المشاركات الشائعة

الاثنين، يونيو 01، 2015

( 690 ) حول الامامة والخلافة وكيفية مواجهتمها للدكتور محمد الرميحى

صدر العدد الاول فى يناير 2010



بسبب مشروعى الامامة والخلافة تراق دماء غزيرة وتنتهك
وتفكك أوطان، وتخاض حروب.

الدكتور محمد الرميحى 
يحاصرنا مشروعان في المنطقة العربية، ضاغطان بشكل لم يسبق له مثيل وملحان، فنحن بين مشروع سياسي يسمي نفسه (الخلافة) وبين مشروع آخر يسمي نفسه (الإمامة) بتدرجاتهما المختلفة، ولم تمر فترة في تاريخ العرب السابق منذ الحرب العالمية الثانية ونيل معظم الدول العربية استقلالها من المستعمر الغربي مثل وضعنا الحالي أمام خيارين بهذا الشكل الملح والمتفجر. الخياران كل منهما متعدد الألوان داخليا، ولكنهما في النهاية خياران فقط ومتناقضان في الشكل، ولكن متقاربان في المضمون. الأول (الخلافة) يتمثل اليوم في حركة داعش التي يسميها البعض بالإرهاب والآخرون بالانشقاق، وتتعدد تفاسير قيامها وتطورها، إلا أن هذا المشروع يمتد إلي حركات الاسلام السياسي بأطيافها المختلفة، فهي اي تلك الحركات، تعلن انها في سبيل إقامة (خلافة) ما، وذلك ليس سرا، بل معلن في الكثير من الأدبيات، علينا أن نتذكر فقط خطابا أعلنه السيد حمادة الجبالي (موثق في أكثر من مكان) والذي أصبح فيما بعد رئيس وزراء تونس عن جماعة النهضة، حيث قال في فورة حماس بعد الثورة التونسية أن الأوان قد أزف لقيام الخلافة الراشدة السادسة! أما البغدادي في صحراء العراق فيعتقد أنه الخليفة المفوض من الرب ومالك رقاب الناس وأموالهم، إلي حد ضرب العملة وإصدار الشهادات! إذن هذا المشروع المختلف الالوان والمتعدد في المستويات يرغب في الوصول إلي "الخلافة" العابرة للدول.
الرئيس اليمنى  عبدربه منصور هادى  والحوثى ( متبنى الامامة )
 

من جانب آخر فإن المشروع الثاني الذي يرغب في الوصول إلى (الإمامة) أيضا متعدد المستويات، فالحوثيون في اليمن يسعون إلي إقامة دولة (الإمام) الذي له مواصفات تشبه مواصفات زعيمهم! أما حزب الله في لبنان، وعدد من القوي المسلحة الاخري في العراق، فولاؤهم لولي فقيه قائم، هو علي خامنئى، نائب الإمام الغائب، هذان المشروعان يعتمدان علي ماضوية مبتورة الاتصال بالحاضر، تتصف بقصور مرضي في المواءمة بين الموروث والواقع وتأخذنا إلي حروب طائفية طويلة ونازفة.

ابوبكر البغدادى  متبنى الخلافة فى الشالم والعراق 
بسبب هذين المشروعين تراق دماء غزيرة وتنتهك وتفكك أوطان، وتخاض حروب. الحروب إما أن تكون مشتعلة كما في العراق وسوريا واليمن وليبيا أو تأخذ شكل العصابات كما هي في مصر وتونس والمملكة العربية السعودية ولبنان، للاعتداء علي الآمنين وترويع المواطنين وتعطيل الدولة. الغوص في أسباب ظهور هذين المشروعين للحكم في منطقتنا يحتاج الي الكثير من الجهد وجمع المعلومات والتحليل، إلا أن النتيجة أننا أمام مشروعين قائمين علي الارض، ليس هناك مشروع ثالث يصدهما أو حتي ينافسهما، علي الأقل حتي الآن. إنها بداية الحروب الطويلة التي تفشت في منطقتنا، حروب لا يمكن لعاقل أن يتصور أن هناك بشرا يقومون وباسم الله باستباحة دماء مواطنيهم، بتلك القسوة القراوسطية.

مواجهة هذين المشروعين وتلك القسوة غير الإنسانية المتمثلة في القائمين علي تلك الحروب في (المشروعين) تحتاج الي طرح مشروع ثالث، ليس فقط علي الورق أو التمنيات، بل علي ارض الواقع، وهو مشروع يحتاج الي شجاعة وتصميم قبل أي شيء آخر، مشروع يقوم علي تشريح المشروعين السابقين وتقديم البديل الحقيقي للناس، وذلك في يقيني بالإمكان لأن المشروعين هما (غير تاريخيين) أي أنهما خارجان عن سياق التاريخ، فمن هو ذلك العاقل الذي يري العالم يتقدم بخطوات سريعة نحو الاستفادة من منتج الحضارة الحديثة "ماديا ومعنويا"، (سياسيا واجتماعيا) ويرضي بعد ذلك أن يحكم من جماعة أو أفراد تدعي أنها علي اتصال بالرب، وأنها الوكيلة الحصرية لتنفيذ تعليماته، كما تراها وتفسرها، في الحقيقة جميع المنتمين للمشروعين "الخلافة" و"الإمامة" يعتقدون بذلك الاعتقاد، وهو ليس اعتقادا خاطئا ويرفضه العقل السليم فقط، بل هو خارج منظومة العصر، طبعا إحدي القضايا المركزية التي ادت بنا إلي التيه، هي الفشل الذريع في المنطقة ككل، في فهم متطلبات العصر الذي يدعو إلي بناء منظومة وطنية تضم كل المواطنين تحت مظلة العدالة والمساواة وحكم القانون، التي لخصها منديلا بعد خروجه من السجن بأن احتضن جلاديه بالمعني الرمزي للكلمة.

لمبه سهارى    ويستمر الاستاذ الدكتور الرميحى قائلا :

في منطقتنا نضرب الأمثلة بعد الأمثلة في العزل والتهميش والتشفي، فها هي العراق حيث اعتقد بعض من اخواننا الشيعة أن وصولهم إلي الحكم يعني بالضرورة تهميش الآخرين السنة، إلي درجة أنه أخيرا، حتي في المناطق التي حررت من داعش، لم يرض المحررون الجدد بعودة أهاليها السنة إلي بلداتهم، بل أصبح هناك شيء من الإحلال لآخرين مكانهم! وفي سوريا لم يعد هناك حجر علي حجر في العديد من المدن السورية، وأصبح أيضا التهجير الطائفي هو الصيحة الاكثر قبولا عند النظام، أما في لبنان فإن طائفة تمتلك السلاح وتحت الكثير من الضباب الايديولجي تمتهن الدولة والمواطنين، وتدخل حروبا كما يحلو لها، وفي اليمن جزء صغير ومسلح يرغب في اختطاف اليمن وتسليمه الي قوة إقليمية.

هنا الدعوة إلي طريق ثالث ربما تكون مصر اليوم هي الأكثر تأهيلا لتعبيده، رغم الصعاب، طريق يبدأ من الثقافة وبجرأة غير محاطة بالتردد، وهي تنقية الفكر الديني مما علق به، علي قاعدة ذكرها السيد رئيس الجمهورية المصرية اكثر من مرة (الإصلاح الديني)، وكلمة الاصلاح هنا لا تعني فقط تأويلا لما هو موجود، بل تعنى إصلاحا جذريا حيث تفارق في نهايته طريقا لدولة السياسي عن طريق الدين، فالسياسة عدو للفضيلة، بالمعني الوظيفي، قاعدة الدين لله، والوطن للجميع، تعني المواطنة المتساوية، وتعني خضوع الجميع للقانون الذي يقيمه رجال ونساء ذوو كفاءة ونزاهة، كما يعني الطريق الثالث فضح كل تلك المشاريع (الخلافة) و(الإمامة) علي أنها مشاريع إقصائية مفارقة للعصر وللتفكير السليم تورث طوائف منقسمة في المجتمع الواحد، قول ذلك علنا وعلي رءوس الأشهاد وفي كل محفل يمكن أن نسترد به بعض شبابنا من ذلك الطريق المظلم، وأيضا بناء محور عربي لا يلج إليه إلا من له مواصفات الدولة الحديثة بمعايير عصرية، هذا الطريق الثالث الذي يجب العمل علي بنائه حتي لا نسقط في خيارين مدمرين هما، إما (الخلافة) او (الإمامة) ونستعدي أمم العالم علينا.

 

دمار حرب اليمن 
لمبه سهارى :

اصدقائى نبذه مختصرة عن كاتبنا فى هذا العدد .

 

محمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت. ولد عام 1942 وتخرج من جامعة درهام في شمال شرق بريطانيا عام 1973 عمل الرميحي منذ تخرجه في جامعة الكويت وتدرج في سلك التدريس فيها حتى درجة الأستاذية، وأصدر عدداً من الكتب حول التغير لاجتماعي والسياسي في الخليج وفي الشوؤن العربية  عمل الرميحي كأمين عام للمجلس الوطني للثقافة والاداب في الكويت بين 1998 -2003 وعمل على أن تحتفل الكويت عام 2000 كعاصمة للثقافة العربية. له العديد من الكتب التي تبلغ أكثر من عشرين كتابا في الشؤون السياسية والاجتماعية في الخليج والشؤن العربية. كتب مئات المقلات والدراسات المنشورة في العديد من المجلات العربية والإنجليزية المحكمة من جريدة الحياة الدولية إلى عدد من صحف الخليج اليومية، رأس تحرير مجلة حوار العرب التي تصدرها مؤسسة الفكر العربي من بيروت لمده سنتين أصدر منها عشرين عددا في موضوعات مختلفه. كما أنه عمل كمستشار لمركز البابطين للترجمة والذي يصدر كتبا مترجمة من اللغات المختلفة إلى العربية وبالعكس
 يقوم هذا الاسبوع الرئيسعبد الفتاح السيسى بزيارة الى المانيا  وهى زسارة تحظى باهتمام عالمى كبير نظرا للتصريح الذى ادلى به رئيس البرلمان الالمانى من انه لن يستقبل الرئيس المصرى  بسبب ما افهمه الاخوان وزودوه بمعلومات مغلوطة  غير صحيحة عن الاوضاع فى مصر
نتمنى عودا حميدا للرئيس المصرى سالما معافا وجدير بالذكر من انهناك دعوات بالغاء هذه الزيارة كان متبنيها الصحفى حمدى رزق 
وتستعد الجالية المصريةالكبيرة هناك لاستقباله  وهناك سنرى المعارضون له فى المشهد  
شعار رفعه مؤيدوا الرئيس والمرحبون به فى المانيا 

 
تمنياتى لكم بكل خير  ولمصر الحب كله
      عربى السمان

ليست هناك تعليقات: