صدر العدد الاول فى يناير 2010
بمناسبة
تقدم النائب علاء عبد المنعم بطلب حول رفع
الحصانة عن النائب مرتضى منصور بعد مدة قصيرة من رفع الحصانة عن توفيق عكاشة قرأتُ فى الاهرام هذا المقال فى صفحة قضايا وآراء من مدة ليست قصيرة
فى 19/12/2015 اى قبل رفع الحصانة,,,, تعالوا نقراه ونقارن
قضايا واراء
َترَحَّمُوا على زمن البذاءةِ المُحتشمة
الاصدقاء الاعزاء
النائب علاء عبد المنعم عضومجلس النواب |
اولا نص طلب علاء عبد المنعم :
قال علاء عبدالمنعم في المذكرة التي قدمها لرئيس المجلس امس، إن النائب
مرتضي منصور دأب علي الزج بابنتي في طلب تحقيق مقدم إلي رئيس مجلس النواب ظنا منه أن
ذلك قد يرهبني ويدفعني للسكوت علي ما يقترفه من أقوال وتصرفات مشينة، قائلا «علي الرغم
من أن ماسطره النائب مرتضي منصور عار تماماً من الصحة الا أنني اتمسك بالتحقيق فيما
ادعاه». وطالب علاء عبد المنعم الدكتور علي عبد العال بالتحقيق مع مرتضي منصور لتلفظه
بألفاظ نابية تخدش الحياء، ولغة هابطة وسوقية علي شاشات الفضائيات، واتخذ من التهديد
اسلوبا ومنهجا لممارسته في الاٍرهاب الفكري وتهديده لجميع فئات المجتمع وكشف فضائح
لا توجد الا في خياله، وخوضه بالباطل في سمعة الجميع وبأحط العبارات، والاتهامات الباطلة
حتي مع الزملاء أعضاء المجلس الموقر، كل هذا بالصوت والصورة والتي نقدم بها أسطوانات
مدمجة لإثباتها. واتهم النائب علاء عبد المنعم النائب مرتضي منصور بالتدليس والكذب
علي المجلس ونوابه لتصفية حسابات مع خصوم له خارج المجلس، ووفقا للثابت لمضابط الجلسات
ـ مستغلا صفته النيابية ـ ومستخدما مجلس النواب كأداة من أدوات ممارسته في تهديد وارهاب
الآخرين.
وقال علاء عبد المنعم في مذكرته التي تقدم بها للدكتور علي عبد العال حيث
انه من المتفق عليه ان الاخلال بأي نص من نصوص الدستور إنما هو إخلال وحنث بالقسم الذي
يلتزم به النائب ويترتب عليه بالضرورة فقدان لأهلية شغله المنصب ويوجب عزله ، لافتا
للمادة 104 من الدستور التي اشترطت علي عضو مجلس النواب ان يباشر عمله ويحترم الدستور
والقانون وكانت المادة 110 من الدستور قد أجازت اسقاط عضوية النائب اذا ما أخل بواجبات
العضوية، وأضاف أنه لما كان تحقير الدستور يمثل انتهاكا لأحكامه خاصة ان تصريحات النائب
المذكور صدرت منه بعد ان أدي القسم باحترام الدستور فإن ذلك يمثل أقصي درجات الاخلال
بواجبات العضوية والتي توجب اسقاط عضويته عملا بالمواد 104 ، و110 من الدستور الحالي
.
الان وفى جريدة الاهرام واقول
الاهرام لانها مازات وسشتظل متربعة على
عرش صاحبة الجلالة ....الاهران تنشر قبل رفع الحصانة (َترَحَّمُوا على زمن البذاءةِ
المُحتشمة )
******* المقال الرئيسى ********
م يحيى حسين عبد الهادى:
(إن الله لا يُحِبُّ الفُحْشَ
ولا التَفَحُّش) حديث شريف
... قَبْلَ رُبع قرنٍ، كان المصريون
يردون (غيرَ مُصدقين) قاموس الشتائم التى يرددها وزير الداخلية زكى بدر (غَفَرَ اللهُ
له) فى مؤتمراته (الجماهيرية) غير المُذاعة إعلامياً.. بدأ الرجلً فُحشَه بسَبِّ رموز
المعارضين لسياسات مبارك والطعن فى شَرَفِهم، فلما لم يحاسبه أحدٌ اعتُبِرَ ذلك دليلاً
على رِضا مُبارك.. فأوغل الرجل فى الانحدار أكثر إلى أن وصل إلى الدَرْكِ الأسفل فى
مؤتمرٍ شهيرٍ أصاب لسانُه فيه الجميع (باستثناء مبارك طبعاً).. كان اللقاءُ فى بنها
أمام خمسة آلاف رجلٍ وامرأة واستخدم ألفاظاً يَعَفُّ القلمُ عن كتابتها وتمنع رقابة
الآداب (والأهرام) نشرها.. بدأ بالهجوم التقليدى على جماعة الإخوان ومرشديها من الأول
للأخير، ثم انتقل إلى رموز المعارضة
فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية الاسبق |
كإبراهيم شكرى.ومحمد
حلمى مراد وخالد محيى الدين وفؤاد سراج الدين .. ثم قِمَم الصحافة والفكر كأحمد بهاء
الدين ومحمد السيد سعيد ويوسف إدريس وفتحى رضوان.. ثم طَالَت البذاءةُ مسئولين
سابقين، واختتم وَصلَةَ السَبِّ والقذْفِ بزملائه من المسئولين الحاليين بادئاً بعاطف
صدقى رئيس الوزراء وحسب الله الكفراوى وزير الإسكان .. نشرت صحيفتا الشعب والأهالى
وقائع المهزلة ولم يتحرك مبارك .. قَدَّم فؤاد سراج الدين وإبراهيم شكرى احتجاجاً للرئاسة
ولم يتحرك مبارك.. فقط عندما أرسل أحمد بهاء الدين مقالاً غاضباً للأهرام، طلب مبارك
من بدر أن يستقيل وتم سحب المقال من المطبعة .. كان مما قاله بهاء (كُنتُ أقلّ المشتومين
حظاً من الشتائم .. ومِثلِى من لم يشتم إطلاقاً..
رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب زمن مبارك |
ولكن كان ثَمَّة شعورٍ يشمل الجميع
دون استثناء بالإهانة العميقة البالغة، فقد سَبَّ من الرموز والأفراد مَنْ إذا سَبَّهم
فكأنه سَبَّ الشعبَ المصرى كله.. وبذاءةُ السِبَاب لم يكن لها مثيل .. وما قرأتموه
فى جريدتى الشعب والأهالى ليس إلا عُشر مِعشار ما قاله بالفعل، فأكثرُه لا يُنشر ولا
يُقال.. أكثرُه مما إذا قاله فردٌ لآخر فى حارةٍ لأُلقِىَ إلى السجن.. إنَّ مِنْ حق
الدولة أن تقبض على مواطنٍ وتحاكمه وتعدمه ولكن ليس من حقها أن تجعل شرطياً يصفعه على
قفاه، فالإهانة شئٌ آخر.. فما بالُنا إذا كانت الإهانةُ جماعيةً تشمل الناس جميعاً؟!
وكيف يعيش ناسٌ فى وطنٍ وفى عهدٍ وهم يشعرون أنهم _ بالاستعارة من دوستويفسكى _ «مُذَلُّون
مُهَانُون» بين شعوب الأرض؟ والذُلُ والمَهَانَةُ يجرحان الشعوب بأقصى مما يجرحها الجوعُ
ذاتُه) انتهى كلام أحمد بهاء الدين، الذى تَتَبَدَّى طِيبَتُه ونقاؤه فى استشهاده بدوستويفسكى
وهو يخاطب رئيساً لم يُعرَفْ عنه أنه قرأ فى حياته كتاب أدبٍ أو شعر.
لا
أدرى ماذا كان يقول بهاء لو امتَدَّ به العُمرُ إلى أيامنا التى صِرنا نَتَرَحَّمُ
فيها على زمن هذه البذاءة المحتشمة (إذا جاز التعبير) .. لم تَعُد البذاءةُ مُحاصَرَةً
فى مؤتمرٍ غير مُذاعٍ يحضره خمسة آلاف فقط، وإنما صار الطَفْحُ يتدفق علينا من شاشاتٍ
يشاهدها عشراتُ الملايين فى بيوتهم على الهواء.. وأُضيفَ إلى بذاءة اللفظ بذاءة الفِعل
(أو ما يُسمَّى التسريبات)
وصار المتفحشون هم نجوم
المرحلة.. تتسابق عليهم الفضائيات، ضيوفاً ومذيعين.. ووصلت (المَسخَرَةُ) حَدَّ أن
المُتَفحشين صاروا هم أصحاب الفضيلة الذين يمنحون صكوك الوطنية لمن يَرضَى عنهم مُحَرِّكُوهُم..
وكما كان يفعل قُدوتُهم فى البذاءة من ربع قرن، يُغَلِّف
الشتامون الجُدُد سِبابَهم بالهتاف للرئيس ولمصر ثم يستبيحون الجميع قولاً وفعلاً..
لا أقصد بالجميع المعارضين فقط، وإنما حتى المؤيدين من ذوى الصوت المختلف.. والأجهزة
الغبية مبتهجةٌ ظَنَّاً منها أن ذلك يحفظ الدولة، مع أن كل الدول التى سقطت حولنا لم
تسقط إلا بمثل هذه المُمارسات.. لا أُعفى من المسئولية بعضاً من فرقاء السياسة الذين
غَضُّوا الطرف عن البذاءة فى حق خصومهم (وابتهجوا بذلك أحياناً).. مع أن البديهى أن
الذى أَبْذَأَ فى حق خصمك أولاً، سيُثَنِّى بك ولن يستثنى أحداً إلا أهله وعشيرته من
فَسَدَة نظام مبارك .. أتحدث هنا عن البذاءة لا الاختلاف.. ولكن مسئولية الدولة أكبر
احمد بهاء الدين رئيس تحرير الاهرام الاسبق |
..
ليس لأن صَمْتَها سَرَّبَ لكثيرين شعوراً مُبَرَّراً بأن فى الدولة مَنْ يقف خلف هذه
الممارسات، لا سيما وأن هؤلاء المتفحشين لم يُعرف عنهم إلا الانبطاح الكامل لكل الأنظمة،
إذا طُلِب منهم أن ينهشوا شريفاً فاقوا رَدَّاحات الحوارى، وإذا طُلِب منهم أن يصمتوا
بادروا بقطع ألسنتهم.. وإنما لأن صمت الدولة على استمرار هذا التَفَحُّش يُقَوِّض أُسُسَ
الدولة بالمفهوم القانونى.. الدولةُ لم تقم بواجبها كدولةٍ عَبْرَ مؤسساتها المختلفة..
للنيابة دورٌ لم تقم به دون انتظار بلاغاتٍ (مع أن هناك بلاغات).. وللمنطقة الاقتصادية
الحرة لمدينة الإنتاج الإعلامى دورٌ لم تقم به (وقد كنتُ عضواً بمجلس إدارتها قبل عزلى
وأعرف يقيناً أنها تملك إيقاف المتفحشين مذيعين وبرامج وقنوات).. أما التنصت على الحياة
الخاصة للمواطنين وفبركتها ثم (تسريبها) للمتفحشين فى انتهاكٍ فاضحٍ للدستور فهو مسئوليةٌ
مباشرةٌ للدولة، سواء كانت هى التى تَنَصَّتَتْ وفَبْرَكَتْ وسَرَّبَتْ، أو لم تُعاقِب
وتَمْنَع مَنْ تَنَصَّت وفَبْرَك وأذاع.. حدثت واقعة زكى بدر فى عهد رئيسٍ حكى المقربون
منه رواياتٍ عن نكاته البذيئة التى كان يُحِبُّ سَمَاعَها وترديدها.. المُفارَقةُ أنه
بعد رُبع قرنٍ
الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية |
وفى عهد رئيسٍ يقول عن نفسه ويُجمِعُ القريبون منه على أنه عَفُّ اللسان
دَخَلَ المُتفحشون البرلمان!!
لكم منى الاحترام والتقدير ولمصر الحب كله
العربى السمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق