المشاركات الشائعة

السبت، فبراير 13، 2016

( 752 ) فُرقع لوز بقلم عبد الراضى المحجوب

صدر العدد الاول فى يناير 2010



فُرْقع لوز
  بقلم : عبد الراضى المحجوب

( بـ )   بلغنى ايها الأصدقاء الاعزاء    عبر الراوى المحبوب  الدكتور عبد الراضى  المحجوب  المشهور بين السكان ( راضى )  عما حدث فى بلاد العجائب  الافرو اسيوية ..  ان فرقع لوز  الكائن الأنوى  الناقص  أراد ان يسلك طريق الفتنة واللّسعات واللّمز   والزُّنْبات للوصول الى تقبيل اليد و العتبات  مستغلا ما لديه من شطط ورعونة وتنطيط   وعفونة  فكرنى بخالته فوزية المزغونة , والحقيقة أن  سكان الحتة مكانوش يعرفوه  قبل كده لولا ان احد سكانها واسمه  ــ مستر لويار ــ  رأى فى نفسه وبـتأييد إخوته  ـ آذارـ وشهريار  ــ  وآيار ــ وأختهم بسمة  النهار .  و زويه من اقاربه وأشهرهم ريّان الحياّنى  والأمير العامرى والخلّ الوفى  واصحابه  انه  يرغب  بل وقادر على  الدخول الى حديقة  الباشا ومقابلة الباشا الكبير معتمدًا  على ما لديه من خبرة فى مجال الكلام , فأيّدوه وقالوا ... لا ملام .ما دام سيكون لفعل الخير إمام وسيجمع الشمل ويسود الوئام . ولا ينسى من وقف معه من الخلق والأنام .

( و )  وأحبُّ يا اصدقائى ان الفت نظركم ان من ينجح فى   مقابلة  الباشا الكبير والدخول الى حديقته  ؛ والجلوس معه ينل الخير اليسير ولذلك كانت الكثرة الكثيرة من شباب ورجال سكان الحتة والجيرة  يطمعون فى مقابلة الباشا الكبير من اول الغفير الى الوزير مرورًا  بالسفير .  وكان الشرط الوحيد للمقابلة الفوز بالتأييد من سكان الحتة . خاصة ووفق المتغييرات التى حدثت بالعتبات اصبح  سكان الحتة والجيرة منطقة واحده  واتسعت المساحة وشملت الأرياف والملاّحة  فزادت مسئولية كل من اراد مساعدة مستر لويار وبل زادت من همومه هو  شخصيا لأنّ التأييد اصبح واسع المدى .....قليل الصدى .

اعتمد لويار فى حملته اول ما اعتمد على خبرة الخل الوفى  السابقة  فى مجال لوحة الاعلانات  والمجلات الفضائية والحقيقة ان لويار لم يكن معروفا سوى لزويه وأقاربه وزملائه من شباب التجمع التجارى  وبمجرد ان نشر الخلُّ الوفىُّ جولاته ولقاءاته  خاصة نجاحه فى الصلح اياه والذى حسده عليه منافساه وقد  نال شهرة واسعة لدرجة ان شيخ مشايخ عرب بمبان الملقب بالخال  قال للخل الوفى انت مدير حملة  عال العال  .

هنا اصدقائى بدأت الغيرة تأكل قلب فرقع لوز ومارس هوايته فى الوقيعة وزرع الضغينة بين مستر لويار والخل الوفى ورغم التنبيه المشدد من الخل الوفى وإخوة مستر لويار محذرين اياه من ألاعيب فرقع لوز وضرورة ان ينتبه للوحة الاعلانات  والافعال التى تأتى من ورائها  إلا انه لم يستمع الى احد . وفوجىئ الخل الوفى بمستر لويار يطلب  منه اعلام وإعطاء  فرقع لوز حسابه  على اللوحة  والذى قام بعمله الخل الوفى  وهنا فهم الخل الوفى ان دوره قد انتهى . وان دوره  بعد مضى العام  ونصفه معه وهو   وراءه  من قرية الى اخرى ومن لقاء الى منتدى موثقًا كل ذلك  بشتى المسالك ومن شدة اعجاب مستر لويار اطلقوا على الخل الوفى ( صاحب الحضرة الاعلامية )  والمسؤول الاعلام الاول وزاد اعجابه عندما رفض الخِل أى مقابل مادى مثلما يفعل كل المترددين على لوحة الاعلانات
 اما عن اخوته فلم يسلموا من لدغات فرقع لوز اقربها وآخرها انهم  اوصلوا الى مستر لويار ــ  أخوهم بعد نجاحه فى عضوية حديقة الباشا الكبير ــ  تسجيلًا   يتناول فيه فرقع لوز من وقفوا وراء لويار من اخوته واقربائه بمالا يليق واصفًا اياهم   ( بالمرتزقه ) قليلى الحيلة و الحركة  وانهم شاركوا فى الحملة  متأخرين ولمصالحهم ساعين  . قائلا  لمن حوله مستعرضا قدراته انه السبب فى نجاح مستر لويار  . 

والغريب كما يحكى الراوى رامى  ان احد الجالسين راجعه قائلا له ( ازاى بقى  ده السبب فى نجاحه هو اخوته آذار وشهريار واختهم النشيطة بسمة النهار . ومعهم الرجل الشيخ الكبير ــ راجى رحمة ربه ـ  والذى كان ممثلا عاما  للشيخ المبارك ـ فى الحتة  ) فيرد فرقع لوز... آه  ده عند ام ... وخجل الراوى ان يكمل . وتسبب فى حدوث ما لا تحمد عقباه من خصام ووقيعة وزاد من مكر ودهاء فرقع لوز ان مستر لويار اتخذ جانب البعد عن كل من شاركه الحملة وقربه هو ومن معه اليه .


ويستمر الراوى المحبوب راضى المحجوب فى روايته من أنّ الأمير  العامرى  شيخ مشايخ قرية بامبان ومعه كبير الياوران  عبد ه  مهران واخيه يعنى اثنان  حضروا بالمخصوص لمّا سمعوا أنّ  العداء زاد وانتشربين الأقارب  أنّ موضوع الخصومة  فى ازدياد ؛  بين مستر لويار واخوته الأخيار  . قاطعين مرحلة السفر الطويل مضحّين بالراحة , فى حدائق الواحة صاحبة الروائح الفوّاحة . وحاول الشيخ ورفاقه رأب الصدع تحت بند فليتقابل الجميع فيعرضُ هذا ويرد هذا ويحكم هو بينهم . واجتمع الجميع ولما طلبوا من لويار الحضور رفض قائلا لهم ( انا ما بروحش لحد اللى عايزنى يجينى ) .. واكتشف  الشيوخ ان الشيخ   ــ راجى رحمة ربه  ــ حاول هو الاخر ان يُصْلح  فلم يُفْلح

وعندما لاح فجرُ الليلة بازغا فى طرف المدينة التى خلت من الزّينة رجع وفد الصلح القادم من اقصى البلاد تحدوهم خيبة الامل لتصرفات العباد .
 وصمت الراوى صمت من أرهف السمع كانه يسمع صوتا قريبا من الهمس ... ياه انه صياح الديك .. القادم من بعيد  فقد لاح الفجر  وظهر الصباح وسكت الراوى عن الكلام المباح  ووعدنى الراوى بتكملة الحديث ان كان فى العمر بقية . وعلى الأقل تكون خَفّت حدة النُّواح .

الاصدقاء الاعزاء لا يصح اعمال حالة الاسقاط على هذه القصة فالشخوص والاحداث هى من وحى الكاتب

لكم منى تحياتى وتقديرى ولمصر العزيزة الحب كله 
               العربى السمان 







هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

الاخ العزير / العربى
تهنئة من القلب لك ولكل المهتمين بادب القصص القصيرة الرمزية على هذف الرواية القصيرة الرائعة والمعبرة عن واقع نعيشه
وارشحها لجائزة الدولة التقديرية لافضل رواية قصيرة عن عام 2016
ونرجوك رجاء خاص باكمال يوميات فرقع لوز والخل الوفى ولوبار
اخيك / خالد