صدر العددالاول فى يناير 2010
شنكل
ابن شناكل ..؟
كتب
محمود الجمل :
يبدو إننا تعودنا في مصر أو قل أدمنا عمليات صنع الفخاخ لبعضنا البعض . يبدو أكثرنا زهدا في الحياة الدنيا أكثرنا حرصا علي إثبات إن
كل من دونه رعاع يلهثون وراء كل عرض زائل
, وإذا فتشنا في أوراقه , سوف نكتشف وطبقا لتقرير موثق أعده الجهاز المركزي للمحاسبات , إن الرجل المهيب
ذو اللحية البيضاء المضيئة , لم يفوت فرصه واحده للكسب دون ان يغتنمها , وانه لم يصدر
فتوي واحده صحيحة في كل ما اسند إليه من موضوعات
ملتبسة , وبالرغم من هذا يظل الرجل علي مقعده
, محصلا لكافة الامتيازات , متقاضيا 60% من
أصل مرتبه الذي يحصل عليه من جهة عمله الأصليه . وإذا كان هذا هو سلوك
من افترضنا فيه انه من سدنة القانون فما بالنا بسلوك من هم دونه ..؟
أيضا تحتاج
لكي تؤكد حقا لشخص مريض يعاني من كوكيل من الأوجاع المضنية , يستأجر من المحافظة التي يقيم بها محلا يدير منه مشروعا ناجحا يعمل به سبعة إفراد , يوفرون
علي الدولة سبع فرص عمل , إن تبذل جهدا مضنيا من اجل إيجاد صيغه قانونيه تتيح لهذا
الرجل الانتفاع بالعين – التي يدفع إيجارها
بانتظام شديد – لمده زمنيه أطول , بدلا من إدخاله
لإجراءات مزاد غير مضمونه ومكلفه كل
ثلاث سنوات او ان تملك له
, خاصة وانه توجد حالات شبيهه تم فيها تمليك
احد المحال لأحد المواطنين بموافقة
محافظ سابق مراعاة للبعد الاجتماعي , وحالات أخري يتم فيها مد الإيجار لأكثر من عشرة
أعوام .
تقوم بصياغة مذكره مؤثره للعرض علي السيد المحافظ
, ويتعاطف مع الحالة مدير مكتبه , ويتم العرض , فيؤشر السيد المحافظ للسيد مدير عام
الشئون المالية والأداريه بالدراسة ,الذي يؤشر
بدوره لمديرة العقود والمشتريات , التي تكتب بدورها مايفيد انتظام المواطن في سداد ماعليه , وتوصي بمعاملته
بمثل حالات شبيهه تم تجنيبها الدخول في محرقة المزادات غير المضمونة . ثم يعود الملف
للعرض علي السيد السكرتير العام , الذي يعرضه بدوره للسيدة مديرة الشئون القانونية
, ويبدو من الأفق ان السيدة المكلومه بفقد عزيز لديها , والتي تعرف جيدا صاحب
المشكلة وظروفه ,انها سوف توصي بمعاملته بمثل حالات شبيهه تم تجنيبها مزالق ومحارق
المزادات , إلا إن السيدة التي أدمنت صنع الفخاخ
, لم تشأ وهي علي بوابة الخروج إلي الاستيداع إن تصنع خيرا , ولم يوفقها الله
في ان تصنع معنا معروفا نذكرها به, فكانت تأشيرتها هي " دخول صاحب المصلحة للمزاد " اي تركه
لمصيره ولمضاربات المغامرين وابتزاز المبتزين . وقد كان جاء الرجل المريض للمزايدة ,ونجح بفضل الله في ان
يقنع الطامعين بأن مزايدتهم عليه تعني قرارا بالقتل , فاّثروا الانسحاب إشفاقا علي
الرجل . إما مرافعات من تحمسوا له وطفرت دموعهم وهم يقنعون من بيدهم الأمر بالديوان
العام ان الأنسانيه قبل القانون , فلم تجدي
نفعا , في ظل شيوع منطق الفخاخ والحديث الأجوف عن الأجهزة الرقابية والخوف المفتعل
منها .
وحتى في القضايا الأكثر اتساعا والتي تهم الأغلبية من المواطنين
وسكان المحافظة , تظل روح " شنكل ابن شناكل " حاضره . يعني عندما تتقدم شركه
كبيره من اجل إقامة مصنع لتدوير المخلفات العضوية وتحويلها إلي وقود حيوي , باستثمارات
تقدر ب 27 مليون دولار وفرص تشغيل مؤكده لشباب الخريجين تصل إلي 100 فرصه , وتقوم الشركة
بتقديم عرض مالي قدره " ثلاثة ملايين
ونصف المليون جنيه " نظير مقابل الانتفاع بالأرض التي سوف يقام عليها المصنع وقيمة
400 طن من النفايات العضوية يوميا وقيمة إصلاح وصيانة معدات جهاز النظافة . ثم لايتم
التعامل وبسرعة مع هذا العرض الملح والحيوي , خاصة وان قضية النظافة صارت اولويه أولي
للدولة واحد الاختبارات الرئيسية للإبقاء علي
محافظ وإقالة أخر. عندما يتم التعامل مع هذا العرض بإهمال , في الوقت الذي يتم فيه
توقيع اتفاق معيب بين المحافظة واحدي الشركات العاملة علي أرضها , عقد ليس به شرط جزائي
واحد علي الشركة في حالة عدم التزامه ببنوده
. هذا العقد يمنح المحافظة مبلغ " مليون جنيه للسنة الواحدة " إي اقل من
العرض الآخر والذي يزيد عنه بمبلغ " اثنان ونصف المليون من الجنيهات " .
وخطورة هذا العقد الذي تم الإسراع بتوقيعه رغم مافيه من ملاحظات انه مؤقت , خاصة في ظل قيام الشركة المقصودة بتنفيذ منظومة
استخدام الفحم في إنتاج الطاقة اللازمة للصناعة والتوقف عن استخدم مايسمي ب "
اصبعيات الطاقة " وهي التي يتم الحصول عليها من عمليات الفرز لأطنان النفايات
.
هذا علي المستوي المحلي
, علي المستوي القومي , ترفرف وبامتياز روح الملعون " شنكل ابن شناكل "
فوق مباني وزارة الكهرباء وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة , وتمنع حتى هذه اللحظة الشركات
المتقدمة لتنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح من بدء العمل من اجل سد الفجوة
القائمة مابين المنتج الفعلي من الطاقة والاحتياجات اللازمة للمصانع – المتوقف معظمها
أو حتى العاملة بجزء من طاقتها – بحجة انتظار صدور القرار الخاص بالتعريفة الموحدة
. رغم استعداد عشرات الشركات علي القيام بتنفيذ مايسند إليهم من وحدات لإنتاج الطاقة
وفورا , فقط بمجرد إن تمنحهم الوزارة الموافقات الأولية وتسليم المواقع والدخول في دائرة التنفيذ المبدع
والمبهر .
الخطورة هنا , هي إن يتحول " شنكل ابن شناكل " من مجرد كائن منبوذ
يجب مطاردته وحصاره , بل ورشه بالمبيدات , إلي
كائن نوراني غير لطيف , لايري بالعين المجردة , لكنه يسري في عروق الجميع مسري الدم
, يملك القدرة علي تكثيف مشاعر الخوف , قادر علي الوسوسة ,وبل وأيضا قادر علي التجسد في صورة موظف بيروقراطي متخلف ..هذا المتخلف لايمكنه فقط تعطيل قرار محافظ , بل يمكنه إفساد قرار وزير ..؟
اصدقائى الاعزاء لكم احترامى وتقديرى ولمصر الحب كله
عربى السمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق