ابداع المهندس
احمد عبود فى حب مصر
المهندس احمد عبود |
اصدقائى الاعزاء بدون تعليق منى فقد اقوم بالتعليق فأفشل فى
التعبير عن اعجابى بما كتب الاديب الشاب المهندس احمد عبود فلنقرأ اولا :
تجلس مصر بجانب سماعة تليفون يدق جرسه بقوة يلح
عليها أن ترد لتعرف من يطلبها , فيكون على الطرف الآخر شاب صوته جميل يغازلها
بأجمل ما فيها , ويطلب منها أن يقابلها , وأن يجمعهم مكان بعيد عن العيون حتى يقدم
لها أعز ما يملكه وهى روحه ودمه فداء لها حتى تعيش حرة , وبعد أن أتفقت مصر مع هذا
الشاب وأنصتت له وأحبته لصدقه , وأتفقا على المكان والموعد وأغلقت سماعة الهاتف ,
فيدق الهاتف مرة اخرى بقوة أشرس من المرة الأولى فتنزعج مصر وترفع السماعة فى
اضطراب , فتسمع أصوات ضرب قوية يشبه ضرب النار , وصرخات من نساء ورجال , وأصوات
عربات الأسعاف وضجيج شديد , فيعلو صوت مصر من يتصل ؟ , ولماذا هذه الاصوات كلها ؟
, ولماذا أصوات ضرب النار هذه ؟ , فلا يجيب عليها أحد فتغلق الهاتف لعدم قدرتها
على سماع هذه الأصوات لأنها أصوات مرعبة ومخيفة وهى لم تعتاد على أن تسمعها
لبرائتها , وفكرت فى الشاب الذى حدثته من قليل , هل هناك رابط بين المكالمة الاولى
والمكالمة الثانية ؟! , هل من الممكن أن يصاب هذا الشاب الجميل - الذى فتنها به
لحبه لها الممدود إلى ما لانهاية - بأى مكروه , فهل أصابه شئ فأتصل بها يشكو إليها
ما حدث ويعتذر لها !! .
وها هى تفكر وعينها مشتتة الفكر يدق الجرس مرة
اخرى بصورة أعنف وأشرس فينقبض قلب مصر هذه المرة ويمزقها أحساس أن هذه المرة
المكالمة لن تحمل لها خيرا , فتتردد أن ترفع السماعة , ولكنها تتمالك أعصابها
وتتمتم بكلمات الله البسيطة ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) ثم ترتعش يدها
على السماعة وترفعها ببطئ فإذا بصوت غليظ يحدثها ويقول لها : أسمعى يا أخت مصر
الشاب الذى أتصل بكى من شوية قد قتل ولا نعلم من قتله , ولكننا نريد الحفاظ عليكى
ونحن الأقدر بالحفاظ عليكى لأننا نعرف ربنا جيدا , ولن نسير بكِ فى طريق الضلال
وسوف نصُدقك القول والفعل , ولن ترى منا غير الرحمة والموعظة الحسنة , فكرت مصر
قليلا وكان ردها أعطنى الفرصة فى التفكير , فكان الرد غليظا , الأن أعطيك فرصة للتفكير وعندما خاطبك الشاب الأول استجبتى له بسرعة , فهل
لديكِى الفرصة أن تفكرى وأنا أقول لكى أنى سأسير بكى فى طريق الهداية وأنتشلك من
الضلال , فكان رد مصر مقاطعا لكلامه وكانت لهجتها هذه المرة عنيفة ومن قال لك أنى
أسير فى طريق الضلال حتى تأتى لتنتشلنى منه , قولت لك سأفكر وأرد عليك , وأغلقت
مصر السماعة وهى حزينة لما حدث لها , وتذكرت صوت الشاب وأدبه فى الحوار معاها وكيف
غازلها واصراره على مقابلتها وما حدث له حيث قُتل ويقولون أنهم لا يعرفون من قتله
, فبالتالى لن يأخذ أحد بثأره ممن قتله , وهو من مات من أجلها
تثاقلت الأحزان على مصر حتى دمعت عيونها وارتجف
قلبها حزنا وكمدا على هذا الشاب , وكيف تركها لهذا الصوت الغليظ يغلظها القول
ويتهمها بما ليس فيها ؟ , وها هى مازالت داخل حزنها العميق يدق الجرس هذه المرة
بعنف حتى يكاد أن ينفجر بجانبها , فتعلم أنها النهاية لا محالة , فترفع السماعة
هذه المرة بقوة بلا خوف فهى أصبحت الأن لا تهاب أحدا بعد أن ضاع منها أنبل ما كانت
تتمناه من حب وولاء خالص لها وحدها فذهب هذا الأمل بموت الشاب الجميل , فبعد رفع
السماعة تسمع صوت مشاجرة بين الصوت الغليظ وصوت اخر يكاد أن يشبه صوت الشاب الأول
, وكان الصوت عاليا مرتفعا يصل لحد الصريخ بين الطرفين , يظهر مشاجرة أو صراع حامى
الوطيس بين الطرفين , يقول كلا منهما أنت سرقت ثورة مصر منا وصعدت على ظهر جثة
الشاب لتصل لأهدافك , فإذا بالصوت الغليظ يقاطعه صارخا بل أنت الذى تحالفت مع من
كان معاونا فى قتل الشاب لأسقاطى وأنا الأحق بمصر أكثر منك , فأنا من ناضلت من
أجلها وألقيت فى السجون لسنوات من أجلها , فيأتى الصوت الآخر فيرد ألقُيت فى
السجون من أجل ولائك لجماعتك وليس من أجل مصر , وأنت من عقدت الصفقات مع من قتل
الشاب لكى تصل لهدفك وترهبنا بمليشياتك الأن التى تطلقها علينا فى الشوراع , فيصرخ
الثانى بل أنت البلطجى الذى أحرقت مقاراتى أولا وقتلت من فيها , ويصيح كل طرف منهم
يكيل الأتهامات للاخر ونسوا الأثنان أن مصر مازالت على الخط تسمع كل منهما وهى
تبكى على ما وصل بها من حال سئ مهترئ , وما أن وصلت إليها أصواتهم وهى تحمل سبابا
وشتائم من كلاهما للآخر حتى أغلقت مصرالسماعة فى وجههما وعلمت أن الاثنين لا خير
فيهما لأنهما نسا قبل أن يتشاجروا من يستحوز على مصر أولا أن يأتوا بحق الشاب
الجميل الذى مات من أجلها , والذى هو السبب الحقيقى فى أن تسمع مصر صوت كل منهما ,
فكست ملامح مصر الحزن وظلت لا ترد على السماعة مرة اخرى .
التعليق : حتى لا تهرب
منى الكلمات والعبارات الصادقة المغبرة عن اعجابى الشديد بالمقال اود ان ادعو الله
وانتم معى ان يوفق كل مسئول فى مصر لفتح نوافذ التعبير لاحمد عبود واقرانه من شبابنا الواعد ومصر يا اصدقائى لن ينضب معينها مادامت نوافذ الحرية والتعبير والابداع مفتوحة دون شروط .
مع تحياتى لكم ولمصر الحب كله
عربى السمان