المشاركات الشائعة

السبت، يناير 17، 2015

( 632 ) ذكريات ايام زمان تخاريف جديدة عادل رشاد

صدر العدد الاول فى يناير 2010


تخاريف 

عادل رشاد 
                               ذكريات أيام زمان



لن أُهزم يومآ فقد علمتى أمى أن لا أبكى وراء أى جدار -- لن أهزم فأبى كان يقول لى سر فى المطر فإنه يقوى الأبدان -- وتحدى ياولدى الصعاب
-- حينما وعيت على دنياى لم أجد أى متاع -- كان حلمنا ان نلعب فى الطرقات





-- وأجمل أكلاتنا حينما تخبز امى رغيف سخن بشوية شاى -- كنا فقراء ولم ننظر لعيشة الأغنياء لأنه لم يكن بيننا أغنياء 


-- الكل سواء --
وكيف يسكن الأغنياء فى حوارى الفقراء ؟ -- عدس وفول نابت ما أطعمهما ونحن بهما سعداء -- وطبق البصاره كان يوزع على كل الجيران -- ولو فى يوم كشرى يبقى تمام التمام




-- والضيف الجميل اللى كان بيزورنا كل شهر مره ونعمله احتفال هو لحمه مع شوية خضار


-- هكذا هى الحياه وهكذا كنا سعداء -- اتذكر حينما كنت مريضآ ونائمآ فى الفراش -- وجاء صديق والدى ووجدنى من بين الأموات ووضع يده على جبهتى وقال الولد مولع نار -- اطمئنوا هاخليه يقوم دلوقتى زى الحصان






-- وكتب الروجته وهاتوها دلوقتى أوام -- شوية خل ادعك بيهم جسمه وزجاجة كاكولا يشربها ويقوم أوام


-- جاءت أمى بالخل ونزعوا كل ملابسى وجلس صديق والدى يدعك جسمى النحيف بيداه المنفوختان -- وكأنهما مرزبتان -- وانا اتأوه من قوة يداه ويقول لى اسكت ياعم ده انت هاتشرب كاكولا كمان



-- كتمت المى لأنعم بالكاكولا زى البشوات -- وجاء اخى الأكبر بزجاجه كبيره وألبسونى ملابسى -- وقال لى يلا ياعم اشرب وورينى هاتقوم تلعب ازاى 



وأمى تنظر الىّ فى حنان وتقولى اشرب خليك تخف اوام -- عرفت ساعتها ان الكولا بتخفف العيان وقمت وجريت كمان --وصديق والدى نادى على امى يلا اعمللنا كوباية شاى واعملى للولد فول نابت واعصرى له على الشوربه ليمونه هذا هو العلاج
-- امى تقول له ربنا يخليك مش عارفين من غيرك كنا هانعمل ايه كان الولد هايضيع -- وهو ماشى امى قالت له خد رغيفين سخنين للعيال اصل احنا لسه خبزين -- قالها ماشى انا هاجى بكره اطمن عليه بس اوعوا تخلصوا العيش

-- طيب يا خويا هو احنا بكره هانجيبله كاكولا تانى ؟ لالا اطمنى خلاص كده هو بقى زى الفل -- ومن ساعتها كل ماحد يمرض من الجيران امى تقول لهم هاتوله زجاجة كاكولا وهو يخف ويقوم أوام وبقيت انا مثل لكل عيان
-- ما أروعها بساطه وما أعظمهم ناس -- حينما كنا بالمدرسه الإبتدائيه نلبس المريله والشنطه من نفس نوع المريله قماشه محترمه اسمها




( تيل ناديه ) تفضل المريله لغاية لما نكبر ولم تدخل فى جسدنا ثم يتوارثها أخى الأصغر وهكذا جيل يسلم جيل فى كل الملابس حتى البجامات -- وحذاء واحد يتقطع ويتخيط 100 مره واحنا راضين وحامدين وشاكرين


-- ولما نبقى بردانين باجور الجاز يولع علشان يدفى الجميع -- كان هناك فقر مع كرامه وعزة نفس -- احترام متبادل بين الجميع وكلمة الكبير تمشى على الناس كلها طالما هو قال
-- النهارده الطفل او الطالب بيحتار يلبس اى حزاء وكمان مش لاقى لهم من كثرتهم مكان والملابس اشكال والوان والأكل مالى التلاجه كمان ويقول لآ انا عايز دليفرى -- اصلى بحب آكل تك اوى -- ويقولك فين خير زمان ؟

-- مايعرفش اننا كنا زمان نأخذ نوى المشمش ونعمل منه دقه ونغمس بيه العيش ونحمد ربنا -- اين كلمة الحمد لله ياعباد الله
-- رحمة الله على الأموات
  اصدقائى الاعزاء نزهة عبر ساعة الزمان الجميل ايام زمان اخذنا اليها الاديب  عادل رشاد  شكرا صديق لمبه سهارى العزيز ؛ 
لكم من اسرة التحرير كل تقدير ولمصرالحب كله 
                  عربى السمان 

ليست هناك تعليقات: