة 25 يناير المجيده " رحمها الله " ؟
مع تحياتى لكم ولمصر الحب كله
عربى السمان
مع تحياتى لكم ولمصر الحب كله
عربى السمان
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق