صدر العددالاول فى يناير 2010
سمير فرج وزيرا ..؟
لواء دكتور سمير فرج |
كتب محمود الجمل :
كلما اقترب الحديث عن وقوع تغيير وزاري ,
تكثر التكهنات المرشحه لهذا او لذاك , ويجتهد
المراقبون والمحللون السياسيون في تقديم اسماء
يرون انها صالحه لتقلد الموقع الوزاري , خاصة في دوله قديمه وعميقه ومعقده مثل مصر , منصب الوزير في ظل
ماتعانيه من مشكلات معقده لم يعد مغنما , بل ان
وزراء هذا الزمان باتوا اهدافا محتمله دائما للقصف وللنقد , بل وللسخريه غير المحتمله .
الحاله الوزاريه في مصر , تبدو غير مفهومه
وملتبسه وعبثيه احيانا , بمعني انه قد يتم الإتيان بوزير ما بناءً علي ترشيحات
اجهزه نافذه ومطلعه بالدوله , ثم ماان يجلس هذا الوزير علي مكتبه ويبدأ في ممارسة
مهام منصبه , فاذا به داخل دائرة الشبهات , واذا به متهما ومشاركا في اعمال انحرافيه , لاتدري متي لحق به
فيروس الفساد وهو الذي اجازته الأجهزه وعملت علي تمرير اسمه للقياده السياسيه
باعتباره الأفضل فاذا به داخل قفص الإتهام تكلبشه الكلبشات . " نموذج وزير
الزراعه السابق " .
الوزير فاروق حسنى |
السؤال الاستراتيجي هو . ماهي قواعد الترشيح للموقع الوزاري , هل هي
الكفاءه الأكاديميه , اي ان يكون المرشح
عالما في تخصصه , يعني هل كل طبيب عظيم
يصلح وزيرا للصحه وهل كل مهندس نابه يمكن ترشيحه وزيرا للإسكان , ام ان مهارات الوزير يجب ان تكون اداريه , يعني قدرته
الفائقه علي ادارة ديوان عام وزارته وكل
التابعين والفروع , يعني وزير فني " تكنوقراط " او ان يكون الوزير رجل سياسه ويعتمد في ادارة
وزارته علي وكلاء متخصصين مثلما كانت الوزارات تعمل في مصر لفتره طويله
وتحديدا في زمن حكم عبدالناصر والسادات . ظللنا نسمع اسم " عادل طاهر
" وكيل وزارة السياحه لسنوات طويله , وعندما جيئ به وزيرا في واحد من
الوزارات لم يستمر في منصبه سوي شهور قليله .!
المهندس ماهر اباظة |
منصب الوزير في مصر , منصب تحف به
الأشواك , وبعض الوزارات التغيير في اسماء
وزرائها يتم تلقائيا مع كل تغيير , فقط لمجرد التغيير غالبا , وتحديدا وزارات التعليم والتعليم العالي
والصحه ووزراء المجموعه الأقتصاديه والقوي العامله والسياحه والثقافه " بعد انتهاء ظاهرة فاروق حسني "
والاداره المحليه والبيئه . وهناك وزراء
ظلوا في مواقعهم لفترات زادت عن عشرين عاما في عصر مبارك امثال ماهر اباظه
للكهرباء
السيدة آمال عثمان |
ويوسف والي للزراعه
وامال عثمان للشئون الأجتماعيه
, فضلا عن فتي عصر
مبارك المدلل " فاروق حسني " .
وهناك وزراء هربوا من مناصبهم بعد
مرور اقل من اسبوعين علي توليه لموقعه
" نموذج د. جابر عصفور " في وزارة احد شفيق . ود. صابر عرب ,
الذي قدم استقالته من منصب وزير الثقافه
لكي يحصل علي جائزة النيل " 400 الف جنيه " ثم مالبث ان عدل عن
الإستقاله بعد ان اودع قيمتها في حسابه
البنكي . !
مع كل حديث عن التغيير الوزاري يجتهد
الجميع في طرح اسماء محدده ويكثر الكلام
عن ندرة الكفاءات وعن هروب المتميزين وعدم
قبولهم لمهمة التوزير , خاصة بعد 25 يناير
2011 , في ظل ارتفاع نبرة النقد الحاد
لاداء الجميع لدي عموم المصريين الا فيما ندر . ومن الأسماء التي كنت انتظر دائما
مع كل حديث عن التغيير ان يتم توزيره
, المدير السابق لدار الأوبرا ومحافظ الأقصر
السابق ايضا " الأسبق توصيف خاطئ " , وهو ينتمي للمؤسسه العسكريه وواحد
من كبار المثقفين وسبق له مناظرة شارون , وله اجتهادات فكريه وقدرات اداريه متميزه
. السؤال هو , لماذا لم يدخل ولو لمره واحده هذا الرجل دائرة الترشيح الوزاري ويتم اختباره في موقع الوزير , خاصة وانه يصلح
بحكم خبراته وزيرا للثقافه او للسياحه او للأداره المحليه .
مصر بحاجه لوزارة حرب , وزاره استثنائيه ,
يكون مشروعها القومي الأول هو مقاومة الأرهاب في سيناء وتطهيرها تماما . ومشروعها
الثاني الموازي هو اطلاق حركة تنوير قويه
تقدم صياغه جديده للتعليم والثقافه والبحث العلمي . ومشروعها الثالث هو توفير الاكتفاء الذاتي من الحبوب
والزيوت والسكر كأولويه اولي . مشروعات كهذه بحاجه لمقاتلين ووزراء استثنائيين
واعتقد ان د. سمير فرج واحد من هؤلاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق