المشاركات الشائعة

الخميس، يناير 26، 2012

( 320 ) الثورة الثانية فى ذكرى الثورة الاولى

           
                يوميات ثائرة من الميدان
                      ذكريات ليلة الثورة فى ذكرى الثورة


محمد عبد العليم داوود  وكيا مجلس الشعب  اشهر اعضاء المجلس
                لسنا مع التطاول والسب الشخصى واكنا مع هتافات انهاء حكم العسكر       
المطر الذي انهمر بغزارة ليل امس لم يستطع ان يفرق ثوار ميدان التحرير الذي اطل عليه من هنا، في "الشبه فندق" في القاهرة. "أدي الدنيا كمان بتمطر، يسقط يسقط حكم العسكر"، هتف الثوار بسرعة بديهة مصرية تتلقف اي حدث وتهضمه في لمح البصر لتعيد انتاجه بدمغتهم الخاصة. هكذا استمروا مساء امس بالتوافد في ما بدا انه سباق على حجز المساحات الاستراتيجية في الميدان الشاسع، بالأنصار والمنصات والخيم. فالذكرى الأولى للثورة متنازع على صبغتها: احتفال ام استمرار بالثورة؟
 ثورة المصريين فى ذكرى ثورته الاولى 


ليل امس شلت حركة المرور في الميدان الضخم تقريبا. اصوات الابواق تصم الآذان. رويدا رويدا، تتحول المنطقة الى منطقة مشاة، بالرغم من اصرار بعض السيارات على السير بين الناس مطلقة العنان لأبواقها. الثانية عشرة ليلا بتوقيت القاهرة. اعلان المشير طنطاوي انتهاء حال الطواريء يدخل الآن حيز التنفيذ بعد ما يزيد على 30 عاما من العمل به. لكن المشير لم يتم "نعمته" الرامية الى تنفيس احتقان الشارع ضد العسكر بسبب التجاوزات التي حصلت تحت سيطرتهم على الحكم منذ تنحي مبارك. هكذا ثار غضب الناشطين والثوار لأستثنائه "جرائم البلطجة" مفسحا في المجال امام "الإجتهادات" في بلاد إكّتوت بنار الإستثناءات والإجتهادات لعشرات السنين. ليل القاهرة عادة لا ينام، فكيف بعشية الليلة الكبيرة، عشية ذكرى الثورة الاولى؟ اصوات التظاهرات الجوالة لمختلف القوى تجوب الشوارع المحيطة بالميدان، تتناهى الي واضحة في غرفتي رغم اقفال النوافذ. اغلبها يهتف بسقوط حكم العسكر، ويندد بالسلطة الوليدة من رحم انتخابات لم يعط الجميع فيها فرصتهم، ما اوصل الأخوان المسلمين، المنظمين منذ زمن طويل، الى سدة البرلمان.
  بعيد الثالثة صباحا، تهدأ الأصوات قليلا، النوم أخيرا. أعد نفسي بالتعويض عن سهر امس بنوم مديد هذا الصباح، مستفيدة من حب القاهريين للنوم المتأخر. أتذكر نكتة وائل، زميلنا هنا، عندما سألته متأففة عن اي مقابلات استطيع القيام بها صباحا في القاهرة طالما ان الناس "كلها نايمة"، فقال بخفة دم:"والله الشعب الأولاني ده بتاع الصبح؟ انا ما اعرفش عنه حاجة". لكن ذلك كان من دون حساب الاسلاميين المستيقظين منذ الفجر وصلاته في بث مباشر عبر ميكروفونات الميدان. وكذلك من دون حساب فرق النقل المباشر التلفزيوني التي اجتاحت الفندق منذ الصباح الباكر. يصرخ شاب في الممر: "يا حودة..وصلة الكابل معاك؟".أكاد اقفز من السرير. أعرك عيناي الغافيتين. ثم اقرر: طيب. فلأستيقظ انا ايضا. كثير من القهوة، ولكن الحماس ينتقل الي كالعدوى. ثورة مستمرة ام احتفال؟ هذا هو العنوان العريض لميدان التحرير اليوم. "شيفت" التظاهرات الصباحية كان للقوى الاسلامية التى تنادت لإضفاء طابع الاحتفال على تجمع التحرير اليوم ب"إنجازات" الثورة. توتر ليل امس إثر جلسة البرلمان الأولى لما بعد الثورة،لا زال حاضرا. مرارة الثوار الذين احسوا انهم خدعوا لعدم تاجيل الأنتخابات من اجل اتاحة الفرصة امامهم ليكونوا جاهزين، لم تبددها غزارة النكات حول عبارة "بما لا يخالف شرع الله"، التي اضافها امس نائب سلفي خلال قسمه اليمين الدستوري، هل تحصل مواجهة بين "الشعب والشعب"؟ الثامنة صباحا. الى الميدان.
25يناير: الطبعة الثانية




هواء الصباح الشتوي البارد يلفح وجهك ما ان تخرج من العمارة القديمة العائدة الى القسم الاول من القرن الماضي. العمارات الكبيرة التي تحيط بميدان التحرير تعيق وصول اشعة الشمس المشرقة لتوها. مطر ليلة امس الذي كف صباحا، حول الشوارع كلها الى بركة من الوحول. اول عبوري يحاول شاب مدني اعتراض طريقي لتفتيشي. لا اعرف من هو ولكني بردة فعل غريزية اصيح به منتهرة :"هوه فيه ايه.." فيتراجع، خاصة اني لا احمل الا ورقة وقلما. الكافيتريات الجوالة المرتجلة اجتاحت المكان. هنا شاي وقهوة، هنا فول وطعمية،  هنا كوشري، هنا كسكسي، هنا ذرة مشوية، هنا بطاطاس مشوية..اليوم ايضا يوم استرزاق. الميكروفونات بدأت بث اناشيدها: هنا اناشيد ثورية من تلك التي لحنت وغنيت ايام عبدالناصر. كورال شباب يغني: الله اكبر باسم الله بسم الله. هناك اغنية يا بلادي يا بلادي التي ألّفت ولُحنت للثورة السنة الماضية. هناك، تلاوة قرآن كريم. منصات تنصب. يبدو ان العدد سيتجاوز المنصتين المتحاربتين: منصة الاحتفال ومنصة الثورة مستمرة. القلق يعاودني: هل سيحصل احتكاك؟ اللافتة المعلقة على احدى العمارات هي الأخرى تبدو نتيجة قلق من هذا النور:
"حاور ناقش دافع ولكن ما تنساش :في الآخر كلنا مصريين".
الوحول التي اختلطت بها اوراق مرمية ارضا، والبسطات المختلفة من التذكارات التي نصبت تماما فوقها بلامبالاة، تجعلك تتذكر "وصايا الثورة":"من النهارده البلد دي بلدك، لا ترمي زبالة في الشارع، ما تعاكسش بنت دي زي اختك، لا تتجاوز اشارة المرور..الخ". تتذكر فرق تجميل الارصفة ودهانها. والاهم، احلام الثوار بالتغيير. امس اطلق المشير ايضا سراح عدد كبير من المعتقلين وابرزهم مايكل نبيل. لا يزال احمد ابو دومة مسجونا. هل سُرقت الثورة؟ هل هذا صحيح؟ تتذكر خبر امس في الجريدة: السفيرة الأميركية تلتقي ..السلفيين لتناقشهم في الديموقراطية..
على منصة جماعة "6 ابريل"، اعتلى اهالي الشهداء المنصة: الشباب يعطون الميكروفون بكرم الى من يطلبه. سيدة نسمع صوتها المنفعل من دون ان نستطيع مشاهدتها نظرا لكثافة الناس: "يحيا الشباب اللي ضحوا بشبابهم علشان مصر..كل شاب وكل بنت وكل "شيخوخة"( هكذا تقولها لأنفعالها) ما فيش احتفالات. أحنا لسه بالثورة. القصاص القصاص. مش عايزين فلوس (30 الف جنيه لكل شهيد)يا نموت زيهم يا نجيب حقهم". تصرخ، والناس يرددون خلفها. ياخذ شاب منها الميكرفون ويردد قولا للأمام علي يحذر المؤمنين من التفرق لئلا يخسروا العزة. الأمام علي في مصر ذات الذاكرة الشعبية الفاطمية لا "يتعارض" مع اتباعها للمذهب السني. خلفه في البعيد، لافتة تطالب بإعادة تأميم قناة السويس وتحريرها من سلطة الفريق احمد فاضل. رجال بجلاليب الريف، قامات مشدودة فرعونية الطلّة معممة، يجولون وقد لبسوا يافطات عليها مطالبهم: لا احتفال ولا عزاء الا بعد القصاص. التوقيع اسرة ريفية.
"دولا مين ودولا مين؟ احنا شباب خمسة وعشرين".
 تطوف التظاهرة الخاطفة حولنا. على المنصة المقابلة التي رفعت كلمة "أحتفال بالثورة" فوق رؤوس الواقفين عليها، يبدو الجهد لأضفاء الطابع الأحتفالي واضحا: ترفع المنصة شعارات تحاول "المضاربة" على شعارات الثوار المطالبة باسقاط حكم العسكر واعدام مبارك الخ..فتقول: مبروك الأنتصار ولن ننسى :استعادة الاموال المهربة، تسليم السلطة الى مدني..الخ. أسأل شاباَ للتأكد من هوية المنصّة. يسألني عن عملي وسرعان ما يطلب ان يدلي بتصريح: اسمي محمد شرف، انا من اسكندرية. ورأيي هو رأي 70% من الشعب المصري. مبارك واسرته عيّشوا المصريين في ظلام تلاتين سنة. وبعد ما الشعب فاق أسقط الظلم. لذلك استعان مبارك واسرته ب(المشير محمد رئيس المجلس العسكري) طنطاوي للخروج من المأزق مع الشعب المصري. واصبح الحامي الرسمي لمبارك واسرته ونظامها الفاسد. وأستعان بالأخوان المسلمين اللي تحولوا بعد الثورة لحزب وطني (الذي كان حاكما) جديد. واخذوا البرلمان بدم شهدا 25 يناير، لأنهم عملوا صفقة مع المجلس (العسكري): يفوزوا بأغلب المقاعد مقابل يقبلوا حكم العسكر بمصر، بطنطاوي او عسكري غيرو". ثم يقول:"الاخوان طول عمرهم محظورين ومعروفين بالاغتيالات السياسية". تقول له لكن الا يدل عدم حظرهم على أن شيئاَ بالفعل تغيّر؟ ألم يصلوا بالأنتخاب الى البرلمان؟ فكيف يدّعي هو تمثيل 70% من الشعب المصري؟ يرد:كلام منطقي. ح قولك حاجة: الأخوان والمجلس استعملوا السلفيين فزاعة. في أخوة مسيحيين اختاروا الإخوان لأنهم مش متشددين زي السلفيين وكده نجحوا". اقول له: لكن الا يجعل ذلك من المسيحيين اغلبية! فيرد مرة أخرى: "كلام منطقي. بس الخايفين ما كانوش بس مسيحيين".
المنصات تنبت كالفطر الآن. هذه منصة لحزب الوفد كما قال لي الطبيب المتطوع في KRC، وهو اختصار ساخر لعبارة "كنتاكي ريفولوشن كلينيك"، التي اتخذت لها مكانا امام المحل الشهير الذي اصبح الأكل منه "شبهة" بسبب اتهام النظام السابق وبلطجيته الثوار بأنهم عملاء يتقاضون وجبات كنتاكي.
"الجدع جدع، والجبان جبان/ واحنا يا جدع / راجعين للميدان". هكذا تقول اليافطة. بيت القصيد ليس الآن . بيت القصيد سيكون في المساء. الى اللقاء بعد ساعات.
كتبت ضحى شمس فى الاخبار  بعنوان
                              ( جادر الصمت )
                               وفى المساء
  فرح المصريون للنجاح والثورة بدون اعتداء على احد والمطالب انهاء حكم العسكر خوفا من احداث تالية كمثل احداث مجلس الوزراء او محمد محمود والتى اعتدى فيها ولاول مرة فى التاريخ الجيش على الشعب .
 * الحاجة  التانية اللى اخدت مننا نصف فرحة الغاء الطوارىء إلاّ على البلطجية  يعنى لسه حاطط مسمار جحا  فهذا حسنة ناقصة للمجلس العسكرى .
  * الى كل من تلفظ بلفظ غير لائق فى الميدان هاتفا بوصف غير مؤدب هو خلق منفلت غير مقبول فى جميع الملل والاديان والاعراف الكل يجمع على ان الاخلاق صفة طيبة فى المصريين فلا تضيعوها  اهتف برفضك حكم العسكر ونحن معك  لكنا لسنا مع التطاول وقاة الادب .
                مع احترامى لكم ولمصر الحب كله
                                     عربى السمان

ليست هناك تعليقات: