المشاركات الشائعة

السبت، أبريل 23، 2016

( 775 ) الابنودى ساخرا فى الشعر والحياة بقلم محمد حسن

صدر العدد الاول فى يناير 2010


والله لبكره يطلع النهار ياخال بحلم بيوم معدول
 يفرش ضياه ع الفلاحين يملا صوامعهم غلال
ويبْيض العجين بحلم انا ..سنه ورا سنه
حلمى لاضاع منى  ولا انتنى .


الابنودى ساخرا فى الشعر والحياه :

 ذكراه باقيه وكلماته لاتزال خبز الفقراء


الاصدقاء الاعزاء
الاديب والناقد محمد حسن 

  هلت علينا ايام ذكرى رحيل  الخال عبد الرحمن الابنودى وهاهو الاديب الصديق العزيز محمد حسن يأخذنا باسلوبه السهل الجميل الى ايام كم تمنيت ان تعود لنعيش مع الابنودى كفاحه وقصائده وكلامه وجلساته الطيبة .   تعالوا لتعيشوا معنا لحظات  صدق فى زمان قل فيه الصدق  بل انعدم تحت وطأة النفاق الداخلى والعداء الخارجى  لمصرنا الغالية .
والان مع  الاديب والناقد  محمد حسن :
الخال عبد الرحمن الابنودى 

 هو بحث جاد على كل حال على الرغم مما فيه من سخريه بعضها يحمل الكثيرمن الجمال الانسانى وبساطه الفقراء وبعضها سخرية موجعه فيها   ملامح من الشاعر الفذ الذي يلقى باوجاعه وهمومه فى وجه من يراهم المسؤولين عن تلك الاوجاع او احد اسبابها .
إن هذه المفردات والكلمات العبقريه التى صاغها الابنودى فى قصائده واغنياته هى منحوتات جاءت من استلهام التراث والمعرفه الانسانيه وهى بحق جزء مهم من التراث المصري ليس فى صعيد  مصر وحده بل فى الثقافه العربيه على امتدادها وتجد فى هذه المفردات التى نتوقف امامها  باعجاب كبير ودهشة  مفرحه مايشبه الراي القاطع والاستشراف والحكمه والوصيه وهى قريبه من فكرة المربعات الا ان هذه المفردات قد فاقت كثيرا من المربعات بما تحويه من فن وحكمه وصور شعريه فائقة الجمال والابداع .
الابنودى بما امتلكه من روح شفافه وقدره على الابداع وحس كبير للفكاهه والسخريه كان مدركا اهميه هذه المفردات التى تشكل بقع ضوء كبيرة ومشاعل عل امتداد القصيده والاغنيه يستعيدها ويكررها بفرح بالغ امام جمهوره فى الندوات الشعريه او بين رفاقه واصدقاءه على كثرتهم ان هذه المفردات الموحيه والعبقريه اطلت مع اولى كتابات الابنودى وديوانه الاول الارض والعيال لكنها نمت وترعرت مع امتداد تجربته الشعريه
 الليل جدار
اذا يدن الديك  من عليه يطلع نهار
***وحياة ابويا واميانته ح تفضل اميلا لوح ولا اردواز
صلاح جاهين 

هى رؤى ريفيه وملامح اوليه من القري الصغيره الغافيه استهل بها الابنودى شاعريته وهو يرسم بالكلمات عالم ابنود ..الذي اعتبره الكثير من النقاد والشعراء فتحا جديدا لمعرفة الجنوب على وجه حقيقي من خلال شاعر موهوب ،تلقفه صلاح جاهين وفؤاد حداد واخرون كثر بالترحيب والتقديم والثناء وكانت الستينات على موعد معه حيث جيل كامل من المبدعين يحاول ان يجد له مكانا في الساحة الادبيه فى القاهره ولايكف عن البحث والنقاش فى المقاهى والانديه الادبيه ويواصلون الليل بالنهار فى مسامرات وسجالات لاتنتهى.
فؤاد حداد 

الابنودى جاء الى القاهره شاعرا,يحمل  الكثيرمن الابداع.زامل كبار الشعراء والادباء لكنه لم يتوقف كثيرا أمام مسالة (التلمذه) عند أحد كبار العاميه ا والفصحى فهو صاحب مشروع شعرى متميزوقد حاول التعبيربنفسه عن هذه الحاله وهو يقول للاعلام  انا جئت من ابنود
 (عاقد ) وهو تعبير لايعرفه الا الذين يعملون بالزراعه وخصوصا الفاكهه وهو يقصد ان الثمره سواء البلح او العنب تكونت وبدات مرحلة النضج والاحساس بالطعم او السكر فى داخلها.فقط تحتاح مزيدا من العنايه حتى تكتمل وهو ما تحقق بالفعل فلم تتراجع  قدرته على الابداع والعطاء فى اى من مراحله  الشعريه حتى قبل وفاته بقليل رحمه الله كان يواصل الكتابه وادهاش محبي اشعاره وكتاباته.
وتجد فى البواكير من الاغنيات الكثير من الطزاجه والشفافيه والغزل العفيف الذي يشتبك دون ان يجرح اويغضب..
الليل بينعس ع البيوت وعلى الغيطان
والبدر يهمس للسنابل والعيدان
وياعايقه يانتى يانجمة الصبحيه.
وحين يصف عدويه "يام العيون السنجابي"  وهو تعبير غير دارج لكنه من منحوتات الابنودى العبقريه
يام الخدود العنابي  يام العيون السنجابي
كانت الاحلام العريضه لثورة 23يوليو تتحقق على الارض فى انجازات لصالح البسطاء والتوجه نحو المشروعات الكبري سواء مصانع الحديد والصلب فى حلوان اوالتوجه لبناء السد العالى وهو مازاد من اعلاء شان العمال فى المجتمع وفطن الابنودي الى اهمية هذه التجارب والمحطات الكبري كتب ديوانه عماليات وشرع فى كتابة ديوانه الشهير
 جوابات حراجى القط 
الرؤساء عبد الناصر وخروشوف
وعبد السلام عارف وعبد الله السلال
  لحظة البدء فى بناء السد العالى 

 وهويوميات رائعه عن بناء السد العالى من خلال رسائل احد العمال من ابناء صعيد مصر الذي انتقل الى العمل فى السد العالى وهى تجربه انسانيه رائعه عبر من خلالها عن قدراته كشاعركبيرقدم الجنوب بشكل حقيقي للوطن والناس ومكنته قدرته المبهره على الالقاء على اتساع شهرته وانتشار اشعاره ومفرداته على السنة الناس وبعد هذا الديوان اصبح الابنودى واحدا من اهم شعراءالعاميه الى جانب زملاء جيله فؤاد قاعود وسيد حجاب ومجدي نجيب واسماء كثر كتبوا بالعاميه المصريه بحثا عن رؤى اكثر اتساعا بعيدا عن عالم الزجل الذى كان منتشرا وادى دوره حيث استطاع هذاالشكل من الكتابه ان يجددالقصيده بعوالم نفسيه وتجارب انسانيه وثقافات متعدده وان يكون هو المعادل الموضوعى للشعر الحر الذي حاز مكانة واسعه فى الستينات فى مصر وخارجها حيث تبعته حركه نقديه كبيرة قدمت له  واعتنت به
محمد رشدى 
اذن من الاغنيه الشعبيه تمددت تجربة الابنودى الشاعر وايامه الخضراء يحب الليل والسهر ومصاحبة البسطاء فى علاقات انسانيه لاتنقطع فهو حكاء بارع يحب النكته كما كل المصريين الا ان تعليقاته على بعض المواقف كانت لاتقل سخرية عن اعظم قصيده اوابيات كتبها وهو فى الغالب ودود وبشوش لاتمل من مجالسته .وتحول الى نجم  كبير بعد ان سرق الاضواء  فقد عرف الطريق الى الصحافه والاذاعه  مبكرا وكما كان
عبد الحليم حافظ 

عبد الحليم حافظ احد اصواته الجميله الا ان المطرب محمد حمام كان جناحه السياسي وحامل أحلامه العريضه الى الناس وصوته النضالى والحقيقي وكان يغني معه يابيوت السويس .. وكذلك
والله لبكره يطلع النهار ياخال بحلم بيوم معدول
 يفرش ضياه ع الفلاحين يملا صوامعهم غلال
ويبيض العجين بحلم انا ..سنه ورا سنه
حلمى لاضاع منى  ولا انتنى .
محمد حمام 

فى المشروع والممنوع والمد والجزر يواجه الابنودى كامب ديفيد بقسوه شديده ربما كان محقا فيها بما استجد  بعد ذلك من تبعات ويعلن عن غضب جامح من المعاهده ويتناولها/الصلح من غير من وصل /قام العليل منتشي من غير ما يلمس مصل وهو العاشق المنفطر قلبه بحب هذه الارضوالذى يفيض من بين سطور هذا الغزل الرائق.

ادتنى اسمى  وسري وملامحي
وعلى حواف النهر غسلتني
وانبتنى لما( ملت )ف يوم
وصدقتنى لما سالتني
مصر اللى مره  ف قلب ضلمتها
ادتنى نور الصباح
عرفتها وهيه عرفتني
وعودتنى على انتظار ليالى جايه
ملاح مصر الغلابه اللى بتصنع مصر
وان كان  صحيح للعصر ده  اصوات
يبقى الغلابه هما صوت العصر.
المؤرخ  الراحل حسين العشى
 فى كتابع بياع  العذاب
 يذكر ان من اطلق لقب جبرتى الشعر على الابنودى
هو الاديب محمد حسن مصطفى
 


ديوان الزحمه ضم بين جنبيه قصيدة الخواجه لامبو العجوز مات فى اسبانيا. والتى نالت استحسان المثقفين فى مصر والوطن العربي والبت السلطه عليه حيث قررت حبسه وعقابه بعد ان نقل عالم فرانكو ديكتاتور اسبانيا والشاعرلوركا الى القصيدة العاميه ولم تفلح براعة الابنودى الشعريه او ذكاؤه المتقد وهو يتحدث  عن شاعر مغنى فى بلد بعيد عنا..ان يخفى ان القصيده تتقاطع مع واقعنا وان هناك اوجه للشبه من حيث قضايا الاميه والفقر والمرض وغياب الحريات السياسيه.
يقدم الابنودى فى القصيده صوره وافيه لهذا  اليوم فى احدي قري اسبانيا متنقلا بين حركة البيوت الى اجراس الكنيسه وفتح الحوانيت ورذاذ الجليد المتساقط على ارصفة الشوارع
كانت القريه اللى دايسه عليها اسبانيا
ضلام من غير عيون فلاحين فقرا ..
بلاغيط
اوكانوناس بانيين بس ف شهادة الميلاد
 وهنا ابتدات المزاوجه فى الصوره بين عالمين الاول اسبانى  والثانى يحمل ملامح مصريه..ضلام من غير عيون..الفقر الجهل المرض..بلا اراضي يقومون على زراعتها او حتى مواقد من الطين ..كانون..يتم اشعال النار بداخله للطهى اوالشاىويختم انهم مجرد اسماء فى دواليب الحكومه.بينما هناك عالم اخر ..للغنايا...وهو يشير الى المحتكرين والملاك الكبارويراهن على انحياز المغنى الى جانب الناس مهما كان الثمن ويقدم موقف السلطه  الغاشمه من الكلمه.
غني غير ده..الحكومه مش حمارهلامبو بص على السكاريالبروده اللى ف ايديهم جمدت كاس النبيتلامبو دمع/الحياه عايزه الجسارهوالخلايق عايزه ابطالهاف  عز البرد ..مشحونه حرارهوفى وداع لامبو تجد هذه الصورة الهادئه عن رفيقته فى رحلةالتشرد .قطته توطى عشان دمعتهاما تعملش ع الاسفلت صوت
ان استكمال مسيرة النضال اهم الف مره من صخبالوداع وتاثيره فى حركة المناضلين..هذه الوداعه فى الحزن والالم .. تنتظر شمس النهار التى ستطل على الجميع.هى قصيده ترقى للعالميه بعد ان جسد الابنودى معانى الحريه والانتصار ولاتقل عن اجمل قصائد الحب والحريه عند ايلوار ولويس  اراغون
التار له نار طى الكتمان.

فى قصائد الموت على الاسفلت مرثيات طويله لطابور من الشهداء من المبدعين والمثقفين الفلسطينيين  .والاسفلت .عند الابنودي هوطريق النضال والمسيره التى تجمع كل رفاق الدرب وقد كتب الابنودى عن القضيه الفلسطينيه عديد من القصائد كما لم يكتب احد من قبل .يكتب ويغنى ويختلط النشيد بالنشيج فى حالة اندماح يصعب وصفها سوى انها فى القلبمن رؤيته الوطنيه.
يانهر النار الفايره ..اوعي تبطل جريان دراعات الوحش الغاضب..اصوات الكروانراجح/فالح /مازن /مروان واخدنا بتارك ياغسان.
وفى ناجى العلى وياعنكبوته. وقمر يافا يواصل الابنودى السير على الشوك العربي حيث يسخر من العالم العربي وعدم قدرته على الفعل وثقته فى اجيال جديده  قادره على الثوره ومواصلة النضال وستجد فى هذه القصائد العديد من المفردات التى نتحدث عنها مثل ياقلب ياكلب تنك صاحى وبتنبح..بطل تعدد خلاص فلسطين لسه موجوده /او..ملعون ابوها الحمامه ام غصن زتون ../ليتني ضميت خوامسي يوم ما اقسمت اليمين/م يموتوا همه وتنزاح الغمه وخلونا نعيش/القدس قدسي يمامة صيف ف   غيتها ./فكرانى من يد صيادها انا اغتها/ويابلادى متزعجيش نفسك عشان صوره/  
صديق الابنودى
 الشاعر الفلسطينى ناجى العلى
 


اذ كيف لرسمه  لفنان فى صحيفه ان تجابه  بكل هذا الكم الكبير من الاعتراض والرفض فى الوقت الذى يدعو الى استمرار النضال  فكيف لوقال بالحل السلمى مثلا؟.ان هذه الزفرات والاهات والاوجاع لم تكسر روح 

الانتصار عند الابنودى الصلب حتى وهو يباغت صديقه

 ناجى العلي فى مرثية الوداع.
مؤكدا ان رسومات ناجى وطفله حنظله باقيان حتى يتم تحرير فلسطين.
طب م انته متعرفت تتوفى؟!!لقد ساهم بعض الاعلاميين الجدد فى تغييب الكثير من جوانب الصوره الحقيقيه للشاعر الملهم وكنوزه التى سطرها فى العديد من دواووينه وهو الذى صرخ اثناء ثورة يناير ..افتحوا المخازن ..فقد بشر بالثورهويوم الشعب كثيرا وقدم جوانب انسانيه رائعه فىجوابات حراجى ..ووجوه على الشط وحمل على كتفيه احزان هزيمة يونيو وغنى للانتصار  وقدم الشاعر الثوري والمنتمى والشاعر المغنى والدرويش بما لايقل  قيمة اوابداع وروعه عن كل ما قراناهورددناه من الادب العالمى وهو فوق ذلك احدشعراء الارض المحتله فى فلسطين والشاعر العربي الكبير وهو الشاعر الذى حصل على اعلى الاصوات فى استفتاء الوداع فقد
 ودعه الشعب المصري والعربي بكل الحب واظهر رحيله هذا الكم من الصداقات مع الناس من البسطاء فى كل الوطن بعدان اجتاز الحاجزين اللهجه .والكتابه في سن متاخروحتى قبيل رحيله وهو ..جبرتي الشعر ..كما وصفته فى مقال سابق.وقالها ساحر الروايه عمنا بهاء طاهر واخرين.وهو عبد الرحمن ..والخال..وهو الذي ظل يمازح محبيه فى الندوات والامسيات ..الرحمه مطلوبه ..الرحمه  مطلوبه.

محمد حسن مصطفى

اصدقائى الاعزاء ارجو ان تكونوا قد استمتعتم   دمتم محروسين  بعناية الله 
لكم احترامى وتقديرى  ولمصر الحب كله 
العربى السمان 

ليست هناك تعليقات: