المشاركات الشائعة

السبت، أكتوبر 22، 2011

( 263 ) رغم تسارع الاحداث العالمية لازالت احداث ماسبيروا فى الصدارة




   عادل حمودة :

   لابد نأخذ الأقباط فى أحضاننا.. نمنحهم الدفء.
. ونشعرهم بالسكينة.. ونعيد إليهم الثقة فينا.

أحداث ماسبيرو حتمًا وراءها ايدى خبيثة
 تلعب على الحبلين لتحدث الفرقة بين الجيش والأقباط
الايدى الخفية البغيضة الخائنة هى السبب فى هذه الاحداث

 باسلوب بسيط يتناول الكاتب الاستاذ عادل حمودة موضوع الساعة وكل ساعة
مهما طغت على الساحة السياسية من أحداث كانهاية المأساوية  للعقيد الليبى الديكتاتور معمر القذافى ؛  او من اتهام المتطرفين من الثوار الليبيين من انتهاك حقوق الانسان بقتله بعد اسره مصابا وهو قيد التحقيق . أو موت ولى العهد السعودى الامير سلطان بن عبد العزيز ووزير الدفاع كل هذا لم يمنع من ان تكون احداث ماسبيرو   لها التأثير المباشر على حياتنا كمصريين فالتأثر حاد وقوى يؤثر بشكل مباشر على امننا القومى المصرى  وإلى حديث عادل حمودة .
يملك(إيفنو آزيف ) وحده تفسير ما حدث بين الجيش والأقباط فى فتنة يوم الأحد الدامى أمام ماسبيرو.
هو ابن خياط روسى يهودى فقير.. ولد فى مقاطعة جرودنيسكى عام 1869.. عمل موظفا.. ومدرسا.. وصحفيا.. انتمى للتنظيمات الثورية المعادية لقيصر الكرملين قبل أن يعرض خدماته على الشرطة السرية.
كان هذا الشاب الصامت.. النحيف.. الخجول.. أول عميل مزدوج فى التاريخ.. سرب معلومات للتنظيمات الثورية أدت إلى اغتيال عدد من المسئولين الحكوميين الكبار.. منهم ثلاثة وزراء للداخلية.. وسرب معلومات للشرطة السرية عن الخلايا الثورية أدت إلى القبض على أعضائها.. وفى كل الأحوال لم يشك فيه أحد.. لم تحم حوله شبهة ولو عابرة.
كان ثوريا تحت الأرض.. مخبرا فوقها.. وتخلص من خصومه فى السلطة وفى الثورة.. ودائما كان يجهز من سيلبس التهمة قبل أن يرتكب جريمته.
وربما كان العميل المزدوج الوحيد الذى لم يكشف.. أو يقبض عليه.. فقد اختفى من روسيا.. وتنقل بين إيطاليا واليونان ومصر.. وأخيرا استقر فى ألمانيا.. وقبيل انتهاء الحرب العالمية الأولى انتهت حياته 
الامير سلطان بن عبد العزيز ولى العهد ووزير الدفاع السعودى فى زمة الله
.
لكن.. بقى أسلوبه فى الإيقاع بين القوى المختلفة نموذجا يجرى تدريسه والتدريب عليه فى أجهزة المخابرات المختلفة.. كيف تورط غيرك فى جريمة برىء منها؟.. كيف تختاره بعناية كى يعاقب عليها؟.. كيف تثير فتنة دون أن ينتبه أحد إليك؟
وقد استخدم أحفاده فى الموساد طريقته الجهنمية فى قضية لافون.. حين قامت مجموعة من شباب اليهود فى مصر بتفجير منشآت بريطانية وأمريكية عام 1954 كى توقع إسرائيل بين ثورة يوليو والحكومات الغربية فتحترق الجسور الممدودة بينهما.. وتنقلب المودة إلى عداء.. ولولا أن كشفت الخلية الإرهابية لكان جمال عبدالناصر هو المتهم الجاهز الذى سعوا لتوريطه فيما حدث.
ولا استبعد أن يكون إيفنو آزيف من نوعية وجنسية وشخصية أخرى لعب الدور نفسه فى توريط الجيش فى الأزمة الصعبة الأخيرة مع الأقباط.. فالأقباط كانوا مسالمين.. والجيش ليس من أساليبه استخدام الرصاص ضد مواطنين.. فمن هو «العميل المزدوج» الذى لعب على الحبلين وأوقع بين الجانبين وخرج كالشعرة من العجين؟.. هذا هو السؤال الغائب الذى لم يطرحه أحد.. وهو سؤال فرض نفسه من قبل فى أحداث سبقت وتجاهلنا الإجابة عنها.
إن التوصل للمحرض والجانى الخفى سيساهم ولو قليلا فى شفاء جراح الروح التى أدمت قلوب الأقباط وأحزنتها.. دون أن ننسى أن مسئولية الجيش أكبر.. مسئوليته بنفس حجمه.. بنفس ثقله.. بنفس قوته.. بنفس دوره فى الحماية والرعاية.
والمؤكد أن المستهدف فيما جرى هو الجيش وليس الاقباط.. فلو كانت المظاهرة لتيار آخر لحدثت نفس الوقيعة.. وتورط الجيش فيما فعل.. فالهدف أن يخرج عن شعوره.. ويضرب.. ويدهس.. ويعتقل.. ويحاكم.. ويحاسب.. ويفقد تعاطفه مع الثورة.. ويتجرد من حمايته لها.. ويعود النظام السابق.. وتنتصر الثورة المضادة.
لقد سبق أن حرقت مركبات عسكرية كى يثأر الجيش.. وسبق أن تعرض جنود وضباط لاستفزاز بطريقة يصعب احتمالها كى يردوا.. وتقع الواقعة.. وتشتعل الفتنة.. وينسحب الجيش بعيدا.. تاركا البلاد بلا أمن.. لقوى الفوضى التى تستغل فراغ السلطة فى القتل والحرق والنهب والشنق والترويع والتمييز والتقسيم لتصبح مصر صورة أخرى بالكربون من الصومال أو العراق أو أفغانستان وهى دول تفتت ولن تتوحد.. ذهبت ولن تعود.. ركعت ولن تقوم.. ماتت ولن تبعث.
كنا نسمع بطريقة عابرة عن دولة قبطية فى الصعيد ودولة نوبية فى الجنوب ودولة فلسطينية فى شمال سيناء فأصبحنا نسمع عنها كل يوم.. تقريبا.. ولو كانت قطر مولت سلفيين وأمريكا مولت ليبراليين فإن إيران تطلب من عملائها التصرف بحرية.. فقد تحولت القاهرة إلى وكر للجواسيس.
والجاسوس لم يعد يبحث عن أسرار وإنما أصبح يثير فتناً ويحرض على فوضى ويلبس ثوب الثورة.. وربما ساعد فى عملية نارية.. مثل نسف محطة تصدير الغاز الذى سندفع ثمن توقفه ثمانية مليارات دولار فى قضية تحكيم دولى سترفع ضدنا.. بجانب تسعة مليارات فى قضايا أخرى.. لنفقد ثلاثة أرباع ما تبقى من الاحتياطى النقدى.
وليس أمامنا لإنقاذ بلادنا من الطوفان سوى أن (نأخذ الأقباط فى أحضاننا.. نمنحهم الدفء.. ونشعرهم بالسكينة.. ونعيد إليهم الثقة فينا.). وهى تصرفات مهما بدت فى صالحهم فهى فى الواقع تخدم مصر أكثر منهم.. فضربهم جريمة لن يرضى عنها العالم وسوف يعزلنا عقابا عليها.. وربما وجدها مبررا لفرض حماية دولية علينا.
تخيلوا أنفسكم فى دولة محاصرة لا تكلم أحدا ولا يكلمها أحد.. لا تذهب إلى أحدا ولا يأتى إليها أحد.. لا تشترى من أحد ولا تبيع لأحد.. دولة محرومة من كل ما يأتى من الخارج.. وممنوعة عليها السفر إليه 
 العقيد الليبى معمر القذافى محل خلاف وهو حى أوميت
.
وقد حدث بعد قداس يوم الأحد الماضى أن خرجت فى وقت واحد مظاهرات غاضبة فى لندن وباريس وجنيف واستكهولم ولوس أنجلوس ونيو جرسى ومونتريال تندد بما جرى للأقباط فى مصر.. عرضت فيديوهات الموت.. وتوابيت القتلى.. وتجاوزات المتعصبين الذين ضربوا شبابا وفتيات يرسمون الصليب أو يعلقونه.. وهى مشاهد شوهت صورتنا بما لم نتوقع.. وكأننا ألقينا على وجوهنا «مية نار».. ولا تزال آثارها المالية والسياسية لم تأت بعد.
استمرار المعونة العسكرية وتجديد الأسلحة فى خطر.. القروض الميسرة من صندوق النقد الدولى للتخفيف من أزمة السيولة فى خطر.. استيراد القمح من الخارج فى خطر.. إن التجارة سياسة فى كثير من الحالات.
ولو كنا قد تعرضنا لهجوم شرس من متشددين ومتطرفين لموقفنا المساند للأقباط فإننا لن نتراجع عنه.. وهو موقف لمصر لا لغيرها.. فالشريعة الإسلامية تدعونا لمساندة الضعيف حتى يقوى والصغير حتى يكبر والمريض حتى يشفى والمظلوم حتى يسترد حقوقه.. ولو كنا بما قلنا وكتبنا وضعنا على الصورة القبيحة رتوشا لتجميلها، فإن مجانين الفتنة الطائفية أزالوها دون أن يدركوا أنهم يدفعون بالبلاد إلى هاوية سيكونون بعضا من ضحاياها، فالطوفان عندما يأتى لا يفرق بين مسلم ومسيحى.. بين متعصب ومتسامح.. بين جندى وكاهن.. بين سلفى وشيوعى.. كلنا فى النار
الأديب الكبير الراحل انيس منصور
  •  تشرفت بالدكتور اسلام المازنى عندما اضاف دونتى الى اهتماماته ، وكذلك تقديرى وترحيبى كبير بالصديقة ايمان مردان مع تحياتى للجميع .
  • بكلمات بسيطة بساطة شخصيته  ننعيه ونحتسبه عند الله مغفورا له  الاديب الكبير انيس منصور . الذى اثرى حياتنا ادبًا رفيعا كان له الفضل فى تشكيل مداركنا وتنمية عقولنا  وله منا الدعوات الخالصات بان يتغده الله برحمته ويجزيه عنا خير الجزاء ومواساتنا له ولأسرته ولتلاميذه وقرائه ومحبيه .
                    لكم التحية ولمصر الحب كله
                               عربى السمان

ليست هناك تعليقات: