صدر العدد الاول فى 16 من يناير 2010
فيديل كاستروا
ان كثيرا من الاجيال الجديدة التى اعتلت مقاعد السياسة لا يعرفون عن هذا الزعيم اكثر من اسمه طبعا هذا يرجع الى انزوائه عن الاضواء بعد عام 2006 بعد مرضه فهومثال لثائر التمسك بمبادئه التى نشأ عليها وتكفى هذه الصفة مثلا حيا لشبابنا . لقد قمتُ بتجميع اكبر قدر من المعلومات عنه اضافة الى معايشتى لفترة ثورته فى كوبا ومزامنة ذلك لثورة يوليو بزعيمها عبد الناصر فهى فترة عشناها وتعايشنا معها ومعذرة ان قصّرتُ فى حقه .
فيدل
أليخاندرو كاسترو (13 أغسطس 1926 - 26 نوفمبر 2016 رئيس كوبا منذ العام 1959 عندما
أطاح بحكومة فولغينسيو باتيستا بثورة عسكرية ليصبح رئيس الوزراء إلى عام 2008 عند
اعلانه عدم ترشحه لولاية جديدة وانتخاب أخيه راؤول كاسترو مكانه. وكان كاسترو في
1965 أمين الحزب الشيوعي في كوبا وقاد تحويل البلاد إلى النظام الشيوعي ونظام حكم
الحزب الوحيد. وأصبح في عام 1976 رئيس مجلس الدولة ومجلس الوزراء. وكان أعلى قائد
عسكري. بعد جراحة معوية في 31 يوليو 2006 سلم مهامه لأخيه الصغير ونائب الرئيس
الأول راؤول كاسترو. في 19 فبراير 2008 وقبل 5 أيام من انتهاء مدة الحكم أعلن أنه
لن يرغب في مدة جديدة كرئيس أو رئيس أركان. توفي في 26 نوفمبر 2016، عن عمر يناهز
90 عامًا.
مع رفيق نضاله ارنستو تشى جيفارا |
بداية حياته
تربى في بين والديه المهاجرين من إسبانيا والذين يعدون من
المزارعين. تلقى تعليمه في المدرسة التحضيرية، وفي عام1945م، التحق بجامعة هافانا
حيث درس القانون وتخرج منها عام 1950م.
ثم عمل كمحامي في مكتب
محاماة صغير وكان لديه طموح في الوصول إلى البرلمان الكوبي إلا أن الانقلاب الذي
قاده فولغينسيو باتيستا عمل على إلغاء الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها.
وكردة فعل احتجاجية، شكّل كاسترو قوّة قتالية وهاجم إحدى الثكنات العسكرية وأسفر
هذا الهجوم عن سقوط 80 من أتباعه وإلقاء القبض على كاسترو. حكمت المحكمة على
كاسترو بالسجن 15 عاماً وأطلق سراحه في مايو 1955م، ونفي بعدها إلى المكسيك، حيث
كان أخوه راؤول ورفاقه يجمعون شملهم للثورة، وكان قد التحق إرنستو تشي جيفارا بالثوار ليتعرف على فيديل كاسترو ويصبح
جزء من المجموعة الثورية.
كوبــــــا من الشمال امريكا وخليج المكسيك وجزر الباهاما ويحيط بها شرقا وجنوبا جاميكا والبحر الكاريبى وهاييتى |
و على متن قارب شراعي، أبحر كاسترو ورفاقه من المكسيك إلى كوبا
وسُميت زمرته بحركة ال 26 يوليو، ولم يعرب كاسترو عن خطه السياسي رغم
قيامه بتأميم الأراضي في المناطق التي سيطر عليها الثوار، لكن بعد إنتصار الثورة
قام بتكليف أحد الرأسماليين الذين تبنوا لفكر الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون
والرئيس أبراهام لينكن، وذلك لتفادي أي هجوم أمريكي على الثورة البكر كما حدث في
غواتيمالا، وبعد أن سيطرت الثورة على كوبا كاملة بدأ بتأميم كل الصناعات المحلية.
والمصارف وتوزيع ما تبقى من الاراضي للفلاحين.
تحرك كاسترو عسكرياً مع ما يقارب من ثمانين رجلا في 2
ديسمبر 1956 واستطاع 40 من مجموع الـ 80 رجل الانسحاب إلى الجبال، بعد أن تعرضوا
لهجوم غير متوقع من جيش باتيستا عند مرورهم على الشاطيء ودخولهم كوبا ،وعمل على
ترتيب صفوفه وشن حرب عصابات من الجبال على الحكومة الكوبية. وبتأييد شعبي، وانضمام
رجال القوات المسلحة الكوبية إلى صفوفه، استطاع كاسترو أن يشكل ضغطاً على حكومة
هافانا مما
اضطر رئيس الحكومة ورئيس
الجمهورية إلى الهرب من العاصمة في 1 يناير 1959 على إثر إضراب عام
وشامل جاء تلبية لخطاب فيديل كاسترو وثم دخلت قواته إلى العاصمة هافانا بقيادة
ارنستو تشي غيفارا حيث كان عدد المقاتلين الذين دخلوا تحت إمرة غيفارا ثلاثمائة.
في أبريل 1961 وقع غزو خليج الخنازير والذي كان عبارة عن محاولة انقلابية من قبل
وكالة المخابرات المركزية والتي انتهت بالفشل. استقال فيديل كاسترو من رئاسة كوبا
ومن قيادة الجيش في 18 شباط 2008 بعد صراع دام 19 شهرا من المرض وقد تولى شقيقه
راؤول كاسترو زمام السلطة في كوبا.
يعتبر كاسترو نفسه ملحداً ولم يمارس الطقوس الدينية المسيحية منذ
نعومة أظافره، وقد أقصته البابوية في الفاتيكان عن المذهب الكاثوليكي في 3 يناير 1962 لارتداد
كاسترو عن الكاثوليكية. وقد تحسنت علاقه كاسترو بالبابوية في مطلع التسعينيات من
القرن العشرين عندما إنهار الإتحاد السوفيتي وتخلى الغرب عن الفاتيكان، سمح للبابا
بزيارة كوبا بعد أن اعلن البابا ان المسيحية تؤيد الإشتراكية، وفعلا دخل البابا
إلى كوبا وأصبح صديق بعد عداء دام عقود، وقال كاستروا عن البابا : «"نحن
اليوم نتفق معه فقد كاد يقول ياعمال العالم إتحدوا!، ويعتبر هذا الشعار شعار
الأحزاب الشيوعية"».
سياسته الخارجية
نال فيديل كاسترو
وغيفارا عام شهرة كبيرة عام 1961 من
تصوير ألبرتو كوردا.
( البرتوا كوردا
هو صاحب الصورة الاشهر فى العالم آنذاك والتى التقطها لجيفارا والتى تصدرت مكتبه الا ان شباب الجامعات اتخذوها شعارا للاحتجاجات التى قاموا بها )
المصور الاشهر البرتو كوردا |
سارعت الولايات المتحدة
بالاعتراف بالحكومة اللاتينيه الجديدة وكان كاسترو رئيساً للدولة آنذاك. وكلف أحد
البرجوازيين برئاسة الحكومة، تفاديا لضربات السياسة الأمريكية المعادية للشيوعية
والاشتراكية، وسرعان ما بدأت العلاقات الأمريكية الكوبية بالتدهور عندما قامت كوبا
بتأميم الشركات، وتحديداً، شركة "الفواكه المتحدة". وفي أبريل من 1959،
زار الرئيس كاسترو الولايات المتحدة الأمريكية والتقى هنا مع نائب الرئيس ريتشارد
نيكسون، واعتذر الرئيس الأمريكي لعدم استطاعته اللقاء مع كاسترو لارتباطه بلعبة
الغولف وقد طلب الرئيس الأمريكي من نائبه التحقق من انتماء كاسترو السياسي ومدى
ميوله لجانب المعسكر الشرقي، وخلص نائب الرئيس نيكسون إلى أن كاسترو : «"شخص
بسيط وليس بالضرورة يميل إلى الشيوعية"» . وفي فبراير عام 1960، اشترت كوبا
النفط من الاتحاد السوفييتي ورفضت الولايات المتحدة المالكة لمصافي تكرير النفط في
كوبا التعامل مع النفط السوفييتي، فقام كاسترو على تأميم المصافي الكوبية التي
تسيطر عليها الولايات المتحدة الأمريكية ، مما جعل العلاقات الأمريكية الكوبية في
أسوأ حال . وقامت الولايات المتحدة بمحاصرة كوبا إلى أن انتهى الحصار في 2015 ، و
قد تحسنت العلاقات الكوبية السوفيتية ، و استمر التبادل الاقتصادي حتى الثمانينات
حيث قام الإتحاد بمحاصرة كوبا ووقف استيراد الرصاص الكوبي.
أزمة الصواريخ
استناداً على مذكرات الرئيس السوفييتي
خوروشوف، فقد رأى الاتحاد السوفييتي أن يقوم على نشر صواريخ بالستية لتحول دون
محاولة الولايات المتحدة من غزو الجزيرة . وفي 15 أكتوبر 1962، اكتشفت طائرات
التجسس الأمريكية منصات الصواريخ السوفييتية في كوبا ورأت تهديداً مباشرا للولايات
المتحدة نتيجة المسافة القصيرة التي تفصل بين كوبا والولايات المتحدة (90 ميل).
وقامت البحرية الأمريكية بتشكيل خط بحري يعمل على تفتيش السفن المتجه إلى كوبا .
وفي 27 أكتوبر 1962، بعث الرئيس الكوبي كاسترو برسالة خطية للرئيس السوفييتي يحثه
فيها على شنّ هجوم نووي على الولايات المتحدة ولكن الاتحاد السوفييتي لم يستجب
لهذا الطلب
مع الزعيم الافريقى نيلسون مانديلا |
. ورضخ الاتحاد السوفييتي لإزالة الصواريخ الكوبية شريطة أن تتعهد
الولايات المتحدة بعدم غزو كوبا والتخلص من الصواريخ البالستية الأمريكية في
تركيا.مما أدى لأستتباب الأمن وزوال الخطر، اتسمت العلاقة بين الولايات المتحدة و
كوبا بالعدائية، واستمرت الولايات المتحدة بدعمها لمحاولات اغتيال كاسترو.
لكم تقديرى واحترامى ولمصر الحب كله
العربى السمان