المشاركات الشائعة

الجمعة، أكتوبر 17، 2014

( 564 ) سايق عليكم النبى ( سنة واحدة من غير كلام ( سنة سكوت لله )

 صدر العدد الاول فى يناير 2010
عدد مرات المشاهدة حتى الان يقترب من 74الف 




دماغنا وجعنا.. «سنة» سكوت لله
الصينيون لا يفضلون الحديث فى السياسة
 بقدر تفضيلهم الحديث فى الاقتصاد 
اصدقائى الاعزاء
ألم يأن للذين صدّعوا رؤوسَنا بمعسول الكلام  فى السياسة دون إدراك  أنّ الوقت ليس فى صالحنا  وأن يتوقفوا  ويصمتوا ولو قليلا . وأنّ مصلحة بلادنا مصر الغالية المحترمة ان نعمل ونجتهد واضعين على افواهنا ( بلاستر ) يمنعنا من الكلام حتى ننجز ما وعدنا به اجيالنا القادمة  . هذا هو ما تود توصيله لنا الكاتبة عايدة رزق نقرا وننفذ  ونُعلق ان شئنا .
الكاتبة  عايدة رزق 

عايدة رزق :  
فى أى مكان.. وفى كل زمان.. وجدت الخرافة أو الأسطورة.. تلك الحكاية القصيرة العميقة التى تدور أحداثها فى الغابات والحقول والمحيطات.. وفى القصور والأسواق.. حيث الملوك والدهماء 
والأغنياء والفقراء.. واحدة من هذه الخرافات كتبها رجل صينى اسمه وانج دى يون.. بدأت بفلاح فقير اكتشف حوض استحمام مسحورا مدفونا فى الأرض.. إن أنت ألقيت فيه بثمرة او بعملة معدنية صارت مائة.. فرح الفلاح بهذا الاكتشاف الذى سيمكنه من الانضمام الى طبقة الأغنياء.. لكن الفرحة لم تدم طويلا.. فقد سمع صاحب الأرض بالخبر فجاء مسرعا قائلا بأعلى صوته أن الحوض ملكه لأنه فى أرضه.. أيام قليلة ووصل الخبر الى عمدة القرية الذى أرسل أعوانه ليستولوا عليه معلنا أن الحوض من نصيبه لأنه يقع فى منطقة تحت ادارته.. ساعات ووصل الخبر الى الملك الذى صرح بأن كل بوصة فى البلد ملك له.. وعليه فإن الحوض المسحور من بين ممتلكاته.. وهكذا وقع الحوض فى قبضة الملك الذى حاول أن يكتشف سره فقفز بداخله وراح يتفحصه دون أن يجد ما يشبع فضوله.. لكن بمجرد خروجه حدث شيء مثير.. فقد خرج وراءه ملك يشبهه تماما.. ثم خرج ثان فثالث حتى أصبحوا مائة.. اندفعوا فى سباق محموم للاستيلاء على العرش.. وبينما كانت الفوضى تعم البلاد..
                  

 كان الفلاح الفقير يجلس مقهورا فى ركن بعيد فى الحقل وهو يقول: «يا ليتنى مت  قبل أن أعرف أن هناك ملكا مستعدا من أجل البقاء فى الحكم أن يدمر بلاده.. وأن يخوض قتالا حتى مع طيفه .
هذه الخرافة الأسطورية القادمة من الصين.. أحداثها الخيالية رأيناها نحن المصريين على أرض الواقع.. رأينا حاكما كان مستعدا أن يدمر وطنه ليظل جالسا على مقعد الرئاسة.. حقا لم يكذب من قال إن الواقع يفوق أحيانا الخيال .

نعود الى الصين التى حذرت منذ أيام دول العالم من التدخل فى شئونها بعد أن اندلعت فى هونج كونج ثورة أطلق عليها اسم ثورة المظلات حيث وقف المتظاهرون الذين بلغ عددهم أكثر من مائة ألف فى الشوارع وهم يحملون المظلات مطالبين بالديمقراطية.. ورافضين تدخل الصين فى اختيار المرشحين لمنصب رئيس حكومتهم فى الانتخابات التى ستجرى بعد ثلاث سنوات  
أحداث هذه المظاهرات تصدرت نشرات الأخبار فى القنوات الغربية التى أعطت وقتا طويلا للخبراء الأجانب والمتخصصين فى العلوم السياسية الذين رفض معظمهم اعتبار ما يحدث فى هذه المنطقة مؤامرة سواء لعرقلة مسيرة الصين التى أصبحت قوة عظمى على وشك الوقوف على قمة العالم.. أو لعقابها على علاقتها الطيبة والمتعاطفة مع روسيا 
أما الرأى الذى توقفت أمامه طويلا.. فقد كان رأى خبير ألمانى توقع ألا تستمر هذه المظاهرات طويلا معللا ذلك بأن الصينيين لايهتمون بالأمور السياسية ويفضلون الكلام فى الاقتصاد لا فى السياسة 
الامل معقود على هذا المشروع
فلنقف معه حتى نثبت أننا اصحاب عمل بدون كلام 


اذن نحن امام شعب لم يضع وقته كما نفعل نحن فى الجدل والخلافات والصراعات السياسية» فقد أدرك أن ازدهار الوطن يحتاج إلى عمل وإنتاج واختراع وإبداع.. وأدرك أيضا قيمة العمل وفضيلة الصمت.. لذلك ترك الكلام فى السياسة لسكان العالم الثالث.. حيث الناس يعيدون المشاهد نفسها ويكررون الأحاديث ذاتها.. وحيث لا يهتم أحد بالأمور الاقتصادية.. فالجميع هنا سياسيون.. المثقفون والأميون.. الصفوة والنخبة.. الدهماء والرعاع.. وتلك هى الكارثة واحد اسباب التأخر والتخلف.. وفى حديث تليفزيونى لرجل أعمال مصرى قال إن العمال الصينيين الذين يعملون فى مصنعه لا يتكلمون كثيرا.. ولا يدخلون فى نقاش مع زملائهم.. يعملون فى صمت وهدوء منذ لحظة قدومهم وحتى لحظة انصرافهم.. لا يتوقفون إلا وقت وجبة الغداء التى يتناولونها بسرعة ثم يعودون لمزاولة عملهم 

بحق.. نحتاج أن نعمل دون كلل كما يعمل العامل الصيني.. فقد انتهى وقت الكلام ولا نملك الآن بعد أن تصدعت رؤوسنا من الكلام فى السياسة سوى أن نشمر عن سواعدنا ونبدأ مرحلة إنتاج وانجاز.. لنرى فى بلادنا معجزة تشبه معجزة الصين الاقتصادية.. بعد أن رأينا على أرضنا أحداثا تشبه الأحداث الخيالية فى الأسطورة الصينية!!
*** ولنجعل ايامنا عمل عمل عمل  تحياتى لحضراتكم ولمصر الحب كله

                     عربى السمان 

ليست هناك تعليقات: