صدر العدد الاول فى يناير 2010
داحس والغبراء فى الجاهلية
وداعش السوداء الحمقاء فى عصرنا
لكم كل احترامى ولمصر الحب كله
عربى السمان
داحس والغبراء فى الجاهلية
وداعش السوداء الحمقاء فى عصرنا
اصدقائى الاعزاء
احرص انا والملايين غيرى من محبى الاديبةوالكاتبة سناء البيسى كل سبت فى جريدة الاهرام . ولها اسلوب خاص ونكهة ادبية
فريدة من سماتها ان لا تستطيع ان ترفع بصرك عما تقرأ لها حتى تنتهى هى من كتاباتها
.
وهى هنا تعيش
معنا مأساة العراق والحقيقة انا حاولت ان امنع نفسى من المقارنة بين حرب داحس والغبراء فى الجاهلية والتى استمرت اربعين عاما وبين داعش الان والتى اخشى ان تطول فى حربها ضد خلق الله اجمعين فتصل الى الاعوام مثل الثورة فى سوريا تعالوا بنا نقرا لها ماذا قالت عن العراق تقول :
( م ) مدن العراق عزيزة على التاريخ، لها فى الفؤاد منازل
التقديس، والآن عندما يُنحر أبناؤها وتُدك آثارها وتلوث أرضها أقدام داعش الآثمة
القادمة من كل حدب وصوب من أول الأرض الآخر الأرض تقذف بالملتاثين على رءوس
الأشقاء الآمنين، فاللعنة على من يتخذ من إسلام السلام واجهة للخراب فتتساقط الحمم
فوق النجف مثوى وليد الكعبة وشهيد المحراب أمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب.. النجف حضن العتبات المقدسة التى تضم إلى جانب مرقد
الإمام عليّ مرقدًا عزيزًا آخر لابنته السيدة خديجة، ومرقد كل من النبى صالح وهود عليهما السلام، ومرقد الصحابى الجليل مسلم بن عقيل بن أبى طالب.. نجف التى يوجد بها أيضاً بيت الإمام عليّ والكثير من
قبور الصحابة رضوان اللـه عنهم إلى جانب كنوز من الآثار منها سور النجف، وقصر
الخورنق، ووادى السلام.. ولأن الأسماء لا تطلق على عواهنها عند قدامى العرب، فالنجف
فى العربية معناه المنجوف وهو المكان الذى لا يعلوه الماء، ويروى أن النجف كانت فى
الأصل جبلا عظيما أشار إليه ابن نوح بقوله: «سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء»،
وتهاوى الجبل رملا، وكان البحر الذى حمل السفينة اسمه «ني» فجف من بعد زمان ليُقال
«نى جف» ومع التداول الطويل «نجف».
كربلاء الان |
و..خوفاً عظيماً على مدينة «سامراء» التى يحوم حولها شياطين تنظيم الخوارج الجدد، وهى التى
كانت عاصمة الإمبراطورية العباسية، وفى أصلها ديرًا أقام فيه المتوكل العباس ثلاثة
أيام فاستحسن هواءه ليشيّد بجواره مدينته «سُرَّ مَنْ رأي» التى اشتهرت بـ«سامراء»، ومن بعده قام ناصر الدولة
الحمدانى بتوسيع المدينة وإحاطتها بسور، وفى أيام الدولة العثمانية شيّد أول جسر
فى سامراء على نهر دجلة، وتتناثر الدّرر التاريخية على أرض سامراء: المئذنة
الملّويّة، وقصور: العاشق والمعشوق، والموالمختار، والقصر الوزيري، والجعفري، وقصر
الجص، والجامع الكبير الذى شيّده المعتصم باللـه فى عام 234هـ ويضم 44 برجًا و15
مدخلا.
وعلى
أرض كربلاء يتعرض آلاف الأبناء للكرب وإن كان الاسم القديم معناه «قرب الإله» عند
البابلية، وفى الفارسية «كاربالا» أى «العمل الأعلي».. كربلاء بآثارها وأحيائها
ونواحيها وأبوابها.. كربلاء 52856 كيلو مترا تحيطها البساتين ويسقيها الفرات..
كربلاء التربة الحسينية المقدسة التى دُفن فيها سيد الشهداء وابن بنت الرسول صلى
اللـه عليه وسلم.. كربلاء بنواحيها: الخيّرات، وناحية الحُرّ التى تحتضن قبر
الحسين، وناحية عون مرقد العباس عليه السلام وكثير من قبور الصحابة الشهداء فى
سبيل الإسلام الصحيح، وبها مقام المهدى عليه السلام وقصر الأخيضر، ومنطقة كهوف
الطار الأثرية.. كربلاء حاضنة السياحة الدينية بعد النجف التى كانت فى زمن الأمان
تغص فنادقها بزوار مقدساتها..
و..ليحفظ اللـه بغداد الكعكة التى تنهش ضراوة الحقد
الداعشى أطرافها، ومن قبلهم هاجمها «هولاكو» بجيوش التتار عام 656هـ ليعملوا فى
أهلها السيف أربعة وثلاثين يوماً حتى بلغ قتلاها أكثر من 800 ألف، وتعود بغداد
ويعود العدوان فى ركب «تيمور لنك» الذى مشت جيوشه إليها فوق جبال من رءوس قتلى
الشام ارتفعت عن الأرض 10 أذرع.. بغداد التى بلغت ميزانية الدولة فى عهد عضد
الدولة فيها 32 مليونا من الدنانير وكانت بيوتها مزينة بالأبنوس والعاج وكان أهلها فى زمن المعتصم، ابن
بطوطة عندما زارها عام 727 هـ يعشقون الفن والغناء وقد رأى سلطانها الإيلخانى
بوسعيد يتنزه فى سفينته بدجلة وعلى يمينه وشماله المئات من قوارب الطرب والغناء فى
كل منها أمير بعسكره وطبوله ومزاميره، السلطان الذى ابتيع له فى ثلاثة أيام ورد
بـ1000 دينار فرشت به مجالسه وطرحت منه كمية كبيرة فى بركة عظيمة بقصره، ماؤها
زئبق وفوقها أراجيح حبالها زمبق... بغداد رغد العيش فى زمانها فاق كل حد حتى يُقال
إن نساءها كن يبالغن فى الإنفاق على زينتهن لدرجة أن زوجة الخليفة المستضيء كانت
تزين نعالها باللآلئ الكبار.. بغداد ما أن بلغها تيمور لنك حتى حاصرها ليأخذها
عنوة فى عيد النحر لتسيل دماء البغداديين أنهارا بعدما نحر من أهلها 100 ألف وبنى
من رءوسهم كعادته ـ كلما هاجم مدينة فى طريقه الدموى أقواساً للنصر ليرثيها أبى تمام بقوله
لقد أقام على بغداد ناعيها
فليبكها لخراب الدهر باكيها
كربلاء |
و..يوجعنى أن أسمع أنباء العراق فى الصباح كالنباح..
توجعنى الموصل وأربيل والفالوجة والرمادى ونينوى وكركوك وتفاقم الإرهاب فى الأنبار
ليبتلع ثلثيها.. يوجعنى كرب كربلاء وظلمات النجف وخوف سامراء التى لم تعد فى
خشيتها تسر كل من رأي..
**** لمبه سهارى
:
عربى السمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق