صدر العدد الاول فى يناير 2010
اهم انجاز يحسب لثورة يوليو 52 بناؤها للسد
العالى
المصريون مرتبطون بحكوماتهم صالحة
أو فاسدة تجدهم متأثرين بها
الدكتور طه عبد العليم |
الاصدقاء الاعزاء :
تمر بنا ذكرى عزيزة على كل فلاح على كل عامل على كل مصرى
يعرف فضل السد العالى هى ذكرى وضع حجر الاساس لبناء اعظم مشروع مائى غير وجه مصر الخاضعة لجبروت الفيضان الى صاحبة
ارادة حرة تحكمت فيه وأرسلت رسالة واضحة
الى العالم هذه هى ارادتنا نحن المصريين
ولنتذكر مع الدكتور طه فى هذا المقال الذى نُشر فى يناير 2010
اى قبل ثورة يناير باربعة
اعوام هذا من ناحية اخرى حتى تتعرف اجيال
مصر الحالية فضل نعمة ان يكون لمصر ارادة حرة وايضا لنقر باهمية وجود مشروع كالسد
العالى ونتمم مشروعنا الحالى قناة السويس
الجديدة .
الزعيم جمال عبد الناصر والزعيم السوفيتى خروشوف والرئيس العراقى عبد السلام عارف والرئيس اليمنى عبد الله السلال |
الدكتور طه
عبدالعليم يكتب :
في9 يناير1960, أي قبل خمسين عاما, وبموقع بناء السد
العالي جنوب الشلال الأول بأسوان, حملني عمال مصر علي أكتافهم طفلا في العاشرة وجدوه
بمفرده بينهم خلال خطاب عبد الناصر التاريخي بمناسبة وضعه لحجر الأساس, لأردد هتافاتهم
بحماس!
ولا غرابة في إصراري علي حضور هذا الحدث التاريخي في تلك
السن الصغيرة, فقد شاركت قبل أن أبلغ السابعة في تظاهرات أطفال حي الأربعين بالسويس
ضد العدوان الثلاثي مرددا أغنية' هي القناة دي في أراضيهم, ولا إحنا أخدنا منيهم..',
ثم في تظاهرات أطفال قرية أبو الريش بأسوان مرددا نشيد' الله أكبر فوق كيد المعتدي..
والله للمظلوم خير مؤيد'!
الطمبور لرفع المياه قبل بناء السد العالى |
وفي المرحلة الابتدائية من تعليمي في الستينيات- المفتري
عليها- طالما شاهدت وبلهفة تلك اللافتة المكتوب عليها' يا بناة السد! باق من العمل
كذا يوم'! وفي المرحلة الإعدادية تواصلت زياراتي حتي شهدت الحدث التاريخي الجلل
بتحويل مجري نهر النيل في15 مايو1964 بعد شق قناة التحويل وقطع النهر بمواد السد الركامي
العملاق بسواعد الشعب المصري العملاق وخبرات ومعدات الاتحاد السوفييتي السابق. وأما
في المرحلة الثانوية, فقد كانت زيارة السد العالي جزءا من العملية التعليمية, حين رتبت
المربية الفاضلة زينب حمودة زياراتنا الأسبوعية في حصة جيولوجيا إلي السد العالي
ليشرح لنا الجيولوجيون عصور تكوين الصخور المستخدمة في بنائه! إلي جانب زيارتنا في
حصة الكيمياء إلي مصنع كيما, الذي أنشيء لإنتاج الأسمدة الأزوتية باستخدام كهرباء السد
العالي, لنعرف من الكيميائيين تفاعلات العناصر في عملية الإنتاج! وزيارتنا إلي محطة
كهرباء خزان أسوان, التي أمن السد العالي مستوي تخزينه فانتظم وتضاعف انتاجها للكهرباء..
إلخ. ثم تعددت لقاءاتي بعمال ومهندسي وموظفي السد العالي في حوارات حول القضايا الوطنية
والعربية والدولية كعضو قيادي في لجنة منظمة الشباب بأسوان! ثم كان تطوعي مع طلاب أسوان
في الدفاع المدني لنحمل بنادق لي أنفيلد لحماية أبراج نقل كهرباء السد العالي إلي أول
شبكة قومية ضمت شرايينها الرئيسية إحدي ثلاث أقوي خطوط ضغط عال في العالم!
احدى مراحل البناء ردم النهر جنوب خزان اسوان بسبعة كيلومترات واستغرق عشر سنوات ووتم استهلاك احجارا تعادل سبعة عشر مرة مقدار الهرم الاكبر |
وأعود من حديث الذكريات البعيدة لأقول إنني قد زرت المستقبل
قبل سنوات حين شرفت في صحبة الرئيس مبارك بزيارة توشكي مرتين, وهو واحد من أهم المشروعات
القومية التي تعظم العائد من بناء السد العالي, متكامل مع مشروع ترعة السلام لتعمير
شمال سيناء, مع غيرهما من مشروعات التوسع العمراني التي تضاعف رقعة عمران مصر في السنوات الأخيرة . ولنتذكر أنه بفضل البناء علي ما بناه المصريون بالدم والعرق من قبل, أقصد بفضل
نجاح ثورة يوليو في بناء السد العالي- ولأول مرة ـ صار ممكنا لمصر أن تستصلح وتستزرع
كل شبر من الأرض الصالحة للزراعة بلا بور ولا براري, وصار ممكنا تمديد معمور المصري
إلي آفاق بعيدة وجديدة, ولأول مرة تحررت مصر والزراعة المصرية من خطر الفيضان الطوفاني
والفيضان الواطي
الرئيس الجزائرى احمد بن بيلا يتحدث وعلى يمينه الرئيس العراقى عبد السلاعارف ثم الرئيس السوفيتى خروشوف بينما الرئيس عبد الناصر يلوح للجماهير |
, ولأول مرة يمكن لمركب الزراعة المصرية أن ينطلق إلي عناصر ومحاصيل
وتشكيلات جديدة ثمينة ومكثفة, ولأول مرة كذلك بدأت عملية كهربة وميكنة مصر جميعا, زراعة
وصناعة ومجتمعا وحياة. وأضيف أن وصول الغاز الطبيعي من شمال الدلتا حتي أسوان ليس فقط
ردا لجميل السد العالي الذي وهبها المياه والكهرباء, وإنما انجاز تاريخي يستعوض ما
ابتلعه الانفجار السكاني من ثمار السد العالي, وتصد مبكر لخطر التغيرات المناخية المهددة
لشمال الدلتا!
وفي بحثي عن تاريخ مصر والمصريين, وبقراءة
موسوعة جمال حمدان شخصية مصر, صرت أعرف الآن أن بناء السد العالي كان- بلا جدال- ردا
حاسما علي أهم تحديات الأمن القومي المصري, بتمكين مصر من السيطرة لأول مرة في تاريخها
الألفي علي تدفق حصتها المشروعة من مياه النيل. وقد سجل جمال حمدان: إن من يملك السيطرة
علي منابع النيل يمكن أن يصيب مصر بالشرق أو بالغرق, وإن النيل مقتل كامن أو ممكن لمصر
في حالة سوء الفهم أو سوء النية! وإن السياسة المائية بالنسبة لمصر مسألة حياة أو موت
لا أقل! وكان قرار بناء السد العالي- في ارتباطه بقرار تأميم قناة السويس وبتحقيقهما
لسيادة مصر الوطنية: علي الموارد المائية المحددة لمصير الوطن, وعلي القناة البحرية
المضاعفة لقيمة الموقع- إعلانا جسورا بخوض أهم المعارك المجيدة لحماية أمن مصر القومي.
!
لنتذكر ما كتبه صاحب شخصية مصر جمال حمدان : إنه مع السد العالي دخل ضبط النهر
في مصر مرحلة ثورية جديدة, إذ مثل انقطاعة جذرية مطلقة عن الماضي المائي في مصر, وكتب
فصلا مستقلا تماما في كتاب الري المصري. إن السد العالي جراحة جغرافية من أدق وأخطر
ما أجري الإنسان علي وجه الأرض, وانقلاب جذري في اللاندسكيب الطبيعي وجغرافية النهر,
بل ويرقي في نتائجه ومغزاه إلي مرتبة الحديث الجيولوجي في رأي البعض! إنه ثورة علي
النيل. فالسد العالي, بدل التخزين السنوي, دشن عصر التخزين التراكمي أو القرني, وفتح
بذلك آفاقا وإمكانيات مائية لا حد لها ولا نظير من قبل, بحيث كان وبحق العصر الذهبي
في تاريخ الري والزراعة المصرية; فلأول مرة ممكن استغلال كل قطرة من مياه النيل.
والان مشروع عملاق آخر ورئيس محب لمصر قناة السويس الجديدة وتكتمل صورة مصر الحضارية |
***
ذكريات جميلة وتصميم على اتمام
مشروعنا الجديد بحفر قناة السويس الجديدة برئيس قوى محب لمصر وحكومة وطنية مخلصة وان
شاء الله سننجح
لكم منى التقدير والاحترام ولمصر الحب كله
عربى السمان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق